ترامب يصعّد الحرب الجمركية مستهدفا واردات الألمنيوم والصلب
١١ فبراير ٢٠٢٥
وقع ترامب أوامر تنفيذية تفرض رسوما جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "بدون استثناءات". ويفكر باستثناء أستراليا لأنها تشتري الكثير من الطائرات من بلاده.
ترامب يوقع الإثنين أوامر تنفيذية فرض بموجبها رسوما جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "بدون استثناءات". صورة من: Roberto Schmidt/AFP/Getty Images
إعلان
اجتاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته بتوقيعه الإثنين أوامر تنفيذية فرض بموجبها رسوما جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "بدون استثناءات". وقال ترامب لدى توقيعه هذه المراسيم في البيت الأبيض "أنا اليوم أبسّط رسومنا الجمركية على الصلب والألمنيوم حتى يفهم الجميع ما تعنيه: إنها تعني 25% بدون استثناءات ولا إعفاءات، وهذا ينطبق على كل الدول".
غير أنّ سيّد البيت الأبيض أكّد أنّه يدرس إعفاء أستراليا من الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب، وذلك بعد تصريحات بهذا المعنى أدلى بها رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي.
وفي معرض توضيحه السبب الذي يدفعه لدرس إعفاء أستراليا، قال ترامب "لدينا فائض (في الميزان التجاري) مع أستراليا، وهو واحد من القلائل. السبب هو أنّهم يشترون الكثير من الطائرات"، مشيرا إلى أنّ البُعد الجغرافي لأستراليا يفرض عليها شراء الكثير من الطائرات.
وتابع "لا نريد بذلك إلحاق أذى بدول أخرى"، مستدركا "لكنّها تستغلنا منذ سنوات وسنوات".
وستنعكس هذه التدابير سلبا بصورة خاصة على كندا، أكبر مزوّد بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة، بحسب الأرقام الرسمية. وإثر توقيع ترامب الأوامر التنفيذية، قال وزير الصناعة الكندي فرانسوا-فيليب شامبانْي إنّ هذه الرسوم الجمركية "غير مبرّرة على الإطلاق"، متعهّدا ردا "واضحا ومدروسا" من جانب بلاده، دون مزيد من التفاصيل.
كذلك، تعتبر البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية من كبار مزوّدي الولايات المتحدة بالصلب.
وقال كيفن هاسيت أحد مستشاري الرئيس الأميركي الاقتصاديين الرئيسيين، على قناة سي ان بي سي الإثنين، إنّ "إنتاج الصلب يشكّل عنصرا مهما في العصر الذهبي" الذي وعد به ترامب. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، وهي هيئة تابعة للبيت الأبيض، أنّ الصناعة الأميركية لم تعان عندما اتخذ الرئيس الأميركي قرارات مماثلة في العام 2018.
وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 رسوما جمركية مشددة على الصلب والألمنيوم بهدف حماية الصناعة الأميركية، منددا بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية.
وقال ترامب الأحد أيضا إنه سيعلن "الثلاثاء أو الأربعاء" عن "رسوم جمركية متبادلة" حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة مماثلة لتلك المفروضة على الصادرات الأميركية. وأضاف "إذا فرضوا علينا رسوما بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسوما، فلن يبقى الوضع كما هو عليه".
وقال ترامب الجمعة خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا "يفرضون علينا رسوما جمركية، نفرض عليهم رسوما جمركية".
وتقع هذه الرسوم في صلب سياسة ترامب الاقتصادية والدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وهو يعتبرها وسيلة لخفض العجز في الميزان التجاري الأميركي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في آن. وأثارت هذه التدابير ردود فعل مختلفة من شركات الولايات المتحدة التجاريين، ما بين التعهد بالرد ومحاولة المهادنة.
وفي فرنسا أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الإثنين أنّ الاتحاد الأوروبي "سيرد" على الرسوم الجمركية الأميركية مثلما فعل خلال ولاية ترامب الأولى. قال متحدثا لشبكة تي إف 1 التلفزيونية "ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا"، مضيفا أن المفوضية الأوروبية مخولة التحرك بهذا الصدد.
فيما قال مارك فيراسي وزير الصناعة الفرنسي في مقابلة مع قناة تي.إف1 التلفزيونية إنه يتعين على أوروبا أن ترد بشكل حازم وموحد على الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأضاف أنه يأمل أن يأتي هذا الرد قريبا.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية كوربينيان فاغنر إنّ بلاده، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، "تراقب بقلق الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة" و"تريد تجنب هذه الإجراءات قدر الإمكان".
ويعلم الاتحاد الأوروبي أنه هدف لترامب الذي أعلن أنه سيتخذ قرارا "قريبا جدا" بشأنه. وقالت المفوضية الأوروبية الإثنين أنها لم تتلق "أي تبليغ" برسوم جمركية جديدة حتى الآن.
ع.خ/ ( أ ف ب)
من الترحيل إلى حرب الشرق الأوسط.. ملفات على طاولة الرئيس ترامب
بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024: إليك بعض أبرز الملفات الساخنة التي تنتظر الرئيس الجمهوري الجديد - القديم والإجراءات التي أعلن عنها في حملته لفترة ولايته الثانية التي تمتد لأربع سنوات.
