"يقولون ما لا يفعلون"، هكذا بدا المشهد في الولايات المتحدة التي زار رئيسها دونالد ترامب مصنعا للكمامات في أريزونا، دون وضع كمامة على وجهه رغم توصيات الحكومة الفدرالية بوضع الكمامات.
إعلان
توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء (الخامس من أيار/مايو) لزيارة مصنع لإنتاج الكمامات في ولاية أريزونا التي يأمل الفوز بأصواتها في الانتخابات المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
غير أن ترامب المعروف عنه رفضه وضع الكمامة على وجهه، قام بالشيء ذاته في هذا المصنع متجاهلا يافطة إنذار كتب عليها "وضع الكمامة ضروري في هذا الجناح". ودعما لترامب ظهر مدير المصنع أيضا دون كمامة فيما وضعها باقي الحضور. عوض ذلك شدد الرئيس الأمريكي في كلمته داخل المصنع على ضرورة فتح الاقتصاد.
تجدر الإشارة أنه ومع الارتفاع الكارثي لعدد المصابين بوباء كورونا في الولايات المتحدة وأعداد الوفيات التي فاقت 60 ألفا، تشجع الحكومة الاتحادية مواطنيها على ارتداء الكمامات لتجنب انتشار العدوى حتى وإن لم يعانوا من أي عرض من أعراض مرض كوفيد-19 الناجم عن المرض.
ويحجم ترامب نفسه حتى الآن عن استخدام الكمامة، وأثار نائبه مايك بنس أيضا انتقادات لعدم وضعه كمامة خلال زيارة قام بها في الآونة الأخيرة لمستشفى مايو كلينيك الشهير في مينيسوتا.
وفي ظل الانتقادات الموجهة ضد ترامب وبنس، أصدر البيت الأبيض بيانا قال فيه إن كبار المسؤولين وضيوفهم يخضعون لفحوص مستمرة لفيروس كورونا، فلا حاجة لوضع كمامات.
فالجماعات التي تعارض الإغلاق، تُنظم أحيانا لأجل ذلك تظاهرات بالسلاح والملابس العسكرية ضد وضع الكمامات، وهي تنال تأييد ترامب. وقد تخلى قادة محليون في مدينة ستيلووتر في أوكلاهوما ومدن أخرى، عن إعطاء أوامر بارتداء الكمامات بعد تلقيهم تهديدات.
كما أن الشعار المشترك الآن في الاحتجاجات ضد الإغلاق هو أن الوباء بأكمله مجرد "خدعة". بينما يسير ترامب المتأخر في العديد من استطلاعات الرأي أمام منافسه الديموقراطي جو بايدن على حبل مشدود، وعودة كبيرة للفيروس قد تدمر فرصه في ولاية رئاسية ثانية.
في صور: كورونا تجعل من الكمامة مصدراً للإبداع
أصبح ارتداء الكمامات أمرا طبيعيا نشهده يومياً في دول كثيرة وخاصة في أوروبا، وبدأ التنافس على اابتكار أشكال جديدة وملفتة للنظر منها. في هذه الجولة المصورة أفكار مبدعة لبعض الفنانين الذين جعلوا من الكمامة أعمالا فنية.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/H. Yan
كمامات "غرافيتي"
أصبحت الكمامات الطبية مصدر إلهام جديد لفناني الغرافيتي (الرسم على الجدران) حول العالم. نرى في الصورة شابا في السادسة عشرة من عمره يطلق على نفسه إسم S.F وهو يرسم وجها يرتدي كمامة على جدار فوق سطح بناية بمدينة أثينا اليونانية. انتشرت مثل هذه الرسمات في مدن أوروبية عديدة في الفترة الأخيرة، ومن المؤكد أن الفنان "بانكسي" سيقوم هو الآخر برسم الكمامة في عمل فني جديد.
صورة من: picture-alliance/ANE
على أحدث صيحات الموضة
دخلت الكمامة أيضاً عالم الموضة بقوة حيث عكف مصممو الأزياء على ابتكار أشكال جذابة ومتنوعة لها. لكن ليست جميع تصاميمهم ترتقي لمعايير منظمة الصحة العالمية. نرى في الصورة عارضة أزياء بأسبوع نيويورك للموضة في فبراير/شباط، أي قبل انتشار وباء كورونا بشكله الحالي في الولايات المتحدة. وبالرغم من أن الكمامة المصنوعة من قماش الأورغانزا الرقيق التي ترتديها العارضة تبدو جذابة، إلا أنها غير فعالة ضد أي عدوى.
صورة من: Getty Images/NYFW - The Shows
أشكال جديدة للكمامة
ينطبق الأمر أيضاً على هذه الكمامة التي ترتديها عارضة أزياء أخرى بأسبوع الموضة في نيويورك. فالكمامة تبدو هنا كقطعة من "الأكسسوارات" وليست ككمامة طبية. إلا أن ارتداء أي كمامة حتى وإن كانت من القماش أفضل من عدم ارتداء كمامة على الإطلاق، وقد تشجع هذه الأشكال المبتكرة البعض ممن يملون من شكل الكمامة التقليدي الممل.
صورة من: Getty Images/NYFW - The Shows
ماركات عالمية
تتنافس الماركات العالمية على تصميم الكمامات المبتكرة كطريقة لإنقاذ مبيعاتها التي تراجعت بسبب أزمة كورونا. ولا يقتصر الأمر على الماركات الشهيرة فحسب، بل يحاول المصممون الشباب غير المعروفين وأصحاب الشركات الناشئة دخول المنافسة أيضاً لتحقيق الشهرة، وهو الأمر الذي يحدث حالياً في مدن ألمانية مثل برلين وكولونيا وميونيخ. بالتأكيد سنرى هذه الكمامات بالمتاحف في المستقبل كرمز على "زمن كورونا في 2020".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
للرجال فقط
الرجال أيضاً يحبون التأنق من وقت لآخر، ويمكنهم ذلك حتى في زمن كورونا. فقد قام مصنع لإنتاج ربطات العنق في برلين بعرض مجموعة حصرية من الكمامات الحريرية التي تتسق ألوانها مع ربطة عنق الرجل العصري مثلما تظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Koall
كمامات بنكهة تقليدية
قامت كل ولاية ألمانية بتطبيق قواعد ارتداء الكمامة بشكل مختلف في البداية، ومنذ 27 أبريل/نيسان تم توحيد هذه القواعد في كل الولايات. استغلت بعض اتحادات الأزياء التقليدية في الولايات الفرصة لصنع كمامات تحمل شعارها أو تستوحي ألوانها. في بافاريا تتميز الكمامة باللونين الأبيض والأزرق، وهما لونا علم الولاية اللذان يرمزان لعائلة "فيتلزباخ" التي ينحدر منها الملك "لودفيغ" والإمبراطورة "إليزابيث".
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Hörhager
تصاميم متنوعة
لا توجد حدود للإبداع فيما يتعلق بتصاميم الكمامات، ما يهم في الأمر هو قابلية الأقمشة المستخدمة للغسل. بالنسبة للتصاميم التي قد لا تكون مناسبة للغسل المستمر، من الممكن سكب الماء المغلي عليها وتركها لتبرد ثم لفها في منشفة وتصفيتها من الماء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
كمامة لكل مناسبة
يستطيع من يحبون التغيير ارتداء كمامة لكل مناسبة وترتيبها في جدول لأيام الأسبوع كما هو مبين في الصورة. فأيام السبت قد تكون أيام ممارسة رياضة كرة القدم للبعض، وهنا من الممكن ارتداء كمامة مزينة بأشكال كرات أو بألوان نادي الكرة المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kästle
كمامات صديقة للبيئة
من يرى أن هذه التصاميم تشجع على ثقافة الاستهلاك المضرة للبيئة، يستطيع البحث عن كمامات طبيعية. فقط يجب مراعاة أن تغطي الكمامة الأنف والفم: فمن الممكن استخدام خيط أو شريط مطاطي خفيف لربط ورقة نبات حول الوجه مثلما فعلت هذه الطفلة الفلسطينية في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Abed
الكمامة للجميع
في جميع المدن الأوروبية تظهر أعمال فنية أو إشارات ضد كورونا، مثل الدعوة للالتزام بالمنزل وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي. ولا يختلف الأمر في مدينة بريمن بألمانيا، حيث نرى في الصورة كمامة على التمثال الأشهر بالمدينة والمسمى بـ"موسيقيو بريمن"، وهم كلب وديك وقط وحمار من أحد قصص الأخوين غريم الشهيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Schuldt
الفن في زمن الكورونا
حتى في مجال الفنون أصبحت الكمامة تظهر بشكل كبير. فنجدها على لوحات فنية وملصقات إعلانية، كما تظهر على وجوه شهيرة مثل وجه الموناليزا في رسوم كاريكاتير ساخرة. ونرى في الصورة تمثالا بمدينة كراكاو في بولندا للنحات إيغور ميتوراج، الذي قرر أن يحمي تمثاله من خطر فيروس كورونا بهذه الكمامة العملاقة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/B. Zawrzel
11 صورة1 | 11
في المقابل، يراهن الرئيس حاليا على انتعاش الاقتصاد بشكل سريع لحسم الأمر لصالحه. ولهذا هو بحاجة إلى توقف الخوف من وباء كوفيد-19. وقد صرح الأحد الماضي قائلا: "لا يمكننا الاستمرار في الإغلاق كدولة، لأنه لن تتبقى لدينا دولة".
يذكر أنه في ولاية أريزونا، فاز ترامب في انتخابات 2016 أمام المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، لكن استطلاعات الرأي تضعه اليوم خلف بادين المرشح الديمقراطي المفترض في انتخابات 2020ـ