ترامب يستقبل بن سلمان بحفاوة ويشيد بمبيعات السلاح للرياض
٢٠ مارس ٢٠١٨
بالرغم من الانتقادات لدورها في حرب اليمن، أشاد الرئيس الأمريكي بمبيعات السلاح الأمريكية للسعودية ووصفها بأنها تدعم الوظائف الأمريكية. وحظي محمد بن سلمان في أول زيارة له للبيت الأبيض باستقبال حافل من دونالد ترامب.
إعلان
مسائيةDW : لقاء محمد بن سلمان مع ترامب في واشنطن.. ماذا تمخض عنه؟
24:33
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء (20 آذار/مارس) بمبيعات السلاح الأمريكية للسعودية ووصفها بأنها تدعم الوظائف الأمريكية، وذلك برغم انتقاد مشرعين لدور الرياض في الحرب في اليمن الذي يعاني أزمة إنسانية. وناقش ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في محادثات في البيت الأبيض اتفاقاً جرى التوصل إليه العام الماضي بشأن استثمارات سعودية مع الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار بما يشمل مشتريات عتاد عسكري ضخمة من الولايات المتحدة. وقال ترامب إن المبيعات العسكرية أسهمت في خلق 40 ألف وظيفة للأمريكيين.
وقدم ترامب رسماً توضيحياً يظهر عمليات الشراء السعودية لمعدات عسكرية أمريكية تتراوح بين السفن وأنظمة الدفاع الصاروخي والطائرات والعربات القتالية. وقال ترامب للصحفيين خلال جلسة تصوير مع ولي العهد: "العلاقة الآن ربما هي في أفضل أحوالها ولن تشهد على الأرجح سوى مزيد من التحسن. هناك استثمارات هائلة في بلادنا وهذا يعني فرص عمل لعمالنا".
وحظي ولي العهد السعودي باستقبال حافل من الرئيس الأمريكي، حيث أشاد ترامب بـ"الصداقة القوية" بين واشنطن والرياض. وأمام الكاميرات تم تبادل المصافحات والابتسامات والكلمات الودية بين ترامب ومحمد بن سلمان. وقال ترامب أثناء الاستعداد للغداء في البيت الأبيض "يشرفني أن أرحب بولي العهد السعودي بيننا (...) نحن نفهم بعضنا البعض ... إن صداقتنا فعلا قوية وعظيمة".
ومن جهته وفي حديث نادر بالإنجليزية قال الأمير محمد إن المملكة تعهدت باستثمار 200 مليار دولار سيصل في نهاية الأمر إلى 400 مليار دولار. وقال إن المدة الزمنية لتنفيذ الاتفاق والبالغة عشر سنوات جارية بالفعل. وقال "هذا مؤشر على أن هناك كثيراً من الأمور التي يمكن تناولها في المستقبل القريب وكثيراً من الفرص. ولهذا نحن موجودون هنا، للتأكد من التعامل مع كل الفرص وتحقيقها وأيضا للقضاء على كل التهديدات التي تواجه البلدين".
وبالتزامن مع اللقاء، ناقش أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي قراراً يسعى لوقف الدعم الأمريكي لحملة السعودية في اليمن لاسيما بشأن الوضع الإنساني والخسائر في صفوف المدنيين.
