المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا تشتد، وعودة ترامب إلى البيت الأبيض جلبت معها تغييرات كبيرة في السياسات الأمريكية في مجال التكنولوجيا، مما يزيد من تعقيد الصراع ويضع دولاً أخرى أمام تحدّ كبير.
الرئيس دونالد ترامب يحمل أمرًا تنفيذيًا موقعًا بشأن الذكاء الاصطناعي، في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، في واشنطن، الولايات المتحدة.صورة من: Kevin Lamarque/REUTERS
إعلان
يشهد سباق الذكاء الاصطناعي تحولات وتطورات كبيرة على مستوى العالم، خصوصاً مع تنافس الصين والولايات المتحدة، لا تقتصر التطورات على مستوى الابتكارات والاستثمارات فحسب، وإنما تتجاوز ذلك لتصل إلى الإدارة التنظيمية للقطاع في ظل عودة ترامب رئيساً للولايات المتحدة.
تقول الباحثة إيزابيلا ويلكنسون، في تقرير نشره المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس): "إن عام 2025 يثبت بالفعل أنه عام مليء بالتقلبات في مجال القفزات والاستثمارات في الذكاء الاصطناعي".
فشهدت بداية عام 2025 إعلان الصين عن صندوق استثماري للذكاء الاصطناعي، التي وصفها البعض بأنها رد على الرقابة الأمريكية المتزايدة على تصدير الصين لرقائق الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.
بعد ذلك أعلن ترامب عن مشروع "ستارغيت" وهو استثمار بقيمة 500 مليار دولار أمريكي في تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، وهذا المشروع مدعوم من قبل شركات ضخمة مثل "أوبن إيه آي"، و"أوراكل"، و"سوفت بنك" وشركة "إم جي إكس" الإماراتية.
تطبيق "ديب سيك" هو روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي تم تطويره في الصين وهو منافس لبرنامج "تشات جي بي تي" الموجود في الولايات المتحدة.صورة من: Davide Bonaldo/ Sipa USA/picture alliance
"ديب سيك" الصيني يثير ضجة وفوضى في الأسواق
وبالعودة على الصين فقد أثار نموذج الذكاء الاصطناعي "ديب سيك" الذي أطلقته الصين في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني ضجة كبيرة وفوضى في الأسواق، بسبب تكلفته المنخفضة واعتماده المحدود على الرقائق الإلكترونية، ما جعل منه منافساً قوياً يهدد نموذج "أو 3" التابع لشركة "أوبن إيه آي" وأدى إلى خسارة شركة "إنفيديا" الأمريكية لتصنيع الرقائق حوالي 600 مليار دولار من قيمتها السوقية.
وأثار "ديب سيك" تساؤلات كثيرة حول كيفية حفاظ أمريكا على مكانتها في هذا السوق، وأثار الشكوك حول مدى فعالية قيودها الصارمة التي فرضتها على تصدير الرقائق.
الصراع على الذكاء الصناعي بين الصين وأمريكا.. ما مآلاته؟
22:02
This browser does not support the video element.
تحوّلات كبيرة في إدارة قطاع التكنولوجيا مع عودة ترامب
التحوّلات الكبيرة في قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لا تقتصر على الابتكارات المتزايدة والمنافسة المحتدمة، فقد أجرى ترامب بعد عودته إلى البيت الأبيض تغييرات كبيرة في كيفية إدارة قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة، فقد ألغى بعض الأوامر التنفيذية التي كانت تهدف إلى تنظيم هذا المجال والتي تم اتخاذها في عهد الرئيس السابق جو بايدن بهدف تنظيم قطاع التكنولوجيا وجعله أكثر أماناً وموثوقية.
الأمر الذي أدى إلى زيادة الغموض بشأن مستقبل السياسات الأمريكية في هذا المجال، وتركيز السلطة في أيدي الشركات الخاصة، وهو اتجاه يتسم بالانقسام وعدم القدرة على التنبؤ بمستقبل القطاع، ما يشكل تحدياً كبيراً لصناع القرار في أوروبا ويجعلهم أقل قدرة على إظهار القيادة في تنظيم التكنولوجيا وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي بحسب ويلكنسون.
