بحضور عشرات الآلاف، أقيمت مراسم تأبين تشارلي كيرك بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصفه بأنه "شهيد من أجل الحرية الأمريكية". مراسم التأبين شهدت أول لقاء علني بين ترامب وإيلون ماسك منذ اندلاع الخلاف بينهما.
ترامب خلال مراسم تأبين تشارلي كيرك: كان زوجا وأبا وابنا ومسيحيا ووطنيا مخلصا"صورة من: Win McNamee/Getty Images/AFP
إعلان
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالناشط تشارلي كيرك الذي اغتيل في العاشر من الشهر الجاري خلال فعالية جامعية في ولاية يوتا.وصف ترامب كيرك بأنه "شهيد من أجل الحرية الأمريكية" وتعهد خلال مراسم تأبينه التي أقيمت في ملعب كرة بولاية أريزونا بمواصلة عملة، في حين اتهم ما سماه "اليسار المتطرف" بالمسؤولية عن مقتله.
وقال ترامب من دون الاستناد إلى أي دليل إن "العنف يأتي في الغالب من اليسار" في تصريحات هونت من العنف السياسي الصادر عن اليمن واتخذت في كثير من الأحيان طابعا حزبيا صارخا وذلك على النقيض من النبرة الأكثر جدية التي تبناها معظم المتحدثين الآخرين. ودأب ترامب على تحميل اليسار المسؤولية عن اغتيال كيرك حتى قبل اعتقال المشتبه به في الواقعة. وعكست رسائله الطبيعة المزدوجة لمراسم تأبين كيرك التي جمعت بين أجواء نهضة دينية وأجواء تجمع انتخابي لشعار "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
ووصف ترامب، تشارلي كيرك بأنه "عملاق جيله"، وقال ترامب إن كيرك كان "قبل كل شيء زوجا وأبا وابنا ومسيحيا ووطنيا مخلصا"، مضيفا أنه "قُتل بعنف لأنه دافع عن الحرية والعدالة، عن الله والوطن، عن العقل والمنطق السليم".
استقطبت مراسم التأبين التي نظمتها منظمة كيرك المحافظة للدفاع عن قضايا الشباب عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ارتدوا ملابس بألوان العلم الأمريكي في ملعب ستيت فارم في جلينديل بولاية أريزونا. وأشاد أصدقاء كيرك وزملاؤه المحافظون به باعتباره مسيحيا ملهما أسس حركة سياسية تعهدوا بمواصلة رعايتها.
إعلان
"أنا أسامحه"
ألقت أرملته إريكا كلمة مؤثرة تكريما لزوجها الراحل رفعت خلالها بصرها إلى السماء وهمست قائلة "أحبك"، ثم تحدثت عن إخلاصه للمسيحية وعائلته ونشاطه السياسي. وقالت "أريدكم جميعا أن تعلموا أن تشارلي الذي رحل مبكرا جدا كان مستعدا للموت أيضا. لقد رحل عن هذا العالم دون ندم. كان يبذل قصارى جهده يوميا".
وقالت كيرك عن تايلر روبنسون المتهم بقتل زوجها "هذا الشاب، أنا أسامحه"، في لفتة قوبلت بتصفيق حار من الحضور.
وخلال الجنازة شوهد ترامب يجلس خلال المناسبة إلى جوار المليارديرايلون ماسك الذي استقال من مهمة الإشراف على وزارة كفاءة الحكومة في ظروف لا تزال غير واضحة.
تعزيز الانقسام السياسي
وعزز الاغتيال الانقسام السياسي الذي ازداد حدة في الولايات المتحدة منذ عودة الرئيس الجمهوري الى الحكم في كانون الثاني/يناير. وكان كيرك يستخدم منصات التواصل الاجتماعي حيث يتابعه الملايين، والبودكاست الخاص به والمناسبات العامة في الجامعات، لتعزيز شعبية ترامب في أوساط الشباب والدفع نحو أيديولوجية سياسية قومية تستند إلى المبادئ المسيحية.
وكان البيت الأبيض تعهد عقب عملية الاغتيال، قمع "الإرهاب المحلي" الذي يقف خلفه اليسار في الولايات المتحدة. وأعلن ترامب الأربعاء تصنيف حركة "أنتيفا" (مصطلح عام يُطلق على جماعات يسارية متطرفة ترفع لواء مناهضة الفاشية) "منظمة إرهابية كبرى".
شهدت مراسم تأبين تشارلي كيرك أول لقاء علني بين ترامب وإيلون ماسك منذ اندلاع الخلاف بينهما.صورة من: Ross D. Franklin/AP Photo/picture alliance
كما عمدت شبكة "ايه بي سي" الى وقف برنامج الفكاهي جيمي كيميل بعد ساعات من تلويح الحكومة الأميركية بسحب تراخيص البث على خلفية تعليقات أدلى بها المقدّم، واتهم فيها المحافظين بممارسة عملية استغلال سياسي لجريمة اغتيال كيرك.
وأثارت خطوات كهذه قلقا في صفوف خصوم ترامب الذين يحذّرون من توجه الى إسكات المعارضين للنهج اليميني للبيت الأبيض خلال ولايته، بما فيها التراجع عن سياسات العدالة الاجتماعية، وقمع الهجرة غير النظامية عبر عمليات دهم وتوقيف تثير شكاوى من انتهاكات للحقوق الانسانية.