خ.س/ف.ي (رويترز، أ ف ب)
ملفات شائكة تهيمن على أول جولة خارجية لولي العهد السعودي
قضايا ساخنة تطغى على أول جولة خارجية لرجل السعودية القوي محمد بن سلمان منذ تسلمه ولاية العهد. محمد بن سلمان اختار القاهرة محطة أولى لجولته التي تشمل لندن وواشنطن أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
تخفيف الضغط الدولي
على الرغم من "الإصلاحات" التي يقوم بها ولي العهد السعودي وطالت نواح ٍ مختلفة في الداخل السعودي، إلا أن حملات الاعتقالات لمثقفين وصحفيين وأمراء وشيوخ أدت لانتقادات دولية واسعة. ويحاول بن سلمان التغلب على ذلك بتسويق رؤيته لسعودية أكثر انفتاحاً.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
تقديم أوراق اعتماد
وقد تكون جولة الأمير بن سلمان محاولة من الأمير الشاب لتسويق نفسه للغرب كداعم لليبرالية والحريات المدنية استعداداً لتوليه مقاليد الحكم في المملكة التي بدأت تبتعد عن التشدد والانغلاق، إذ سُمح للمرأة بقيادة السيارة ودخول ملاعب الكرة، كما باتت تنضم حفلات موسيقية في إطار سياسية الترفيه الجديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Obeida
إيران..على رأس "مثلث الشر"
في تصريحات صحفية اعتبر ولي العهد أن إيران أحد أضلع مثلث قوى الشر في المنطقة بجانب من أسماهم بالعثمانيين والجماعات الإرهابية، واصفاً إياها بـ"نمر من ورق" وهي لهجة الخطاب التي يعتمدها ولي العهد تجاه كل ما يتعلق بطهران التي يرى أن تشعب تواجدها في المحيط الاستراتيجي السعودي يشكل تهديداَ محدقاً بالأمن القومي لبلاده.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
إيران .. "نمر من ورق" يثير قلقاً لا ينتهي
ويستغل بن سلمان القلق الدولي المتصاعد من تنامي القوة العسكرية الإيرانية بجانب الموقف الأمريكي المعهود من إيران لممارسة مزيد من الضغوط على طهران. وتستطدم الجهود السعودية بمواقف الدول الأوروبية التي تسعى إلى علاقة متوازنة مع طهران.
صورة من: Getty Images/F.Bahrami
الأزمة مع قطر
ولا يبدو أن مواقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة من الأزمة القطرية-الخليجية تسير وفق ما كان مخطط له من الجانب السعودي، وربما يكون ذلك واحد من أسباب اقتصار جولة ولي العهد لأوروبا على بريطانيا فقط كنوع من إبداء الغضب ليس من الموقف الأوروبي تجاه هذه القضية فحسب وإنما أيضا من ملفات أخرى لم تجرِ فيها الرياح وفق ما اشتهته سفن المملكة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/O. Faisal
اليمن .. "فيتنام" السعودية
ووتزامن الزيارة مع تصاعد الضغوط الدولية على التحالف العربي بقيادة السعودية في حربها ضد الحوثيين باليمن والتي تسببت في مصرع آلاف المدنيين ودمار هائل لحق بالبلد الفقير وأوقع واحدة من أسوأ المجاعات في العالم. وتواجه السعودية بسبب هذه الحرب ضغوطاً من عواصم أوروبية قرر بعضها منع تصدير السلاح للمملكة.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS.com
المستنقع اليمني
ورغم تأكيد الأمير محد بن سلمان على أن الحرب جاءت بطلب من الحكومة اليمنية الشرعية وأنها قد حققت أهدافها وتقترب من نهايتها إلا أن اليمن تبدو كمستنقع موحل لا تستطيع الأقدام السعودية سحب نفسها منه بسهولة ودون خسائر كبرى خاصة مع تناقص الدعم الدولي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
نيوم و "رؤية 2030" ..
يعول الأمير محمد بن سلمان كثيراً على مشروع نيوم الذي رُصدت له ميزانية هائلة وصلت نصف تريليون دولار وستكون المباحثات الاقتصادية - وفي القلب منها نيوم ورؤية 2030 - أحد أهم الملفات التي يصطحبها معه ولي العهد السعودي إلى بريطانيا والولايات المتحدة.
صورة من: picture alliance /dpa/Saudi Press Agency
محاولات لجذب المستثمرين
سيلتقي ولي العهد بعدد كبير من رجال الأعمال وخصوصاً الأمريكيين لتسويق مشروع نيوم العملاق وبحث فرص جذب استثمارات أجنبية، ما يعزز من أوراق اعتماده كملك مستقبلي يعمل على رخاء بلاده. الكاتب: عماد الدين حسين