إذا كانت تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد مثيرة للجدل، فإن تصريحاته الصحفية ليست أقل إثارة للغضب، خصوصا عندما يهاجم حلفائه الأساسيين، وها هو ترامب يضع الحلفاء الأوروبيين إلى جانب روسيا والصين ويصفهم جميعا "بالأعداء".
إعلان
اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الأحد(15 تموز/يوليو 2018) أن روسيا والاتحاد الأوروبي والصين "أعداء" للولايات المتحدة لأسباب عدة، وذلك في مقابلة تم بثها عشية لقائه الأول مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي. وقال ترامب في مقابلته التي اجرتها معه شبكة "سي بي اس" السبت "أعتقد أن لدينا كثيرا من الأعداء. أعتقد أن الاتحاد الأوروبي عدو بسبب ما يفعلوه بنا في التجارة (...) روسيا هي عدو في بعض الجوانب. الصين عدو اقتصادي، بالتأكيد هي عدو. لكن هذا لا يعني انهم سيئون، هذا لا يعني شيئا. هذا يعني انهم منافسون".
وبشأن الحليف الألماني الذي يعتبر ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية الصديق الأكبر للولايات في القارة الأوروبية حيث تنشر واشنطن أكثر من ثلاثين الف جندي على أراضي المانيا وحيث تتواجد أكبر قاعدة عسكرية في الخارج، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأحد إن لديه "مشكلة كبيرة مع ألمانيا" ، مستشهدا باتفاق خط أنابيب للطاقة / نورد ستريم - 2 / مع روسيا.
وقال ترامب لمحطة "سي بي إس" التلفزيونية من منتجع الجولف الخاص به في اسكتلندا: "هناك الكثير من الغضب من حقيقة أن ألمانيا تدفع لروسيا مليارات الدولارات". "أعتقد أيضا أن الأمر سيء للغاية بالنسبة لألمانيا. هل يلوحون براية بيضاء؟".
وردا على تصريحات ترامب، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اليوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هما "أعز صديقين" وذلك ردا على انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ورد توسك على تويتر قائلا: "إن أمريكا والاتحاد الأوروبي هما أعز صديقين. من يقول إننا خصوم ينشر أخبارًا كاذبة ".
في غضون ذلك، غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بريطانيا اليوم الأحد بعد زيارة خيمت فيها انتقاداته لخطط رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي على محاولات إظهار علاقة ثنائية قوية. ويتوجه ترامب إلى هلسنكي لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الاثنين.
لولا ضعف الأوروبيين هل كان ترامب يتجرأ على إهانتهم؟ خبيران في العلاقات الدولية يجيبان ..
02:01
ومن المرتقب أن يطالب ترامب بوتين في قمة هلسنكي أن يسلم واشنطن "الجواسيس الروس المفترضين" الذين تتهم السلطات الأمريكية بقرصنة حواسيب الحزب الديموقراطي. وفي مقابلة مع برنامج "سي بي اس ايفنينغ" سجلت السبت، قال ترامب ردا على سؤال عن هذا الأمر "لم أفكر في ذلك" قبل أن يضيف "ولكن بالتأكيد سأطرح اسئلة في هذا الصدد، ولكن مجددا، حصل هذا الأمر خلال رئاسة (باراك) اوباما".
ح.ع.ح/ي.ب(أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
ميركل وترامب: حرب كلامية تعكس خلافات جوهرية
"المناوشات الكلامية" بين ميركل وترامب ليست وليدة تصريحه اليوم، فمنذ دخوله البيت الأبيض والخلافات بين الطرفين قائمة بخصوص ملفات عديدة. "تويتر" شَهد على انتقادات ترامب للمستشارة الألمانية والإعلام لم يُفلت ردودها على ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
الهجوم الجديد!
شن الرئيس الأميركي مجددا هجوما حادا على ألمانيا، متهما إياها بأنها "رهينة" روسيا في امدادات الطاقة. ترامب قال إن ألمانيا تدفع مليارات الدولارات لروسيا لتأمين إمداداتها بالطاقة وعلى الولايات المتحدة الدفاع عنها في مواجهة روسيا. "كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ هذا ليس عادلا"، يتساءل ترامب! تصريحات ترامب دفعت ميركل للرد. فماذا قالت؟
صورة من: Reuters/Y. Herman
ميركل ترد
ميركل لم تسكت عن انتقادات ترامب وقالت إن بلادها تتخذ قرارتها بشكل "مستقل". وأوضحت المستشارة الألمانية، دون الإشارة مباشرة إلى ترامب: "يمكننا اعتماد سياساتنا الخاصة ويمكننا اتخاذ قرارات مستقلة". كثيرون اعتبروا في رد ميركل وانتقاد ترامب استمرارا للحرب الكلامية التي تنم عن خلافات كثيرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Mori
خلاف حول "نوردستريم"
من بين الخلافات الواضحة بين ميركل ونظيرها ترامب تلك المتعلقة بأنبوب الغاز "نورستريم"، ولطالما ندد الرئيس الأميركي بالمشروع الذي سيربط مباشرة روسيا بألمانيا ويطالب بالتخلي عنه. وفي هذا السياق، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيعقد لقاء ثنائيا مع المستشارة الألمانية على هامش قمة حلف شمال الأطلسي.
صورة من: picture alliance/dpa/S. Sauer
قمة مجموعة السبع
أثارت هذه الصورة التي تم التقاطها خلال انعقاد قمة الدول السبع الكبرى، تعليقات العالم. الصورة اعتبرها البعض دليلا على الخلاف الكبير بين ترامب ونظرائه الأوروبيين، خاصة ميركل التي ظهرت في مواجهة مباشرة معه. الرئيس الأمريكي كعادته هرع إلى "تويتر" ليعلن التراجع عن تأييده للبيان الختامي لقمة مجموعة السبع، وهو ما اعتبرته ميركل: أمرا "محبطا إلى حد ما"، حسب قولها.
صورة من: Reuters/Prime Minister's Office/A. Scotti
انتقاد سياسة ميركل للجوء
في الكثير من المرات وجه ترامب سهام النقد لألمانيا عبر تويتر، فقد سبق له أن نشر تدوينة تشير إلى ارتفاع معدلات الجريمة في ألمانيا بسبب الهجرة، مشككا في إحصاءات برلين الرسمية بشأن عدد الجريمة. ميركل ردت على هذه الانتقادات معتبرة أن الإحصائيات الحالية تشير إلى تطور إيجابي في معدل الجريمة في ألمانيا.
صورة من: Twitter/Donald J. Trump
الملف النووي الإيراني
الملف النووي الإيراني واحد من الملفات الخلافية الكبرى بين أمريكا وألمانيا ، حيث ترى ميركل في الاتفاق النووي ضمانا لعدم تطوير الأسلحة النووية الإيرانية، في حين يرى ترامب في الاتفاق أسوأ صفقة على الإطلاق. وقد زادت هوة الخلاف عمقا بعد إعلان ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، في 08 مايو/ آيار 2018.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Vucci
البيئة والمناخ
في قمة مجموعة العشرين عام 2017 واجهت ميركل مواقف ترامب "العنيدة" بشأن ملف حماية المناخ. وبعد عدة محاولات إقناع باءت بالفشل، فضلت ميركل توثيق نقاط الاختلاف حول الملف من خلال خطاب واضح. وتشكل بنوذ اتفاقية باريس خلافا آخرا بين الطرفين، إذ تراها الحكومة الألمانية خطوة مهمة في تحدي مشكلات بيئية على عكس ترامب الذي أنهى التزام بلاده بالاتفاقية.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
حلف الناتو
ترامب ينتقد مرارا إنفاق ألمانيا العسكري المنخفض في حلف الناتو. ويرى أن ذلك لا يتناسب مع الحماية التي يقدمها الحلف لألمانيا. ويرغب ترامب في أن تستثمر برلين نسبة اثنين في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، على النحو المتفق عليه في اجتماع الناتو عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
التجارة والرسوم الجمركية
يرى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن العجز التجاري الكبير للولايات المتحدة الأمريكية مع ألمانيا، دليل على وجود علاقات تجارية غير متكافئة بين البلدين. وندد ترامب بهذا الوضع ووهدد بفرض رسوم جمركية عقابية على واردات الصلب الأوروبي، وبالتحديد صادرات السيارات الألمانية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Schrader
ترامب "يرفض" مصافحة ميركل
التقارب الذي ميز علاقات ميركل ببعض الرؤساء الأمريكيين السابقين، بدا مفقودا في أول لقاء لها مع ترامب. صحف كثيرة تحدثت عن رفض ترامب مصافحة ميركل، حتى بعد أن طلبت منه ذلك. اللقاء الذي جمع المستشارة الألمانية بنظيرها الأمريكي كان مؤشرا على بداية الخلاف بين الطرفين. رغم محاولة ترامب التصريح بعكس ذلك.
صورة من: Reuters/J. Ernst
انتقادات لاذعة
في حوار أجرته "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، بداية 2017، انتقد ترامب سياسة ميركل للجوء، والاتحاد الأوروبي. وفي ردها على هذه الانتقادات اعتبرت ميركل أنه بوسع الاتحاد الأوروبي التصدي للإرهاب والتحديات الأخرى من خلال وحدة الاتحاد وقوته الاقتصادية . إعداد: مريم مرغيش