قانون التمرد والحرس الوطني ـ سجل حافل بصراعات السلطة في أمريكا
قرر دونالد ترامب نشر الحرس الوطني لإنهاء المظاهرات في لوس أنجلوس، ما أثار خلافات مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ، الذي رفض القرار في تكرار لوقائع مشابهة سابقة. فما تاريخ الخلافات بشأن الحرس الوطني وقانون التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
مظاهرات ضد سياسات الهجرة
كانت عمليات الاعتقال بحق مهاجرين غير نظاميين من قبل ضباط إدارة الهجرة والجمارك وعناصر إنفاذ القانون الفيدراليين، بمثابة شرارة موجة الاحتجاجات في لوس أنجلوس. واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ السادس من يونيو/حزيران الجاري. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.
صورة من: Apu Gomes/Getty Images
الحقوق للجميع
ويُنظر إلى المداهمات التي قامت بها دائرة الهجرة والجمارك باعتبارها جزءا من جهود إدارة ترامب لتنفيذ قوانين الهجرة، التي يقول معارضوه إنها تستهدف المهاجرين من أصل لاتيني. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين. ودعت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، إلى عدم معاملة المهاجرين كـ"مجرمين".
صورة من: Eric Thayer/AP/dpa/picture alliance
تشديد سياسات الهجرة
منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، ازدادت موجة الاعتقالات التي تنفذها دائرة الهجرة والجمارك بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت مئة ألف، وفقا لتقرير شبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي. وقد أثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة على مستوى البلاد، حيث أُلقي القبض على الكثير من المحتجين في لوس أنجلوس.
صورة من: Barbara Davidson/REUTERS
إصابة مراسلة أسترالية
ومع تصاعد الاشتباكات، لاقى مقطع مصوّر يُظهر إصابة المراسلة الأسترالية، لورين توماسي، بالرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة خلال تغطيتها للمظاهرات، انتشارا واسعا. وقالت قناة "ناين نيوز" الأسترالية إن المراسلة توماسي أُصيبت بجروح، لكنها لم تُصب بأذى بالغ.
صورة من: 9news Australia/AAP/dpa/picture alliance
معركة قانونية
أمر الرئيس ترامب بنشر نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لدعم عناصر الهجرة والجمارك، حيث قال البيت الأبيض إن الخطوة تهدف إلى "التصدي للفوضى". بيد أن الأساس القانوني لنشر الحرس الوطني محل نزاع. ووصف حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هذه الخطوة بأنها "تحريض متعمد"، معلنا رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب.
صورة من: Frederic J. Brown/AFP
كوارث طبيعية واضطرابات مدنية
عادةً ما يتم نشر قوات الحرس الوطني في أعقاب كوارث طبيعية أو اضطرابات مدنية. ويمنح قانون "مكافحة التمرد" الرئيس الأمريكي سلطة نشر قوات من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة المحلية في إنفاذ القانون في أوقات التمرد أو الاضطرابات. وغالبا ما يتم النشر بموافقة سلطات الولاية والسلطات المحلية.
صورة من: Daniel Cole/REUTERS
قانون مكافحة التمرد
نشر ترامب عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس دون موافقة حاكم الولاية أو بموجب طلب منه، في واقعة هي الأولى منذ عقود. فما أبرز استخدامات قانون مكافحة التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
1957.. مدرسة ليتل روك وتدخل الجيش
في عام 1957، قام الرئيس دوايت أيزنهاور بإضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في أركنساس. وأرسل قوات لمرافقة تسعة طلاب سود إلى مدرسة "ليتل روك" المركزية الثانوية، ردا على استخدام حاكم الولاية آنذاك، أورفال فوبس، الحرس الوطني لمنع الطلاب من دخول المدرسة التي كانت تمارس "تمييزا عنصريا".
صورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance
1965.. حركة سيلما وحق التصويت
عقب عنف الشرطة ضد متظاهرين مؤيدين لحقوق التصويت عام 1965، تجاوز الرئيس ليندون جونسون حاكم ولاية ألاباما، الذي كان يؤيد الفصل العنصري، وأرسل قوات الحرس الوطني لدعم المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة من مدينة سيلما إلى عاصمة الولاية، مونتغمري. وبقيادة مارتن لوثر كينغ الابن، أصبحت المسيرة حدثا بارزا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
صورة من: UPI/picture alliance
1968..اغتيال مارتن لوثر كينغ
اُغتيل مارتن لوثر كينغ، بطل النضال من أجل الحقوق المدنية للسود الأمريكيين، في الرابع من أبريل/ نيسان 1968. وأثار اغتياله اضطرابات مدنية وأعمال شغب في أكثر من مئة مدينة في أنحاء البلاد. وردًا على ذلك، فعّل الرئيس جونسون قانون "مكافحة التمرد" لاستعادة النظام في العاصمة واشنطن، بما في ذلك نشر قوات فيدرالية لقمع الاضطرابات، متجاوزًا بذلك سلطة الولاية على الحرس الوطني.
صورة من: akg-images/picture alliance
1992..مظاهرات في لوس أنجلوس
في عام 1992، فعّل الرئيس جورج بوش الأب قانون "مكافحة التمرد"، حيث أمر بنشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد أيام من الاضطرابات. واندلعت احتجاجات عارمة عقب تبرئة ضباط شرطة اعتدوا على راكب دراجة نارية أسود يُدعى رودني كينغ. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 60 شخصًا وإصابة أكثر من ألفي شخص.
صورة من: Nick Ut/AP&picture alliance
2020..احتجاجات جورج فلويد
خلال ولايته الأولى، فكّر ترامب في تفعيل قانون "مكافحة التمرد" لإنهاء الاحتجاجات التي عمّت البلاد عقب مقتل رجل أسود يُدعى جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أقدم حكام بعض الولايات على نشر قوات الحرس الوطني للسيطرة على الاضطرابات.