ترامب يعلن عن محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي
٧ أبريل ٢٠٢٥
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده بدأت محادثات "مباشرة رفيعة المستوى" مع إيران بشأن برنامجها النووي، في إعلان صادم خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.
ترامب: نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. صورة من: Mark Hertzberg/ZUMA Press/IMAGO
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاثنين (السابع من أبريل/ نيسان 2025) إن الولايات المتحدة وإيران بدأتا محادثات مباشرة بشأن برنامج طهران النووي ، في إعلان مفاجئ بعد أن كان المسؤولون الإيرانيون يرفضون فيما يبدو الدعوات الأمريكية لإجراء مثل هذه المفاوضات.
وكانت إيران قد رفضت مطالب ترامب بأن تتفاوض مباشرة بخصوص برنامجها النووي وإلا تعرضت لقصف، لكنها تركت الباب مفتوحا في البداية أمام إجراء محادثات غير مباشرة.
وقال ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي أثناء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت وستستمر يوم السبت. لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل". لكنه لم يسهب في التفاصيل.
يُذكر أنه تم إلغاء مؤتمر صحافي كان من المقرر عقده بين ترامب ونتنياهو دون سابق إنذار، في خطوة غير عادية، لكنهما تحدثا إلى مجموعة أصغر من الصحافيين في المكتب.
وفاقمت تحذيرات ترامب من عمل عسكري يستهدف إيران التوتر في الشرق الأوسط بعد الحرب المفتوحة في غزة ولبنان، والضربات العسكرية على اليمن، وتغيير القيادة في سوريا وتبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.
"التوصل إلى اتفاق أفضل من المواجهة العسكرية"
وقال ترامب إنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية. وكان الرئيس الأمريكي قد قال يوم السابع من مارس/ آذار الماضي إنه كتب إلى الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي مقترحا بإجراء محادثات. وقال مسؤولون إيرانيون حينذاك إن طهران لن تذهب إلى المفاوضات تحت التهديد.
إعلان
وفي فترة ولايته الرئاسية 2017-2021، جعل ترامب الولايات المتحدة تنسحب من اتفاق عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، فرض قيودا صارمة على أنشطة طهران النووية مقابل تخفيف العقوبات. كما عاود ترامب فرض عقوبات أمريكية شاملة. ومنذ ذلك الحين، تجاوزت إيران بكثير حدود ذلك الاتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم.
وتتهم القوى الغربية إيران بأن لديها قائمة أولويات سرية لتطوير قدرتها على إنتاج أسلحة نووية بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى، يقولون إنه أعلى من المطلوب لبرنامج مدني للطاقة الذرية. بالمقابل تقول طهران إن برنامجها النووي لا يستهدف سوى إنتاج الطاقة للأغراض المدنية.
وعلى غرار الرؤساء الأمريكيين من قبله، قال ترامب إنه يتعين عدم السماح لإيران بتطوير سلاح نووي. وقال للصحفيين إن محادثات يوم السبت مع إيران ستكون على مستوى عال جدا، وأشار إلى احتمال التوصل إلى اتفاق وأضاف: "لدينا اجتماع كبير جدا يوم السبت وسنتعامل معهم مباشرة".
ولم يرد، حتى كتابة هذا الخبر، مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض على طلب من رويترز للحصول على تفاصيل.
ولم ترد بعثة إيران لدى الأمم المتحدة بعد على طلب للتعليق. ولا يمكن إجراء مثل هذه المحادثات بدون موافقة صريحة من خامنئي، الذي وصف في فبراير شباط المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها "ليست ذكية أو حكيمة أو شريفة". وقبل ساعات من إعلان ترامب، صرّح المتحدث باسم وزارة
الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، بأن إيران تنتظر ردا أمريكيا على اقتراح طهران بإجراء مفاوضات غير مباشرة.
وصرح مسؤول إيراني كبير لرويترز في مطلع الأسبوع بأن طهران ترغب في مواصلة المفاوضات غير المباشرة عبر عُمان، وهي قناة تواصل
قديمة بين الدولتين. وقال المسؤول الإيراني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن هناك فرصة محتملة تقارب الشهرين للتوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى مخاوف من أن إسرائيل، عدو إيران اللدود، قد تشن هجوما إذا طال أمد المحادثات.
تحول في وقت حرج
ويأتي هذا التحول في وقت حرج لما يُسمى بـ "محور المقاومة" الإقليمي الذي أسسته طهران بكلفة كبيرة على مدى عقود لمواجهة إسرائيل والنفوذ الأمريكي. وضعفت قوة هذا المحور بشدة منذ هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي أدى إلى انزلاق الشرق الأوسط إلى صراع.
ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
وتتعرض حركة حماس في غزة وجماعة حزب الله في لبنان للقصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزة، في حين أن حركة الحوثيين في اليمن مستهدفة بغارات جوية أمريكية منذ الشهر الماضي. وألحقت إسرائيل أضرارا كبيرة بالدفاعات الجوية الإيرانية العام الماضي.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وساهم سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وهو حليف رئيسي آخر لإيران، في إضعاف نفوذ الجمهورية الإسلامية بشدة.
ع.غ/ ص.ش (آ ف ب، رويترز)
محطات في تاريخ النووي الإيراني وكيف خرج من يد واشنطن
مدى رفض الغرب لبرنامج إيران النووي معروف للجميع، لكن تاريخ نشوء هذا البرنامج النووي قد يفاجئ الكثيرين، سيما إذا ما عرفنا أنه بدأ غربيا وأمريكيا بالذات. تعرف في هذه الجولة المصورة على أبرز محطات هذا البرنامج المثير للجدل.
صورة من: ISNA
نتانياهو: "إيران خدعت العالم".
قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
صورة من: Reuters/A. Cohen
الاتحاد الأوروبي حريص على الاتفاق
ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Vidal
البداية أمريكية مع آيزنهاور
بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.
صورة من: gemeinfrei
التوقيع على المعاهدة
في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
صورة من: UN Photo/Eric Kanalstein
بداية الطموحات النووية
في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."
صورة من: AP
الدور الألماني في البرنامج الإيراني
في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.
صورة من: dpa
الثورة الإيرانية وتحول سياسة الغرب
1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.
صورة من: bachehayeghalam.ir
دخول روسيا على الخط
بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.
صورة من: AP
مفاعل آراك النووي أثار مخاوف الغرب
بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
بداية سياسة العصا والجزة الغربية
مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".
صورة من: AP
الأخبار السيئة كانت..
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schlager
الإيرانيون لم يستجيبوا للضغوط
لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.
صورة من: AP
بداية العقوبات على إيران
رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.
صورة من: AP
التوصل للاتفاقية بعد سنوات من الأزمة
بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم