ترامب يستقبل أردوغان بحفاوة ويتحدث عن اجتماع "رائع" معه
١٣ نوفمبر ٢٠١٩
بعد أشهر من التوتر، استقبل الرئيس ترامب نظيره التركي أردوغان في البيت الأبيض بحفاوة بالغة قائلا إنه من أشد المعجبين به. بيد أنه شدد في المقابل على دعم الأكراد قائلا إن وقف إطلاق النار في شمال سوريا "صامد إلى حد كبير".
إعلان
مجلس النواب وإجراءات العزل.. بداية النهاية لترامب؟
24:34
التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض اليوم الأربعاء (13 تشرين الثاني/نوفمبر 2019) مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في وقت تشهد العلاقات بين البلدين الحليفين بحلف شمال الأطلسي (ناتو) توترا ملحوظا وخلافات في عدة قضايا.
وصرح ترامب لدى استقباله اردوغان في البيت الأبيض بأن علاقته بالرئيس التركي "جيدة" وزعم أن وقف إطلاق النار في شمال سوريا صامد بين أنقرة والقوات التي يقودها الأكراد. وقال ترامب إنه سيتم مناقشة النظام الصاروخي الروسي إس- 400 الذي اشترته تركيا وبرنامج المقاتلات الأمريكية إف- 35، الذي تم تعليقه مع أنقرة.
وأشاد ترامب بأردوغان قائلا قبل أن يدخل كلاهما في اجتماع مغلق: "أنا والرئيس صديقان حميمان. ويفهم كل منا بلاد الآخر". وأضاف ترامب أن القوات الأمريكية في سوريا أمّنت موارد النفط. وقال إن كلا من القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة وتركيا تحتجز مقاتلين من تنظيم "داعش".
وبعد الاجتماع عقد الرئيسان مؤتمرا صحافيا قال فيه ترامب إنه عقد "اجتماعا رائعا وإيجابيا للغاية" مع أردوغان وأن محادثاتهما كانت "صريحة ومثمرة". وأشار إلى أن وقف إطلاق النار في شمال سوريا بين تركيا والقوات الكردية صامد إلى حد كبير، واصفا الوضع بأنه "معقد" حيث يتقاتل الجانبان منذ "مئات السنين". وأضاف ترامب: "أنا من أشد المعجبين بالرئيس (أردوغان)".
بدوره قال أردوغان إن قرار مجلس النواب الأمريكي بشأن الأرمن "يلقي بظلاله على العلاقات" بين بلاده والولايات المتحدة. وأضاف: "أخبرت السيد الرئيس (ترامب) أن القرارات التي اتخذها مجلس النواب في 29 تشرين أول/أكتوبر خدمت هذا الغرض، وأساءت إلى شعبنا وألقت بظلالها على علاقاتنا".
وأشار أردوغان إلى أن ما جرى للأرمن "قبل حوالي 104 سنوات في ظل ظروف الحرب يجب أن يناقشه المؤرخون، لا الساسة"، مضيفا أن تركيا مستعدة لفتح أرشيفها في هذا الشأن.
وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب إطلاق تركيا عملية في شمال شرق سوريا ضد الأكراد حلفاء واشنطن وشراء تركيا لأنظمة دفاع جوي روسية متقدمة، إلى جانب إصرار تركيا على مطلبها المتعلق بضرورة قيام الولايات المتحدة بتسليمها رجل الدين فتح غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بالمسؤولية عن المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد عام 2016 .
وكان مسؤول بارز بالبيت الأبيض قد أكد قبيل الزيارة أن الولايات المتحدة لن تتخلى بسهولة عن التحالف مع تركيا. وقال المسؤول، عن التحالف بين البلدين والممتد لـ70 عاما: "لن نتخلى بسهولة عنه إذا ما كان هناك طريق ما للمضي قدما". وأضاف أن الرئيس ترامب "ملتزم بالمشاركة والدبلوماسية المباشرة، عندما يكون الأمر شديد الأهمية، وكذلك أردوغان نفسه".
