ترامب يعين أحد "صقور" المحافظين مستشاراً للأمن القومي
٢٣ مارس ٢٠١٨
يتوالى مسلسل الإقالات والتعينات في إدارة ترامب. فبعد الإقالة المفاجئة لوزير الخارجية ريكس تيلرسون، قام الرئيس الأمريكي بتعيين السياسي المحافظ والمتشدد جون بولتون مستشاراً للأمن القومي، وهو ما أثار ردود فعل متباينة.
إعلان
عين الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الخميس جون بولتون، أحد المحافظين الجدد المتشددين، الذي يعمل محللاً لدى قناة فوكس نيوز، في منصب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، الذي يتمتع بتأثير كبير، ليكون بذلك خليفة للجنرال هربرت ريموند ماكماستر، الذي أشاد ترامب "بالعمل الاستثنائي" الذي قام به وأكد أنه سيبقى "صديقه" دائما.
وكان مكماستر قد تولى منصب مستشار الأمن القومي في وقت مبكر من رئاسة ترامب، وحل محل مايكل فلين الذي لاحقته فضيحة. وقال البيت الأبيض إن ترامب وماكماستر "اتفقا فيما بينهما" على تركه المنصب.
وجاء تعيين بولتون بينما يفترض أن تبدأ مفاوضات تاريخية مع كوريا الشمالية، ومع اقتراب موعد حاسم لمستقبل الاتفاق النووي الإيراني، الذي كان بولتون، السفير السابق للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، من أشد منتقديه.
وكتب ترامب في تغريدة "يسعدني أن أعلن أن جون بولتون سيكون مستشاري الجديد للأمن القومي اعتبارا من التاسع من نيسان/أبريل 2018".
ويعد بولتون من الصقور وهو يؤيد استخدام القوة العسكرية مع كوريا الشمالية وإيران. وجاء الإعلان عن تعيينه بعد ما يزيد بقليل على أسبوع من إقالة ريكس تيلرسون من منصب وزير الخارجية واختيار مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو ليحل محله. ويعني هذا التغيير أن ترامب يستعين بمستشارين يرجح أنهم متفقون مع آرائه، وذلك مع اقتراب لقاء قمة متوقع بحلول نهاية مايو / أيار بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون.
ردود فعل متباينة
وبولتون (69 عاما) الشهير بشاربيه وميله إلى الاستفزاز كان أحد القادة "الصقور" في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، وسفيراً لبلاده في الأمم المتحدة في عهده. وهو يؤيد بشدة استخدام القوة على الساحة الدولية، ولا يتفق مع ترامب في كل الملفات. فهو من المدافعين بشراسة عن الحرب في العراق، التي انتقدها ترامب مراراً خلال حملته الانتخابية.
وقال بولتون الذي انتُقد في الأمم المتحدة في بعض الأحيان بسبب افتقاره إلى السلوك الدبلوماسي، لـ"فوكس نيوز" بعد الإعلان عن تعيينه "لم أكن أتوقع هذا الإعلان بعد ظهر اليوم لكنه شرف كبير لي بالتأكيد".
وخلافاً لوزيري الدفاع والخارجية، لا يحتاج مستشار الأمن القومي لتصويت في مجلس الشيوخ قبل أن يتولى مهامه. وأثار تعيين بولتون، ثالث شخصية تشغل هذا المنصب في عهد ترامب، ردود فعل متضاربة، فقد قال الجمهوري لي زيلدين العضو في الكونغرس والوفي لترامب، إن بولتون "رجل يتمتع بمؤهلات استثنائية" لشغل هذا المنصب. أما آرون ديفيد ميلر الدبلوماسي المحنك الذي عمل في إدارات جمهورية وديموقراطية، فقد رأى أنه "مع تعيين جون بولتون، سيكون فريق ترامب للسياسة الخارجية الأكثر تشددا وأيديولوجية والأقل براغماتية في الذاكرة الحديثة، في وقت تتطلب فيه التحديات على الساحة الدولية الحزم ولكن أيضا مرونة وبراغماتية"، حسب تعبيره.
ص.ش/ه.د (أ ف ب، رويترز)
عهد ترامب - إقالات واستقالات في البيت الأبيض
بات ترامب مؤخراً أكثر عزلة من أي وقت مضى، إذ انصرف عنه أنصاره أو صرفهم بسب اختلاف آرائهم أو خلافات تسببت فيها قراراتهم، فيما تروج أخبار عن استعداد آخرين للانعتاق من التوتر الداخلي للبيت الأبيض.
صورة من: REUTERS/Y. Gripas
استقالة على الأبواب؟
يعيش جاريد كوشنر؛ كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر ترامب، متاعب عديدة منذ الشهور الأولى في منصبه، آخرها ما كشفه موقع "ذي إنترسبت" الأميركي في مارس/ آذار، إذ سعت شركته العقارية في أبريل/ نيسان2017 إلى تأمين تمويل قطري قوبل بالرفض. هذه الأنباء المتلاحقة دفعت بالسيناتوركريس مورفي للتصريح أنه من الواجب على كوشنر الاستقالة إذا ما تأكد تأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية ضد قطر لأجل مصالح مالية خاصة.
