تتوالى قرارات ترامب التي تسعى لإحداث تغييرات، وآخرها تغيير اسم وزارة الدفاع. فما الهدف من ذلك؟ ومتى سيتم تنفيذ القرار؟
الرئيس ترامب سيوقع مرسوماً رئاسياً لتعيير اسم وزارة الدفاع إلى "وزارة الحرب"صورة من: Jacquelyn Martin/AP Photo/picture alliance
إعلان
وأعلن البيت الأبيض أمس الخميس (الخامس من ديسمبر/ أيلول 2025) أنّ الرئيس دونالد ترامب سيوقّع يوم الجمعة، أمرا تنفيذيا يسمح بإطلاق اسم "وزارة الحرب" على وزارة الدفاع، وذلك تنفيذا لوعد أطلقه مؤخرا. ويُعد هذا القرار امتداداً لخطوة كانت مطروحة منذ فترة، وقد أبدى ترامب رغبته في هذا الأمر علناً من قبل.
وقالت الرئاسة الأميركية في رسالة تلقّتها وكالة فرانس برس إنّ ترامب سيوقّع "أمرا تنفيذيا يهدف إلى إعادة اعتماد الاسم التاريخي "وزارة الحرب"، كاسم ثانِ لوزارة الدفاع". وأضافت أنّ هذا الاسم الإضافي سيحلّ محلّ الاسم الأساسي ما إن تنتهي الإجراءات اللازمة لذلك ولا سيّما في الكونغرس.
"استعادة روح القتال"
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيتر هيغسث لقناة فوكس نيوز في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الحكومة ترغب في استعادة "روح القتال" وإرسال رسالة ردع للعالم.
وأوضحت الرسالة أنّ المرسوم يأمر وزير الدفاع بيت هيغسيث باتّخاذ كلّ الإجراءات، ولا سيّما لدى السلطة التشريعية، بما يكفل "تغيير اسم وزارة الدفاع الأميركية بشكل نهائي إلى وزارة الحرب". وفي نهاية شهر آب/أغسطس، أعلن ترامب عزمه على استعادة التسمية التي كانت قائمة من 1789 إلى 1949، وهي الوزراة التي كان الرئيس جورج واشنطن قد أنشأها عام 1789.
وقال الرئيس الجمهوري يومها للصحافيين إنّ "اسم "الدفاع" دفاعي أكثر من اللازم، ونحن نريد أن نكون هجوميّين أيضا"، ملمّحا إلى أنّ تغيير اسم الوزارة يحتاج إلى تصويت في الكونغرس.
وبرّر البيت الأبيض رغبة ترامب بتغيير الاسم بالقول إنّ "الرئيس يرى أنّ هذه الوزارة ينبغي أن تحمل اسما يعكس قوتها التي لا تضاهى وقدرتها على حماية المصالح الوطنية"، مذكّرا بأنّ الولايات المتّحدة تمتلك أكبر جيش في العالم.
سلام بالقوة
وبحسب البيت الأبيض، فإنّ الهدف هو فرض "السلام من خلال القوة" وضمان "احترام العالم للولايات المتحدة مرة أخرى".
ويحرص الرئيس الأمريكي على تكوين صورة إيجابية كداعية للسلام، ولم يخف رغبته في الفوز بجائزة نوبل للسلام. وفي أغسطس/آب الماضي، ادعى أنه "حل ستة نزاعات في الأشهر الستة الماضية". لكن محاولاته لإنهاء النزاع بين روسيا وأوكرانيا باءت بالفشل حتى الآن. كما أن الحرب في غزة لا زالت تحصد العديد من أرواح المدنيين.
وتعتمد إدارة ترامب على سياسة "السلام بالقوة"، والتي تم تطبيقها مثلاً عندما هاجمت الولايات المتحدة المنشآت النووية الإيرانية في يونيو/حزيران الماضي دعماً لإسرائيل، حليفتها المقرّبة.
