إطلاق نار قرب البيت الأبيض وترامب يطلب نشر 500 جندي إضافي
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولون أمريكيون أن عنصرين من الحرس الوطني تعرضا لإطلاق نار "في هجوم مستهدف" قرب البيت الأبيض وأن حالتهما حرجة. ووزير الدفاع الأمريكي يقول إن ترامب طلب منه نشر 500 جندي إضافي في واشنطن.
أفراد من الحرس الوطني قرب موقع إطلاق النار في واشنطنصورة من: Daniel Slim/AFP
إعلان
أصيب عنصران من الحرس الوطني الأمريكي بجروح خطيرة الأربعاء (26 تشرين الثاني/نوفمبر 2025) في إطلاق نار قرب البيت الأبيض، فيما تم توقيف مشتبه به.
وتراجع حاكم ولاية فيرجينيا الغربية عن تصريحه الذي أعلن فيه مقتل عنصرين من الحرس الوطني بعد إصابتهما بالرصاص قرب البيت الأبيض، قائلاً إنه تلقى "تقارير متضاربة" بشأن حالتهما الصحية.
وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، كاش باتيل، إن اثنين من عناصر الحرس الوطني في ولاية ويست فيرجينيا، واللذين تعرضا لإطلاق نار على بعد عدة شوارع من البيت الأبيض، ما زالا على قيد الحياة وفي حالة حرجة. وقالت عمدة واشنطن، موريل باوزر، أيضا إن عنصري الحرس في حالة حرجة داخل المستشفى. وأضافت باوزر: "هذا هجوم مستهدف".
وقال مسؤول في إدارة ترامب إن من يشتبه في أنه مطلق النار نقل إلى المستشفى بعد إصابته بجروح ناجمة عن طلقات نارية. ولم يتضح بعد الدافع وراء هذا الهجوم.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ملعب الجولف الخاص به في ويست بالم بيتش عندما وقع حادث إطلاق النار. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن "البيت الأبيض علم بذلك ويتابع هذا الموقف المأساوي عن كثب. وقد تم إطلاع الرئيس على التفاصيل".
وكتب ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال": "الحيوان الذي أطلق النار على اثنين من أفراد الحرس الوطني، وكلاهما مصاب بجروح خطيرة، ويرقدان الآن في مستشفيين منفصلين"، مؤكدا أن المهاجمم "أُصيب أيضاً بجروح بالغة، لكنه سيدفع ثمناً باهظاً".
من ناحيتها أعلنت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية وقف الرحلات المغادرة إلى مطار رونالد ريغان الوطني في العاصمة واشنطن لأسباب أمنية. وأشار تقرير صادر عن إدارة الطيران إلى أنه من المتوقع أن يستمر التوقف نحو ساعة، على أن ينتهي الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي (2100 بتوقيت غرينتش)، مع احتمال ضئيل للتمديد. ولم يوضح التقرير طبيعة المشكلة الأمنية.
نشر 500 عنصر إضافي من الحرس الوطني في واشنطن
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي الأربعاء أنه سيتم نشر 500 عنصر إضافي من الحرس الوطني في واشنطن، بعد إصابة اثنين منهم بإطلاق نار قرب البيت الأبيض. وقال بيت هيغسيث الذي يؤدي زيارة إلى جمهورية الدومينيكان، عند إعلانه القرار "هذا من شأنه أن يعزز تصميمنا على جعل واشنطن مكاناً آمناً".
ومن شأن القرار أن يرفع عدد عناصر الحرس الوطني المنتشرين في العاصمة الأمريكية إلى أكثر من 2500.
ويذكر أن مئات من أفراد الحرس الوطني من مقاطعة كولومبيا وعدة ولايات أخرى يقومون بدوريات في واشنطن العاصمة بعد أن أصدر الرئيس دونالد ترامب في أغسطس / آب أمراً طارئاً يقضى بإضفاء الطابع الفيدرالي على قوة الشرطة المحلية في العاصمة، وإرسال أفراد الحرس الوطني من ثماني ولايات ومقاطعة كولومبيا إليها.
تحرير: عبده جميل المخلافي
قانون التمرد والحرس الوطني ـ سجل حافل بصراعات السلطة في أمريكا
قرر دونالد ترامب نشر الحرس الوطني لإنهاء المظاهرات في لوس أنجلوس، ما أثار خلافات مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم ، الذي رفض القرار في تكرار لوقائع مشابهة سابقة. فما تاريخ الخلافات بشأن الحرس الوطني وقانون التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
مظاهرات ضد سياسات الهجرة
كانت عمليات الاعتقال بحق مهاجرين غير نظاميين من قبل ضباط إدارة الهجرة والجمارك وعناصر إنفاذ القانون الفيدراليين، بمثابة شرارة موجة الاحتجاجات في لوس أنجلوس. واندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة منذ السادس من يونيو/حزيران الجاري. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، بينما رد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والألعاب النارية.
صورة من: Apu Gomes/Getty Images
الحقوق للجميع
ويُنظر إلى المداهمات التي قامت بها دائرة الهجرة والجمارك باعتبارها جزءا من جهود إدارة ترامب لتنفيذ قوانين الهجرة، التي يقول معارضوه إنها تستهدف المهاجرين من أصل لاتيني. ويطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين. ودعت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، إلى عدم معاملة المهاجرين كـ"مجرمين".