صورة من: picture-alliance/newscom/K. Dietsch
الرسوم الجمركية
اقترح ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة لا تقل عن 10 بالمائة على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، بهدف معالجة العجز التجاري المزمن، حيث تستورد الولايات المتحدة تقليديا أكثر مما تصدر. ويحذر المنتقدون من أن هذا قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأمريكيين وعدم استقرار اقتصادي عالمي.
صورة من: Imago/Ralph Peters
فولكسفاغن تحت التهديد
هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 200 بالمائة على بعض السيارات المستوردة، مع التركيز على السيارات المكسيكية الصنع، حيث تتواجد شركة فولكسفاغن الألمانية هناك. ويرغب ترامب أيضا في استهداف الصين بشكل أكبر، مقترحا وقف استيراد بضائع مثل الإلكترونيات والصلب والأدوية من الصين تدريجيًا خلال أربع سنوات. وسيتم حظر الشركات الصينية من امتلاك عقارات أو بنى تحتية أمريكية في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
صورة من: Christian Ohde/CHROMORANGE/picture alliance
ترحيل جماعي
يخطط ترامب لإطلاق أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، ولم يستبعد إنشاء "معسكرات اعتقال" لتجهيز الأشخاص للترحيل. كما يعتزم إلغاء منح الجنسية التلقائية للأطفال المولودين لأبوين مهاجرين. وأشار إلى نيته إلغاء الحماية القانونية لبعض الفئات مثل الهايتيين والفنزويليين، وإعادة العمل بحظر السفر من الدول ذات الغالبية المسلمة، وهو الحظر الذي أثار جدلا قضائيا واسعا خلال فترته الأولى.
صورة من: Brian Snyder/REUTERS
النفط والغاز
تعهد ترامب بزيادة إنتاج الوقود الأحفوري من خلال تسهيل تراخيص الحفر في الأراضي الأمريكية ودعم خطوط الغاز الطبيعي الجديدة، ومن المحتمل أن يتم السماح مرة أخرى بالحفر النفطي في محمية الحياة البرية الوطنية في آلاسكا. كما يعتزم انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ مجددا، ودعم أكبر للطاقة النووية لضمان قدرة البلاد على إنتاج الطاقة اللازمة للتفوق في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب طاقة كبيرة.
صورة من: Vahid Salemi/AP Photo/picture alliance
خفض الضرائب
يعتزم ترامب تخفيض ضريبة الشركات من 21 إلى 15 بالمائة للشركات التي تصنع منتجاتها في الولايات المتحدة. كما أعلن أنه سيعفي العلاوات والعمل الإضافي من الضرائب، لدعم العاملين في مجال الخدمات. ويحذر الخبراء من أن خفض الضرائب المتتالي قد يؤدي إلى زيادة الدين العام في البلاد.
صورة من: Andre Coelho/Agencia EFE/IMAGO
برامج التنوع
يعتزم ترامب إلزام الجامعات الأمريكية بالدفاع عن "التقاليد الأمريكية والحضارة الغربية"، وإلغاء برامج التنوع. كما يريد إلغاء وزارة التعليم الفيدرالية، وبدلاً من ذلك تسليم السيطرة على النظام التعليمي للولايات.
صورة من: Christoph Hardt/Panama Pictures/picture alliance
محاربة البيروقراطية
يريد ترامب تقليص "الدولة العميقة" كما يسميها، وطرد الآلاف من موظفي الوكالات الفيدرالية. كما يعتزم إنشاء هيئة لتعزيز كفاءة الحكومة، وتكليف الملياردير إيلون ماسك بقيادتها. لكن لم يتم توضيح كيفية عمل هذه الهيئة. كما يسعى لملاحقة المُبلغين عن المخالفات الذين عادة ما يكونون محميين بموجب القانون.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
حظر الإجهاض
في فترته الأولى، عيّن ترامب ثلاثة قضاة في المحكمة العليا، مما أسهم في إلغاء الحماية الدستورية للإجهاض. سيواصل على الأرجح تعيين قضاة يؤيدون قيود الإجهاض، لكنه يفضل ترك هذه القضية للولايات بدلا من فرض حظر وطني شامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Reinhardt
حرب أوكرانيا
انتقد ترامب دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها مع روسيا. وصرح عدة مرات بأنه يمكنه إنهاء الحرب خلال 24 ساعة، لكنه لم يوضح كيفية ذلك. وألمح إلى أن أوكرانيا قد تضطر للتخلي عن جزء من أراضيها كجزء من اتفاقية سلام، وهو ما ترفضه أوكرانيا بشدة. ويشدد ترامب على رفع الانفاق الدفاعي لأعضاء الناتو إلى 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام.
صورة من: Christian Ohde/Chromorange/picture alliance
دعم إسرائيل
دعم ترامب إسرائيل في صراعها مع حماس في غزة، لكنه دعاها في الوقت نفسه إلى إنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. ومن المتوقع أن يواصل سياسة الرئيس جو بايدن في تزويد إسرائيل بالأسلحة، وقد يسعى أيضا إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وأعلن أيضا عزمه "إنهاء المعاناة والدمار في لبنان"، لكنه لم يوضح كيفية ذلك.