ترامب يسعى لتجنب الحرب مع إيران بعد الهجمات على السعودية
١٧ سبتمبر ٢٠١٩
في لهجة بدت تصالحية أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الصحفيين أنه "يود بالتأكيد تجنب اندلاع حرب مع إيران"، بيد أن ترامب قال أيضا أن واشنطن مصممة على مساعدة السعودية. أمنستي حذرت من تدخل أمريكي محتمل ردا على الهجوم.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Watson
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الاثنين (16 سبتمبر/ أيلول 2019)، إنه يبدو أن إيران مسؤولة عن الهجوم على منشأتي النفط بالسعودية. لكنّه أضاف أنه "يود بالتأكيد تجنّب اندلاع حرب مع طهران".
وقال ترامب للصحافيين إنه "يبدو أن الجمهورية الإسلامية هي من استهدف المنشأتين النفطيتين في السعودية"، لكنّه أضاف أن "واشنطن تريد أن تعرف “بشكل مؤكد” من المسؤول عن الهجوم"، مؤكدا تصميمه على مساعدة الرياض.
وجاء حديث ترامب الى الصحافيين بعد وقت قصير على إعلان وزير دفاعه مايك اسبر بأن الجيش الاميركي يعد لرد على هجمات السعودية. وقال اسبر "إن الولايات المتحدة ستدافع عن النظام الدولي الذي تعمل ايران على تقويضه".
من جهته، حذّر الأمين العام لمنظمة العفو الدولية كومي نايدو الاثنين من أن أي تدخل عسكري أميركي رداً على الهجوم على المنشآت النفطية السعودية الذي تم اتهام ايران بشنه، لن يؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة في الشرق الأوسط.
واعتبر نايدو أن على العالم بدلا من ذلك مضاعفة الجهود لإنهاء العنف المدمّر في اليمن، حيث تستهدف حملة جوية بقيادة السعودية مواقع الحوثيين المرتبطين بإيران. وقال نايدو لفرانس برس في مقابلة في واشنطن "نحتاج الى وقف اراقة الدماء في الحال، وأي حديث عن تدخل عسكري في الوقت الحالي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع السيئ".
وحذّر من نتائج مشابهة لغزو العراق عام 2003 الذي "خلق الكارثة التي لدينا الآن، ليس فقط في العراق ولكن ايضا في الدول المجاورة له".
وصباح السبت، أعلنت الرياض السيطرة على حريقين وقعا في منشأتين تابعتين لشركة "أرامكو" النفطية، شرقي المملكة، جراء استهدافهما بطائرات مسيرة. وتبنت جماعة "الحوثي" المسؤولية عن الهجوم وقالت إنه استهدف مصفاتين نفطيتين بـ10 طائرات مسيرة، وجددت تبينها المسؤولية الاثنين، وقالت إنها تمت بطائرات ذات محركات مختلفة وجديدة، فيما أعلنت الرياض أن الأسلحة كانت إيرانية الصنع.
وتسبّبت الهجمات على بقيق في السعودية حيث تقع أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم، وحقل خريص النفطي في شرق المملكة، بارتفاع قياسي في أسعار الخام في الأسواق العالمية المضطربة.
ع.أ.ج/ ح ز ( رويترز/ أ ف ب)
الحوثيون - من هم وماذا يريدون؟
بدأ الحوثيون كحركة تطالب بالحقوق وتظاهروا نصرة للديمقراطية مع اليمنيين ضد الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ثم استولوا على العاصمة صنعاء ويخوضون حربا مع الحكومة والتحالف العربي بقيادة السعودية. فما هو هدف الحوثيين؟
صورة من: Getty Images/AFP/G. Noman
انبثقوا من صعدة
الحوثيون، هم جماعة سياسية - دينية (شيعية) مسلحة يطلق على تنظيمهم السياسي والعسكري "حركة أنصار الله". يرتبط اسمهم بمؤسس الحركة حسين الحوثي الذي قتلته القوات اليمنية في عام 2004. تأسست الحركة عام 1992 واتخذت من منطقة صعدة شمال اليمن مركزا لها. خاضت الحركة مواجهات مسلحة على مدى سنوات ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح راح ضحيتها الآلاف.
صورة من: Gamal Noman/AFP/Getty Images
المذهب الزيدي
ينتمي الحوثيون إلى المذهب الزيدي الشيعي القريب من المذاهب السنية. يعيش أغلب الزيديين في شمال اليمن، أي في معقلهم؛ محافظة صعدة قرب السعودية. لكن الحوثيين زحفوا اليوم إلى مناطق جنوب اليمن. وقد مثل سقوط حكم صالح عام 2012 فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في اليمن، حتى أنهم بسطوا سيطرتهم عام 2014 على العاصمة صنعاء.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مطالب اجتماعية وسياسية
حين اندلعت الثورة في اليمن عام 2011، شارك الحوثيون بقوة في الانتفاضة الشعبية وتبنوا مطالب الشعب اليمني، مما جعلهم يظهرون كحركة ديمقراطية مناهضة للديكتاتورية. بيَن الحوثيون منذ البداية أن غرضهم هو الدفاع عن حقوق أبناء منطقة صعدة، ليشمل تقديم خدمات اجتماعية وتعليمية، وتحول إلى مطالبة بإشراك المكون الحوثي في أجهزة الدولة.
صورة من: DW
اسم على مسمى
يعتبر حسين بدر الدين الحوثي الزعيم الأول للحركة. وقد ارتبط ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق". فاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 و1997. بعد مقتله في عام 2004 تولى شقيقه عبد الملك الحوثي قيادة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Yahya Arhab
الحروب الست
خاض الحوثيين صراعا مسلحا مع حكومة صالح. كما حضروا في الحروب الست التي دارت بين عامي 2004 و2010 في الشمال اليمني. غير أن الحوثيين تحالفوا فيما يعد مع قوات صالح في الحرب الدائرة ضد التحالف الذي تقوده السعودية دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي اتخذ من الرياض مقرا له بعد هروبه من صنعاء.
صورة من: Reuters/Abdullah
الأسلحة والذخائر!
يعتقد أن الحوثيين يمتلكون ترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر. ويظن أن إيران المزود الرئيس للحوثيين بالأسلحة. ويرى بعض المراقبين أن الحوثيين استولوا على أسلحة كثيرة من الجيش اليمني وعملوا على تطويرها. وترجح الفرضية الأخرى تعاطف تجار السلاح، الذين قد يمدونهم بالأسلحة والمدخرات نظرا للارتباط القبلي بهم (زيديين) أو انتقاما من الجيش الذي حل بمنطقتهم.
صورة من: Reuters/Houthi War Media
انتقادات
توجه للحوثيين انتقادات كثيرة، أبرزها: استغلال الأطفال وتجنيدهم. ولا يرى الحوثيون حرجا في تجنيد مراهقين، وذلك بمباركة من القبائل المناصرة لهم. ولا تستثننى قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من تهمة تجنيد الأطفال أيضا (في الصورة مراهقون مناصرون للرئيس اليمني).
صورة من: Getty Images/N.Hassan
ماذا يريدون بالضبط؟
بعد فشل محادثات جنيف للسلام يوم السبت الثامن من سبتمبر/ أيلول 2018، وتغيب وفد الحوثيين بذريعة عدم حصولهم على ضمانات لعودتهم إلى صنعاء. يتساءل عديدون عن الهدف الذي تسعى إليه الحركة، خاصة أمام تنامي عدد ضحايا الحرب في اليمن نتيجة الصراع المستمر بين الحوثيين والحكومة اليمنية. إعداد: مريم مرغيش