ح.ع.ح/أ.ح(د.ب.أ، رويترز)
من سيء إلى الأسوأ.. علاقات واشنطن بتركيا منذ انتخاب أردوغان
تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا توتراً منذ نحو سنتين، إلا أن الأمر تفاقم كثيرا بعيد إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان في حزيران/يونيو 2018 لعدة أسباب، فكيف تطور ولماذا؟
صورة من: Colourbox
أبرز نقاط الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا هي طريقة التعاطي مع الملف السوري، كذلك رفض واشنطن تسليم أنقرة الداعية الإسلامي التركي فتح الله غولن لمحاكمته بشأن دوره المزعوم في المحاولة الانقلابية الفاشلة في تموز/يوليو 2016، إلا أن النقطة الأكثر وضوحًا كانت احتجاز أنقرة القس الأمريكي أندرو برانسون.
صورة من: picture-alliance/AP/E. Vucci
في 24 حزيران/يونيو 2018، فاز أردوغان في الانتخابات الرئاسية وتوسعت صلاحياته، حيث انتقلت البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي وباتت السلطة التنفيذية تتركز في يد الرئيس، وقتها علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة "تشجع تركيا على اتخاذ خطوات لتعزيز الديموقراطية".
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
في 18 تموز/يوليو اتخذت العلاقات بين البلدين منحى بإتجاه الأسوأ عندما أمرت محكمة تركية بالابقاء على القس اندرو برانسون في السجن بعد عامين من اعتقاله بتهم الإرهاب، ودعا ترامب أردوغان على تويتر إلى الإفراج عن القس، واصفاً الاستمرار في احتجازه بأنه "عار كبير"
صورة من: Reuters/Dha/Demiroren News Agency
في 20 تموز/يوليو، رفضت واشنطن اقتراحًا بتبادل غولن مع القس برانسون، وذلك قبل خمسة أيام من نقله للإقامة الجبرية، رحبت أمريكا بالخطوة لكنها لم تكن كافية، إذ طالب ترامب في وقتٍ لاحق تركيا بالإفراج عن القس "فورًا"، محذرا من أن الولايات المتحدة مستعدة لفرض "عقوبات هائلة" على تركيا. أخذ الأمر أيام مع اردوغان ليرد بأن ترامب يفكر بعقلية "صهيونية تبشيرية".
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/E. Tazegul
في الأول من آب/ أغسطس، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، بعد اتهامهما بلعب دور رئيسي في اعتقال واحتجاز القس، وبعد ثلاثة أيام رد أردوغان بأن أنقرة ستجمد أصول وزيري "العدل والداخلية" الأميركيين في تركيا دون أن يوضح من يقصد تحديدًا.
صورة من: Getty Images/C.Turkel
في العاشر من آب/ أغسطس، أعلن ترامب مضاعفة الرسوم على واردات بلاده من الفولاذ والألمنيوم التركيين لتصل إلى 50 بالمائة للفولاذ و20 بالمائة للألمنيوم، وكتب على تويتر "علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة في هذا الوقت"، بنفس اليوم هبط سعر صرف الليرة التركية وخسرت 16 بالمائة من قيمتها مقابل الدولار، اعتبر أردوغان ما حدث "حربًا اقتصادية"، ودعا الأتراك لتبديل العملات الأجنبية بالليرة التركية.
صورة من: Reuters/M. Sezer
في 11 آب/أغسطس، حذر أردوغان من أن تركيا ستبحث عن "أصدقاء وحلفاء جدد .. إلا إذا بدأت واشنطن في احترام سيادة تركيا"، وقال "عار عليك، عار عليك.. أن تستبدل شريكاً استراتيجياً في حلف شمال الاطلسي بقس".
صورة من: Reuters/C. Hartmann
في 12 آب/أغسطس، قال أردوغان إن انهيار الليرة هو بسبب "مؤامرة سياسية" وفي اليوم التالي اتهم أردوغان الولايات المتحدة بأنها تسعى لـ"طعن تركيا بالظهر".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Ozbilici
في الرابع عشر من آب/أغسطس، أعلن أردوغان مقاطعة المعدات الالكترونية الأمريكية، وصعّدت في اليوم التالي بزيادة كبيرة على التعريفات الجمركية على العديد من البضائع القادمة من الولايات المتحدة مثل السيارات والتبغ، البيت الأبيض اعتبر هذه الخطوة أنها "خاطئة ومؤسفة"، بينما رفضت محكمة تركية في اليوم نفسه طلبًا جديدًا للإفراج عن القس برانسون.