صورة من: Reuters/K. Lamarque
مطرودة من البيت الأبيض!
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الشهر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي إبعاد ابنته إيفانكا وزوجها جارد كوشنير من البيت الأبيض. كما ذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، أن الرئيس ترامب بات يشعر بخيبة أمل متزايدة من صهره ومستشاره كوشنير. وكان ترامب قد سحب منه الحق في الاطلاع على مستندات سرية تتعلق بأمن الولايات المتحدة.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Watson
رائعة، ولكن...
في 28 فبراير/ شباط، أعلنت هوب هيكس استقالتها. هكيس، التي عملت لصالح عائلة ترامب منذ 2012، لم تذكر سبباً لاستقالتها، واكتفت بالقول: "أعجز عن إيجاد كلمات أعبر فيها عن امتناني للرئيس دونالد ترامب"، فيما وصفها ترامب قائلاً إنها "رائعة حقاً"، ومؤكداً على أنه سيفتقدها إلى جواره. هيكس عملت سكرتيرة صحفية لترامب خلال حملته الانتخابية، وتولت منصبها في البيت الأبيض في أغسطس/ آب الماضي كمديرة للاتصالات.
صورة من: Reuters/C. Barria
لم يكن دقيقاً .. فأُقيل!
أُقيل جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالية (إف بي آي)؛ يوم 9 مايو/ أيار 2017. وذلك بحجة إعطائه معلومات غير دقيقة للكونغرس بشأن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون. بعد استقالته هدد كومي بكشف معلومات محرجة عن الرئيس الأمريكي ترامب.
صورة من: Reuters/J. Ernst
قد يقال من منصبه!
جون كيلي، الذي نفى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إقالته أو استقالته من منصبه، يعيش وضعاً صعباً قد يؤدي الى إطاحته، بعدما أغضب الرئيس الأميركي ترامب بأسلوب تعامله مع اتهام موظف في البيت الأبيض بعنف أسري. وقد تجاوز توتر العلاقات بين جون كيلي، كبير الموظفين، وكوشنير، الذي مُنع من الاطلاع على أسرار مهمة، إلى ترامب، الذي بدا متوتراً وهو يسأل إن كان كوشنير استثناءاً، فأجاب بأنه أوكل الأمر إلى جون كيلي.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Walsh
على أهبة المغادرة!
أعلنت وسائل إعلام أميركية يوم الجمعة الماضي (2 مارس/ آذار2018) عن إمكانية مغادرة مستشار الأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر، للبيت الأبيض نهاية الشهر الجاري، بحسب ما نقلت قناة "سي إن إن". كما نقلت أنه سيترك منصبه إثر "نقاط توتر عديدة" مع الرئيس، وفي ظل العلاقة المضطربة القائمة بينهما أحياناً. وكان ترامب قد أعلن عن تعيينه في20 فبراير/ شباط 2017 بعد قرابة أسبوع من استقالة مستشاره السابق مايكل فلين.
صورة من: Imago/photothek/F. Gaertner
التهمة: "تضليل" الإدارة الأميركية"
أعلن البيت الأبيض استقالة مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، على خلفية اتهامه بـ "تضليل" الإدارة الأميركية بشأن إجرائه اتصالات مع روسيا قبل تسلّمه منصبه. وكان فلين قد قدم استقالته يوم 13 فبراير/ شباط2017.
صورة من: picture-alliance/abaca/R. Sachs
رفضت قراره، فأُطيح بها!
أقال دونالد ترامب ليلة الاثنين 31 يناير/ كانون الثاني2017 وزيرة العدل السابقة؛ سالي ييتس، بعد رفضها الدفاع عن قرار ترامب الذي يخص منع سفر مواطنين من ست دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. رفضها هذا أدخلها في قلب "أكبر جدلٍ" شهدته أيام ترامب الأولى في الرئاسة، حسب ما تناقله كثير من المواقع الإخبارية.
صورة من: Getty Images/P. Marovich
كتب استقالته...
نقلت وكالة رويترز قبل ستة أشهر أن غاري كون كتب مسودة استقالته بالرغم من أنه لا يزال في منصبه. كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب كتب مسودة استقالته بسبب ما اعتبره رد فعل ضعيف من الإدارة على الاشتباكات التي وقعت بين محتجين من النازيين الجدد وآخرين مناهضين للعنصرية. لكنه قرر الاستمرار في منصبه.
صورة من: Getty Images/D. Angerer
قدم استقالته أكثر من مرة!
يقال إن جيف سيشنز قدم استقالته السنة الماضية مرة واحدة على الأقل. وزير العدل الأمريكي، الذي نأى بنفسه عن التعامل مع التحقيقات حول علاقة إدارة ترامب مع روسيا، أثار “خيبة أمل كبيرة” عند ترامب. وقد عاد الرئيس الأمريكي بداية الشهر الجاري (مارس/ آذار 2018) ليشن هجوماً جديداً عليه، واصفاً قراره بطلب التحقيق في احتمال إساءة التصرف في قضية التنصت غير القانوني بأنه "معيب". إعداد: مريم مرغيش