صورة من: Eric Thayer/AP/dpa/picture alliance
تشديد سياسات الهجرة
منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، ازدادت موجة الاعتقالات التي تنفذها دائرة الهجرة والجمارك بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت مئة ألف، وفقا لتقرير شبكة "سي بي إس" الأسبوع الماضي. وقد أثارت الاعتقالات ردود فعل غاضبة على مستوى البلاد، حيث أُلقي القبض على الكثير من المحتجين في لوس أنجلوس.
صورة من: Barbara Davidson/REUTERS
إصابة مراسلة أسترالية
ومع تصاعد الاشتباكات، لاقى مقطع مصوّر يُظهر إصابة المراسلة الأسترالية، لورين توماسي، بالرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة خلال تغطيتها للمظاهرات، انتشارا واسعا. وقالت قناة "ناين نيوز" الأسترالية إن المراسلة توماسي أُصيبت بجروح، لكنها لم تُصب بأذى بالغ.
صورة من: 9news Australia/AAP/dpa/picture alliance
معركة قانونية
أمر الرئيس ترامب بنشر نحو ألفي جندي من الحرس الوطني في لوس أنجلوس لدعم عناصر الهجرة والجمارك، حيث قال البيت الأبيض إن الخطوة تهدف إلى "التصدي للفوضى". بيد أن الأساس القانوني لنشر الحرس الوطني محل نزاع. ووصف حاكم كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هذه الخطوة بأنها "تحريض متعمد"، معلنا رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب.
صورة من: Frederic J. Brown/AFP
كوارث طبيعية واضطرابات مدنية
عادةً ما يتم نشر قوات الحرس الوطني في أعقاب كوارث طبيعية أو اضطرابات مدنية. ويمنح قانون "مكافحة التمرد" الرئيس الأمريكي سلطة نشر قوات من الحرس الوطني لمساعدة الشرطة المحلية في إنفاذ القانون في أوقات التمرد أو الاضطرابات. وغالبا ما يتم النشر بموافقة سلطات الولاية والسلطات المحلية.
صورة من: Daniel Cole/REUTERS
قانون مكافحة التمرد
نشر ترامب عناصر الحرس الوطني في لوس أنجلوس دون موافقة حاكم الولاية أو بموجب طلب منه، في واقعة هي الأولى منذ عقود. فما أبرز استخدامات قانون مكافحة التمرد؟
صورة من: Eric Thayer/AP/picture alliance
1957.. مدرسة ليتل روك وتدخل الجيش
في عام 1957، قام الرئيس دوايت أيزنهاور بإضفاء الطابع الفيدرالي على الحرس الوطني في أركنساس. وأرسل قوات لمرافقة تسعة طلاب سود إلى مدرسة "ليتل روك" المركزية الثانوية، ردا على استخدام حاكم الولاية آنذاك، أورفال فوبس، الحرس الوطني لمنع الطلاب من دخول المدرسة التي كانت تمارس "تمييزا عنصريا".
صورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance
1965.. حركة سيلما وحق التصويت
عقب عنف الشرطة ضد متظاهرين مؤيدين لحقوق التصويت عام 1965، تجاوز الرئيس ليندون جونسون حاكم ولاية ألاباما، الذي كان يؤيد الفصل العنصري، وأرسل قوات الحرس الوطني لدعم المتظاهرين الذين خرجوا في مسيرة من مدينة سيلما إلى عاصمة الولاية، مونتغمري. وبقيادة مارتن لوثر كينغ الابن، أصبحت المسيرة حدثا بارزا في حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
صورة من: UPI/picture alliance
1968..اغتيال مارتن لوثر كينغ
اُغتيل مارتن لوثر كينغ، بطل النضال من أجل الحقوق المدنية للسود الأمريكيين، في الرابع من أبريل/ نيسان 1968. وأثار اغتياله اضطرابات مدنية وأعمال شغب في أكثر من مئة مدينة في أنحاء البلاد. وردًا على ذلك، فعّل الرئيس جونسون قانون "مكافحة التمرد" لاستعادة النظام في العاصمة واشنطن، بما في ذلك نشر قوات فيدرالية لقمع الاضطرابات، متجاوزًا بذلك سلطة الولاية على الحرس الوطني.
صورة من: akg-images/picture alliance
1992..مظاهرات في لوس أنجلوس
في عام 1992، فعّل الرئيس جورج بوش الأب قانون "مكافحة التمرد"، حيث أمر بنشر قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بعد أيام من الاضطرابات. واندلعت احتجاجات عارمة عقب تبرئة ضباط شرطة اعتدوا على راكب دراجة نارية أسود يُدعى رودني كينغ. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل 60 شخصًا وإصابة أكثر من ألفي شخص.
صورة من: Nick Ut/AP&picture alliance
2020..احتجاجات جورج فلويد
خلال ولايته الأولى، فكّر ترامب في تفعيل قانون "مكافحة التمرد" لإنهاء الاحتجاجات التي عمّت البلاد عقب مقتل رجل أسود يُدعى جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس. ومع اتساع رقعة الاحتجاجات، أقدم حكام بعض الولايات على نشر قوات الحرس الوطني للسيطرة على الاضطرابات.