ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون والأخير ينتقد تركيا
٣ ديسمبر ٢٠١٩
فيما شن الرئيس الأمريكي ترامب هجوما لاذعا على نظيره الفرنسي لانتقاده استراتيجية الناتو ووصفه إياه بأنه "ميت دماغيا"، آثر ماكرون توجيه نيرانه باتجاه تركيا على خلفية العملية العسكرية التي تقوم بها ضد الأكراد في سوريا.
إعلان
بدون انتظار اكتمال انعقاد اللقاءات الرسمية لقمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) مساء الثلاثاء (الثالث من ديسمبر/كانون الأول 2019) في لندن، شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات حادة لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك على خلفية قول الأخير بأن حلف الناتو "في حالة موت دماغي".
وقال ترامب في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ قبيل القمة التي تعقد بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس الحلف، إن تعليقات ماكرون "بغيضة بدرجة كبيرة جداً بشكل أساسي بالنسبة للدول الـ28" الأعضاء في الحلف. وأكد أنه "فوجئ جداً" بتصريح ماكرون الذي التقاه الثلاثاء، معتبراً أنه "تصريح خطير جداً" من جانب فرنسا. واعتبر ترامب أن "لا أحد يحتاج إلى حلف شمال الأطلسي أكثر من فرنسا". وخفف ترامب من لهجته اثناء مؤتمر صحافي مع ماكرون الذي أصر على تصريحاته.
أما الرئيس الفرنسي فقد أكد تمسكه بتصريحاته بشأن الحلف وقال "تصريحي خلق ردود فعل من الكثير من الناس. ولكنني متمسك به". وأضاف "العدو المشترك اليوم هو الجماعات الإرهابية... ويؤسفني أن أقول إننا لا نتفق على التعريف نفسه للإرهاب".
ووجه ماكرون نيران انتقاداته نحو تركيا، مشيرا إلى أنها هاجمت مقاتلين أكرادا دعموا الحلفاء ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما اتهم القوات التركية بالعمل أحيانا مع مقاتلين مرتبطين بتنظيم "داعش" في عملياتها في شمال سوريا. وقال "عندما أنظر إلى تركيا أرى أنها الآن تقاتل ضد من قاتلوا معنا. وأحيانا تعمل مع مقاتلين على صلة بداعش". وأكد ماكرون أن تصرفات تركيا ضد المقاتلين الأكراد الذين ساعدوا الحلفاء في القتال ضد التنظيم الجهادي تظهر الحاجة الى تحسين التنسيق.
وتساءل ماكرون "كيف يمكن أن تكون (تركيا) عضوا في الحلف وتعمل مع روسيا وتشتري منها أشياء؟" في إشارة إلى شراء أنقرة نظام اس-400 الدفاعي الروسي. وتابع يجب أن يطرح سؤال حول ما إذا كانت تركيا ترغب في البقاء عضواً في الناتو إذا تمسك أردوغان بتهديده تأخير إجراءات الدفاع في البلطيق إذا لم تعلن دول الحلف أن المقاتلين الاكراد إرهابيون.
وهدد أردوغان بتعطيل جهود الناتو لتعزيز حماية جمهوريات البلطيق ضد روسيا إلا إذا أعلن الحلفاء الآخرون أن المقاتلين الأكراد الذين قاتلوا مع القوات الأمريكية والفرنسية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال شرق سوريا "إرهابيون".
وكان الرئيس التركي قد هاجم الأسبوع المنصرم نظيره الفرنسي، مشيراً إلى أن سيّد الإليزيه في حالة "موت دماغي"، مستعيراً العبارة التي استخدمها ماكرون مؤخراً لوصف حلف شمال الأطلسي. وقال أردوغان "أتوجه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسأكرّر ذلك له في (قمة) حلف الأطلسي. عليك قبل أي شيء أن تفحص موتك الدماغي أنت نفسك. لا تناسب تصريحات من هذا النوع إلا أمثالك الذين في حالة موت دماغي".
وقال الرئيس التركي لماكرون "حين يتعلق الأمر بالتباهي، أنت تتقن ذلك. لكن حين يكون المطلوب تسديد المبالغ المترتبة عليك للحلف الأطلسي، يختلف الأمر. إنك مجرّد مبتدئ".
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