كشف الرئيس ترامب أنه تلقى تأكيدات من تركيا بوقف القتال في شمال سوريا ليصبح وقف إطلاق النار دائما، ولذلك قرر رفع العقوبات التي فرضتها بلاده عليها . وما أن أنهى ترامب كلامه حتى ارتفعت الليرة التركية بنسبة 1,3 بالمائة.
إعلان
قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اليوم الأربعاء (23 تشرين الأول/ أكتوبر 2019) إنه قرر رفع العقوبات عن تركيا بعد حصوله على وعد من أنقرة بأن يكون وقف إطلاق النار فى "المنطقة الآمنة" بشمال شرق سوريا دائما.
وأضاف في كلمة متلفزة "في وقت سابق من صباح اليوم، أبلغت الحكومة التركية إدارتي بأنها ستوقف العمليات القتالية وهجومها في سوريا ما يجعل وقف إطلاق النار دائما ... لذا، أمرت وزير الخزانة برفع جميع العقوبات التي فرضت (على أنقرة) في 14 تشرين الأول/أكتوبر".
وشدد ترامب من البيت الأبيض على أن "العقوبات سترفع ما لم يحدث شيء لا نرضى به". وألقى الرئيس الأمريكي بظلال من الشك أيضا حول معنى "دائم".
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات ضد ثلاثة وزراء أتراك ووزارتين الأسبوع الماضي، ردا على التوغل التركي في شمال شرق سوريا. ويأتي إعلان ترامب بعد اتفاق تم التوصل إليه الثلاثاء في سوتشي، ستعمل روسيا وسوريا بموجبه "على تسهيل" إبعاد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود.
وقال ترامب إن بعض الجنود سيبقون في حقول النفط السورية رغم الانسحاب الأوسع من البلاد. وتابع "إننا نضمن أمن النفط. وبالتالي، سيبقى عدد محدود من الجنود الأميركيين في المنطقة حيث النفط".وحذر ترامب من أن العقوبات "القاسية" يمكن إعادة فرضها إذا فشلت تركيا في الوفاء بالتزامها بحماية الأقليات الدينية والعرقية.
وأوضح ترامب في كلمته اليوم أن الولايات المتحدة قدمت للأطراف المتصارعة في سوريا"خدمة عظيمة". وتابع "لقد قمنا بعمل عظيم لهم جميعها، والآن نحن نخرج". وأضاف "دعوا شخصا آخر يقاتل من أجل هذه الأرض الملطخة بالدماء".
ما امتدح الرئيس الأمريكي الرئيس التركي أردوغان وقال "لدينا علاقة جيدة جدا مع أردوغان" مضيفا "أنا أعرفه جيدا جدا وهو يحب بلاده ويفعل كل شيئ بشكل صائب ويمكننا أن نلتقي قريبا". كذلك أشاد الرئيس الأمريكي بمظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري.
وعلى الفور، وبعد إعلان ترامب رفع العقوبات عن تركيا، ارتفعت الليرة التركية نحو 1.3 في المائة معززة مكاسبها التي حققتها في الأيام الأخيرة مع انحسار التهديد بفرض المزيد من العقوبات الأمريكية إثر موافقة أنقرة على وقف عملياتها ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
من سيء إلى الأسوأ.. علاقات واشنطن بتركيا منذ انتخاب أردوغان
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توتراً منذ نحو سنتين، إلا أن الأمر تفاقم كثيرا بعيد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في حزيران/يونيو 2018 لعدة أسباب، فكيف تطور ولماذا؟
صورة من: Colourbox
أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا هي طريقة التعاطي مع الملف السوري، كذلك رفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن لمحاكمته بشأن دوره المزعوم في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/يوليو 2016، إلا أن النقطة الأكثر وضوحًا كانت احتجاز أنقرة القس الأمريكي أندرو برانسون.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
في 24 حزيران/يونيو 2018، فاز أردوغان في الانتخابات الرئاسية وتوسعت صلاحياته، حيث انتقلت البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي وباتت السلطة التنفيذية تتركز في يد الرئيس، وقتها علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة "تشجع تركيا على اتخاذ خطوات لتعزيز الديموقراطية".
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
في 18 تموز/يوليو اتخذت العلاقات بين البلدين منحى بإتجاه الأسوأ عندما أمرت محكمة تركية بالابقاء على القس اندرو برانسون في السجن بعد عامين من اعتقاله بتهم الإرهاب، ودعا ترامب أردوغان على تويتر إلى الإفراج عن القس، واصفاً الاستمرار في احتجازه بأنه "عار كبير"
صورة من: Reuters/Dha/Demiroren News Agency
في 20 تموز/يوليو، رفضت واشنطن اقتراحًا بتبادل غولن مع القس برانسون، وذلك قبل خمسة أيام من نقله للإقامة الجبرية، رحبت أمريكا بالخطوة لكنها لم تكن كافية، إذ طالب ترامب في وقتٍ لاحق تركيا بالإفراج عن القس "فورًا"، محذرا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض "عقوبات هائلة" على تركيا. أخذ الأمر أيام مع اردوغان ليرد بأن ترامب يفكر بعقلية "صهيونية تبشيرية".
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/E. Tazegul
في الأول من آب/ أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، بعد اتهامهما بلعب دور رئيسي في اعتقال واحتجاز القس، وبعد ثلاثة أيام رد أردوغان بأن أنقرة ستجمد أصول وزيري "العدل والداخلية" الأميركيين في تركيا دون أن يوضح من يقصد تحديدًا.
صورة من: Getty Images/C.Turkel
في العاشر من آب/ أغسطس، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم التركيين لتصل إلى 50 بالمائة للفولاذ و20 بالمائة للألمنيوم، وكتب على تويتر "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت"، بنفس اليوم هبط سعر صرف الليرة التركية وخسرت 16 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار، اعتبر أردوغان ما حدث "حربًا اقتصادية"، ودعا الأتراك لتبديل العملات الأجنبية بالليرة التركية.
صورة من: Reuters/M. Sezer
في 11 آب/أغسطس، حذر أردوغان من أن تركيا ستبحث عن "أصدقاء وحلفاء جدد .. إلا إذا بدأت واشنطن في احترام سيادة تركيا"، وقال "عار عليك، عار عليك.. أن تستبدل شريكاً استراتيجياً في حلف شمال الاطلسي بقس".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
في 12 آب/أغسطس، قال أردوغان إن انهيار الليرة هو بسبب "مؤامرة سياسية" وفي اليوم التالي اتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها تسعى لـ"طعن تركيا بالظهر".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
في الرابع عشر من آب/أغسطس، أعلن أردوغان مقاطعة المعدات الالكترونية الأمريكية، وصعّدت في اليوم التالي بزيادة كبيرة على التعريفات الجمركية على العديد من البضائع القادمة من الولايات المتحدة مثل السيارات والتبغ، البيت الأبيض اعتبر هذه الخطوة أنها "خاطئة ومؤسفة"، بينما رفضت محكمة تركية في اليوم نفسه طلبًا جديدًا للإفراج عن القس برانسون.