إعلان
مشروع "ستارغيت" وعلاقته بالأمن القومي
يكشف مشروع "ستارغيت" الذي أطلقته الولايات المتحدة بتوجيه من ترامب عن تزايد التداخل بين الأمن القومي والبنية التحتية الخاصة بالتكنولوجيا وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، خصوصاً عندما يبرز دور شركة "أوبن إيه آي" في المشروع الذي يدعو إلى إنشاء منشآت سرية لتقييم أمان نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يتطلب تطوير تقنيات جديدة لتبريد مراكز البيانات.
ومن أهم أهداف مشروع "ستارغيت" إعادة تصنيع الصناعات التكنولوجية داخل الولايات المتحدة، وهو خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدول الأخرى، مما يساعد أمريكا في الحفاظ على أمنها القومي. وكل ذلك يُحدث تأثيراً كبيراً على دول العالم الأخرى بما في ذلك أوروبا.
ومن جانبها ترى ويلكنسون أنه على أوروبا أن تتعامل بحكمة مع السياسات الأمريكية التي تقلل من القيود التنظيمية على قطاع التكنولوجيا، وصعوبة جذب الاستثمارات، وبنفس الوقت ترى أن للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة فرصة كبيرة في لعب دور مهم وحيوي في هذا المجال خصوصاً بعد تنسيق "إعلان بليتشلي" في 2023 الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال أمان الذكاء الاصطناعي، وقد ضم الصين والولايات المتحدة وأطلق أول معهد عالمي لأمان الذكاء الاصطناعي.
م.ج/خ.س (د.ب.أ)
بالصور: الذكاء الاصطناعي.. تطور مذهل في قطاع مثير للقلق
يشهد الذكاء الاصطناعي في قطاع تكنولوجيا المعلومات تطورا متسارعا مع تصاعد المنافسة بين الشركات الكبرى التي تعمل كل منها على طرح منتجها الخاص لنيل حصة من سوق يعده البعض هو مستقبل التقنية الفعلي. فما أهم تطبيقاته ومزاياها؟
صورة من: Klaus Ohlenschläger/picture alliance
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي (AI) هو برنامج حاسوب شديد التطور يحاكي السلوك البشري أو التفكير ويمكن تدريبه على حل مشكلات معينة. والذكاء الاصطناعي هو مزيج من تقنيات التعلم الآلي والتعلم العميق. يتم تدريب أنواع مختلفة ونماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام كميات هائلة من البيانات ولديها القدرة على اتخاذ قرارات ذكية وأشهرها هو نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
صورة من: JOSEP LAGO/AFP/Getty Images
تشات جي بي تي من Open AI
أطلقت شركة اوبن ايه آي روبوت المحادثة Chat GPT بنسخته المجانية في نوفمبر من عام 2022 وبعدها بفترة وجيزة أطلقت نسختها المدفوعة Chat GPT 4. استقبل العالم تطبيق الذكاء الاصطناعي الواعد بحماس شديد وشيئا فشيئاً بدأ العالم يدرك انه على أعتاب حقبة جديدة. وفقًا لأحدث البيانات المتاحة، فلدى ChatGPT حاليًا أكثر من 100 مليون مستخدم. كما حقق الموقع 1.6 مليار زيارة في يونيو 2023.
