ترامب يطالب إسرائيل بعدم زعزعة استقرار سوريا ويحث على الحوار
١ ديسمبر ٢٠٢٥
حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل من زعزعة استقرار سوريا وقيادتها الجديدة، وشدد على أن إقامة علاقات جيدة بين البلدين سيدعم جهوده لتحقيق السلام في المنطقة. جاء ذلك بعد أيام من عملية نفّذتها إسرائيل في جنوب سوريا.
حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسرائيل من زعزعة استقرار سوريا وقيادتها الجديدةصورة من: Alex Brandon/AP Photo/picture alliance
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين (الأول من ديسمبر/كانون الأول 2025) على منصته "تروث سوشال" "من المهم جدا بأن تحافظ إسرائيل على حوار قوي وحقيقي مع سوريا وبأن لا يحدث أي أمر يتدخل في تطّور سوريا إلى دولة مزدهرة".
وقال ترامب إن الشرع "يعمل بجد لضمان حدوث أمور جيدة ولتكون لسوريا وإسرائيل علاقة طويلة الأمد ومزدهرة معا".
وأضاف الرئيس الأمريكي بأن الولايات المتحدة "تبذل كل ما في وسعها لضمان مواصلة الحكومة السورية القيام بما يلزم" لإعادة بناء الدولة التي عانت من سنوات من الحرب.
وشدد على أن إقامة علاقات جيدة بين سوريا وإسرائيل سيدعم جهوده الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط بعد وقف إطلاق النار الهش الذي تم التوصل إليه لإيقاف حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر.
ضربات إسرائيلية دموية في سوريا
ويضغط الرئيس الأمريكي من أجل التوصل إلى اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا منذ أطاح تحالف فصائل بقيادة " هيئة تحرير الشام " (النصرة سابقا) ذات التوجه الإسلامي التي تزعمها الشرع، نظام بشار الأسد قبل عام.
لكن تصاعد التوتر على خلفية مئات الضربات التي نفّذتها إسرائيل في سوريا . وفي هجوم اعتُبر الأكثر دموية حتى الآن، قتلت القوات الإسرائيلية 13 شخصا الجمعة في عملية في قرية بيت جن الواقعة جنوب غرب دمشق قالت الدولة العبرية إنها استهدفت خلالها عناصر من "تنظيم الجماعة الإسلامية".
والجماعة الإسلامية تنظيم ينشط في لبنان، وهو حليف لحركة حماس ، المصنفة مقبل ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وسبق لإسرائيل أن استهدفت عددا من قادات هذا التنظيم خلال حربها الأخيرة مع حزب الله .
ع.ش / ع.ج.م (أ ف ب)
الدروز في الشرق الأوسط... سرية العقيدة ودواليب السياسة
تصدر "بنو معروف"، وهم أقلية دينية عربية عمرها نحو ألف عام، واجهة الأحداث مؤخراً وخاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد. ألبوم صور نحاول فيه إلقاء الضوء على مذهبم الباطني وتاريخهم السياسي وأعدادهم وتوزعهم.
صورة من: Suwayda24/AP/picture alliance
الدروز طائفة باطنية تحافظ على درجة من السرية فيما يخص ممارساتها الدينية. ونشأت الدعوة الدرزية في مطلع القرن الحادي عشر، وهي متفرعة من المذهب الاسماعيلي، ثاني أكبر المذاهب الشيعية بعد الاثني عشرية. وتضم العقيدة الدرزية شعائر من الإسلام وفلسفات أخرى كالأفلاطونية مع التركيز على التوحيد وتناسخ الأرواح من بين أمور أخرى.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
المعتقد الدرزي غير تبشيري وتبقى تعاليم الطائفة ضمن أبنائها، ومن غير المستحب ومن النادر الزواج من خارج الطائفة. ولا يسمح المذهب بتعدد الزوجات. يرتدي المتدنيون من الرجال الزي الأسود والقلنسوة البيضاء، وتغطي النساء المتدينات منهن رؤوسهن وقسماً من وجوههن بوشاح أبيض مع زي أسود طويل.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
يقدر عدد الطائفة الدرزية بنحو مليون إنسان تتركز غالبية أتباعها في مناطق جبلية في لبنان وسوريا وإسرائيل والأردن ودول المهجر. وهاجر بعضهم إلى مختلف أنحاء العالم مثل أمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وأستراليا، إضافة الى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. من أبرز وجوههم في المهجر المحامية أمل علم الدين زوجة الممثل جورج كلوني. على رغم الانتشار، عمل الدروز على الابقاء على روابط وثيقة فيما بينهم.
صورة من: Alberto Pezzali/Invision/AP/picture alliance
في لبنان، يُقدّر عددهم بنحو 200 ألف، ويتركزون في جبال وسط البلاد، وخاصة الشوف وعاليه والمتن الأعلى، ومناطق عند امتداد السفح الغربي لجبل الشيخ مثل حاصبيا وراشيا. وأدى كمال جنبلاط دوراً سياسياً محوريا اعتباراً من الخمسينات من القرن الماضي وحتى مطلع الحرب الأهلية (1975-1990)، الى حين اغتياله في 1977 على يد مخابرات حافظ الأسد كما يتهم ابنه وخلفه في زعامة دروز لبنان، وليد جنبلاط.
صورة من: Houssam Shbaro/Anadolu/picture alliance Houssam Shbaro / Anadolu
أما في إسرائيل، يتوزع الدروز على أكثر من 20 قرية في الجليل وجبل الكرمل وهضبة الجولان المحتلة. ويبلغ عدد حاملي الجنسية الإسرائيلية 153 ألفا. يضاف إليهم نحو 23 ألفاً في الجولان، غالبيتهم العظمى تحمل إقامات إسرائيلية دائمة. ووفق مركز التراث الدرزي في اسرائيل، تعترف إسرائيل بالطائفة "بصفتها كياناً منفرداً له محاكمه الخاصة وقيادته الروحانية المستقلة". يتطوع الكثير من أبناء الطائفة في الجيش الإسرائيلي.
صورة من: Ammar Awad/REUTERS
النسبة الأكبر من الدروز في سوريا بعدد يبلغ نحو 700 ألف شخص يعيش معظمهم في جنوب البلاد حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، في شمال غرب البلاد. اشتهر منهم في سوريا سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925. كما يُقدّر وجود ما بين 15 و20 ألف درزي في الأردن، خصوصاً في الشمال.
صورة من: Jalaa Marey/AFP/Getty Images
عقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيد الدروز أنفسهم عن تداعياتها، فلم يحملوا إجمالاً السلاح ضد النظام ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة. بعد سقوط بشار الأسد اتسمت العلاقة بين السلطة الجديدة بقيادة أحمد الشرع والدروز، وخاصة زعيمهم الروحي حكمت الهجري بالتوجس والتوتر. وفي بداية أيار/مايو أدت أعمال العنف ومواجهات في جرمانا وأشرفية صحنايا قرب دمشق بين مسلحين دروز وقوات الأمن إلى مقتل 119 شخصاً.
صورة من: Rama Jarmakani/DW
في تموز/يوليو 2025 اندلعت مواجهات بين عشائر البدو وفصائل مسلحة درزية في مواجهات دموية اتخذت طابعاً طائفياً ذهب ضحيتها مئات القتلى من المدنيين والفصائل المسلحة من البدو والدروز وقوات الجيش والأمن العام. طلب حكمت الهجري تدخل إسرائيل التي استجابت بشن غارات "مؤلمة" في دمشق والسويداء ودرعا. وتقول إسرائيل إنها تريد حماية الدروز، مشددة على أنّها لن تسمح بوجود عسكري للحكومة الجديدة في جنوب البلاد.