ترامب يستبعد تقديم تنازلات لتركيا في قضية القس الأمريكي
٢١ أغسطس ٢٠١٨
مرة أخرى يؤكد الرئيس الأميركي ترامب استبعاد أي تنازلات لتركيا لإطلاق سراح قس أميركي محتجز، موضحاً أن إطلاق سراح القس كان من ضمن صفقة إطلاق سراح مواطنة تركية كانت محتجزة في إسرائيل، ومذكرا أنه يحب تركيا.
إعلان
استبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقديم أي تنازلات لتركيا لإطلاق سراح قس أمريكي محتجز. وقال ترامب في مقابلة مع وكالة رويترز في المكتب البيضاوي، إنه ظن أنه أبرم اتفاقا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما ساعد في إقناع إسرائيل بإطلاق سراح مواطنة تركية محتجزة. وأضاف أنه كان يعتقد أن أردوغان سيرد على ذلك بإطلاق سراح القس أندرو برانسون.
وقال "أعتقد أن ما تفعله تركيا مؤسف للغاية. أعتقد أنهم يرتكبون خطأ فادحا. لن تكون هناك تنازلات".
وفرض ترامب رسوما جمركية على واردات الصلب والألومنيوم التركية ردا على رفض أردوغان إطلاق سراح برانسون مما أثار مخاوف من أضرار اقتصادية في أوروبا.
وردا على سؤال عن الأضرار المحتملة لتلك الرسوم على اقتصاد بلدان أخرى "لا يعنيني بالمرة. لا يعنيني. هذا هو ما ينبغي فعله". وأضاف أن أردوغان طلب أن تعود المواطنة التركية من إسرائيل. وكان مسؤول كبير في البيت الأبيض قد ذكر أن ترامب التقى مع أردوغان خلال اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل في منتصف يوليو/ تموز، مضيفا أنهما ناقشا قضية برانسون والسبيل إلى إطلاق سراحه.
وأضاف المسؤول أن تركيا طلبت مساعدة الولايات المتحدة في إقناع إسرائيل بإطلاق سراح امرأة تركية كانت محتجزة في إسرائيل. وفي المقابل كان على تركيا إطلاق سراح برانسون وغيره من الأمريكيين المحتجزين لديها. وقال الرئيس الأمريكي إنه نفذ الشق الخاص به من الاتفاق. وأضاف "أخرجت ذلك الشخص من أجله. أتوقع منه أن يخرج هذا الرجل البريء تماما والرائع والأب العظيم والمسيحي العظيم من تركيا".
ورحلت إسرائيل، التي كانت قد أكدت أن ترامب طلب إطلاق سراح التركية إبرو أوزكان، في منتصف يوليو/ تموز. ونفت أنقرة أن تكون وافقت بأي صورة على إطلاق سراح برانسون في المقابل.
وقال ترامب "أحب تركيا. وأحب الشعب التركي كثيرا. وحتى الآن لدي علاقة جيدة للغاية مثلما تعلمون مع الرئيس التركي. وأتفق معه كثيرا. حافظت على علاقة جيدة للغاية معه. لكن لا يمكن أن تمضي العلاقة في اتجاه واحد... لن يستمر الأمر على هذا النحو بالنسبة للولايات المتحدة".
وفي سياق آخر أجاب على ترامب على سؤال حول رفض إيران الاجتماع معه، بالقول، إنه لا يعنيه إتمام هذا اللقاء من عدمه. وكان ترامب قد قال هذا الشهر إنه مستعد للالتقاء بالرئيس الإيراني حسن روحاني، إذا رغب الإيرانيون في مناقشة النزاع حول برنامج إيران النووي. ورفض الإيرانيون العرض وعلى رأسهم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
ع.خ/ ح.ز (رويترز)
من سيء إلى الأسوأ.. علاقات واشنطن بتركيا منذ انتخاب أردوغان
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توتراً منذ نحو سنتين، إلا أن الأمر تفاقم كثيرا بعيد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في حزيران/يونيو 2018 لعدة أسباب، فكيف تطور ولماذا؟
صورة من: Colourbox
أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا هي طريقة التعاطي مع الملف السوري، كذلك رفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن لمحاكمته بشأن دوره المزعوم في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/يوليو 2016، إلا أن النقطة الأكثر وضوحًا كانت احتجاز أنقرة القس الأمريكي أندرو برانسون.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
في 24 حزيران/يونيو 2018، فاز أردوغان في الانتخابات الرئاسية وتوسعت صلاحياته، حيث انتقلت البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي وباتت السلطة التنفيذية تتركز في يد الرئيس، وقتها علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة "تشجع تركيا على اتخاذ خطوات لتعزيز الديموقراطية".
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
في 18 تموز/يوليو اتخذت العلاقات بين البلدين منحى بإتجاه الأسوأ عندما أمرت محكمة تركية بالابقاء على القس اندرو برانسون في السجن بعد عامين من اعتقاله بتهم الإرهاب، ودعا ترامب أردوغان على تويتر إلى الإفراج عن القس، واصفاً الاستمرار في احتجازه بأنه "عار كبير"
صورة من: Reuters/Dha/Demiroren News Agency
في 20 تموز/يوليو، رفضت واشنطن اقتراحًا بتبادل غولن مع القس برانسون، وذلك قبل خمسة أيام من نقله للإقامة الجبرية، رحبت أمريكا بالخطوة لكنها لم تكن كافية، إذ طالب ترامب في وقتٍ لاحق تركيا بالإفراج عن القس "فورًا"، محذرا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض "عقوبات هائلة" على تركيا. أخذ الأمر أيام مع اردوغان ليرد بأن ترامب يفكر بعقلية "صهيونية تبشيرية".
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/E. Tazegul
في الأول من آب/ أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، بعد اتهامهما بلعب دور رئيسي في اعتقال واحتجاز القس، وبعد ثلاثة أيام رد أردوغان بأن أنقرة ستجمد أصول وزيري "العدل والداخلية" الأميركيين في تركيا دون أن يوضح من يقصد تحديدًا.
صورة من: Getty Images/C.Turkel
في العاشر من آب/ أغسطس، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم التركيين لتصل إلى 50 بالمائة للفولاذ و20 بالمائة للألمنيوم، وكتب على تويتر "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت"، بنفس اليوم هبط سعر صرف الليرة التركية وخسرت 16 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار، اعتبر أردوغان ما حدث "حربًا اقتصادية"، ودعا الأتراك لتبديل العملات الأجنبية بالليرة التركية.
صورة من: Reuters/M. Sezer
في 11 آب/أغسطس، حذر أردوغان من أن تركيا ستبحث عن "أصدقاء وحلفاء جدد .. إلا إذا بدأت واشنطن في احترام سيادة تركيا"، وقال "عار عليك، عار عليك.. أن تستبدل شريكاً استراتيجياً في حلف شمال الاطلسي بقس".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
في 12 آب/أغسطس، قال أردوغان إن انهيار الليرة هو بسبب "مؤامرة سياسية" وفي اليوم التالي اتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها تسعى لـ"طعن تركيا بالظهر".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
في الرابع عشر من آب/أغسطس، أعلن أردوغان مقاطعة المعدات الالكترونية الأمريكية، وصعّدت في اليوم التالي بزيادة كبيرة على التعريفات الجمركية على العديد من البضائع القادمة من الولايات المتحدة مثل السيارات والتبغ، البيت الأبيض اعتبر هذه الخطوة أنها "خاطئة ومؤسفة"، بينما رفضت محكمة تركية في اليوم نفسه طلبًا جديدًا للإفراج عن القس برانسون.