صورة من: Harun Ozalp/AA/picture alliance
غوغل بارد Bard
في يوليو من عام 2023 أطلقت شركة غوغل برنامجها للذكاء الاصطناعي "بارد Bard" بعدة لغات محدودة ليضيف البرنامج بعدها بفترة قصيرة أكثر من 40 لغة. وإن كان البعض يعيب على النسخة المجانية لـ Chat GPT توقف معلوماتها عند العام 2021، فإن تطبيق غوغل Bard تجاوز هذه النقطة تماما
صورة من: David Talukdar/imagebroker/IMAGO
أمازون .. اليكسا وكود وسيبيرر
يتفوق نموذج التوليد اللغوي لأمازون LLM على تطبيق GPT3.5 بنسبة 16 نقطة مئوية (75.17٪).على مقياس ScienceQA. أصبح LLM الآن أكثر كفاءة في التعامل مع الأسئلة المعقدة. أيضاً طرحت أمازون برنامج Codewhisperer والذي يساعد مطوري البرمجيات على تحسين الإنتاجية
صورة من: Mike Stewart/AP Photo/picture alliance
بينغ تشات من مايكروسوفت
يعمل هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي أيضاً بالتقنية نفسها التي يعمل بها Chat GPT. تم دمج Bing Chat في محرك بحث Bing الخاص بمايكروسوفت ، ويمكن استخدامه للإجابة على الأسئلة وإنشاء تنسيقات نصية إبداعية وترجمة اللغات.
صورة من: Jakub Porzycki/NurPhoto/IMAGO
جي بي تي - نيو
GPT-Neo هو برنامج من EleutherAI يعتمد أيضاً على تقنية ChatGPT، ولكنه مفتوح المصدر ومجاني الاستخدام. اكتسب نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-Neo شعبية في الأشهر الأخيرة ، وقد يشكل تحديًا كبيراً لباقي نماذج الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
صورة من: Friedrich Stark/epd-bild/picture alliance
سيري من آبل
سيري Siri هو أحد أشهر برامج الذكاء الاصطناعي حول العالم وتقوم شركة آبل بتطويره بشكل مستمر منذ فترة طويلة. تم دمجه مع العديد من منتجات آبل مثل الساعات الذكية والهواتف المحمولة والآيباد ويمكنه القيام بالكثير من المهام مثل تنظيم المواعيد وضبط المؤقت وتشغيل الموسيقى وتشغيل الخرائط
صورة من: Jakub Porzycki/NurPhoto/picture alliance
تطبيقات الشات بوت
تعتبر Chat Bots واحدة من أشهر وأوسع استخدامات الذكاء الاصطناعي انتشاراً حالياً حيث تقوم تلك البرمجيات بالرد على تساؤلات المستخدمين عبر الانترنت بصورة آلية وحتى الرد على الاتصالات الهاتفية وبعض النماذج الاكثر تطوراً تقوم ذاتياً بإنتاج مقاطع نصية مكتوبة متطورة بشكل كبير
صورة من: K. Thomas/blickwinkel/picture alliance
السيارات ذاتية القيادة
تم تطوير عدد من أنظمة الذكاء الاصطناعي لتقوم بقيادة السيارات بصورة آلية Self-driving Cars دون تدخل بشري حيث تستخدم الكاميرات المتصلة بالأقمار الاصطناعية في استكشاف الطريق وتخطي العوائق والزحام وتلتزم بإرشادات المرور المختلفة
صورة من: Volvo Cars/AP Photo/picture-alliance
التشخيص الطبي
في الوقت الحالي يتم استخدام عدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتي يمكنها مساعدة الأطباء في تشخيص بعض الأمراض Medical Diagnosis بشكل أكثر دقة وبسرعة غير عادية بناء على تحليل الصور على سبيل المثال
صورة من: Alexander Limbach/Zoonar/picture alliance
كشف التزوير
توجد عدة تطبيقات للذكاء الاصطناعي تعمل بكفاءة عالية لكشف عمليات التزوير والاحتيال وخصوصاً في المجال المالي والعمليات البنكية وغيرها من المجالات
صورة من: JANUSZ PIENKOWSKI/Zoonar/picture alliance
انتاج المحتوى الرقمي والفني
وهو أمر يثير بالفعل قلق الكثيرين حول العالم من كتاب سيناريو ومترجمين ومؤلفي موسيقى وحتى الرسامين والكثير من منتجي المحتوى باشكاله المختلفة. صحيح ان أغلب هذه البرامج لا تعمل بكفاءة مع لغة معقدة كاللغة العربية لكنها تعمل بكفاءة عالية للغاية مع اللغات ذات الأصل اللاتيني