ترامب في ولايته الثانية.. قرارات صادمة وتصريحات غير دبلوماسية
هذه هي الولاية الثانية لدونالد ترامب، لكنه عازم على أن تكون فارقة في تاريخ بلاده، مجموعة من القرارات المثيرة للجدل، بلغت حد خلق صراع مع حلفائه و"انتهاك" مسلمات في السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
صورة من: Brendan Smialowski/AFP
ريفييرا "الشرق الأوسط"
خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية فبراير/شباط، أعلن ترامب عن رؤيته "المذهلة" لقطاع غزّة المدمر نتيجة الحرب. خطة ترامب تقضي بـ"السيطرة" على القطاع الفلسطيني وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". فاجأت هذه التصريحات الصحافيين الحاضرين وأثارت موجة غضب دولية وعربية، خصوصا أن ترامب طالب بتهجير الفلسطينيين قسريا إلى أماكن أخرى.
صورة من: Chip Somodevilla/Getty Images
حرب تجارية شاملة
أعلن ترامب عن حرب تجارية شاملة، وقودها رسوم جمركية، قام بفرضها على الكثير من الدول، ما أثار انتقادات كبيرة خصوصا من الحلفاء الأوروبيين، بينما كانت التداعيات أكبر مع الصين التي أعلنت بدورها عن إجراءات ضد المنتجات الأمريكية. لكن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل تباهى بأنّ عشرات الدول اتصلت "تقبل مؤخرته" على حد تعبيره، طالبة التفاوض.
صورة من: Nathan Howard/REUTERS
مهاجمة القيادة الأوكرانية
من أكبر المشاهد إثارة للجدل، مشهد التنابز اللفظي بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حين شن الرئيس الأمريكي ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي خلال اجتماع انتشرت مشاهده على نطاق واسع، إذ طالباه أن يكون أكثر امتنانا لدور أمريكا في الحرب مع روسيا وخصوصا توفير الأسلحة، كما اتهماه أنه لا يريد مفاوضات سلام جادة. وتعاطف الكثيرون مع زيلينسكي، وخاصة في أوروبا.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
تناغم وتقارب مع بوتين
في الوقت نفسه، انخرط ترامب في محادثات مع موسكو، متجاوزا الأوروبيين، وأجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي "لطاما كانت تربطه به علاقة جيدة" والذي يعتبره "ذكيا". وأكد ترامب على استمرار الاتصالات مع بوتين، وتحدث عنه بكثير من الإيجابية عكس سلفه جو بايدن، وظهر ترامب باحثا عن خطب ود بوتين بأي طريقة.
صورة من: Maxim Shipenkov/Alex Brandon/AP Photo
مهاجمة الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر، هاجم ترامب مراراً الاتحاد الأوروبي، وقال إن سبب إنشائه هو "استغلال" الولايات المتحدة، متّهما الأوروبيين بأنهم "انتهازيون"، كما دعاهم إلى استثمار 5% من ناتجهم الاقتصادي في الدفاع في المستقبل. أدت هجومات ترامب المتكررة إلى حذر كبير وسط الأوروبيين الذين أكد عدد من قادتهم عن ضرورة التفكير في علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة.
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
طموح توسعي
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا "الولاية الأمريكيّة الحادية والخمسين"، واصفا الحدود مع الجارة الشماليّة للولايات المتحدة بأنها "خطّ مصطنع"، ما خلق أزمة بينه وبين كندا. ولم يتوقّف الرئيس الأمريكي عند هذا الحدّ، بل قال أيضا "نحن بحاجة" إلى غرينلاند التابعة للسيادة النرويجية، كما أعلن أنه يرغب باستعادة قناة بنما.
صورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance
سياسة هجرة صارمة
باشر ترامب تنفيذ سياسة صارمة للغاية لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وطرد أكثر من 200 شخص إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية، لكن ترامب واجه أحكاما قضائية وقفت ضد عددا من مخططاته ومن ذلك تشديد الهجرة.
صورة من: Alex Brandon/AP/dpa/picture alliance
الانسحاب من معاهدات وهيئات دولية
مباشرة بعد بدء فترته الرئاسية، سحب ترامب بلاده من منظمة الصحة العالمية التي سبق أن وجه لها انتقادات كبيرة بسبب طريقة مواجهتها لفيروس كورونا، وأعلن عن عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها أمر قبض على نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، بسبب رفضه انخراط بلاده في سياسة خفض الغازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ.
صورة من: Thomas Müller/dpa/picture alliance
العفو عن مثيري الشغب في الكونغرس
كما قام ترامب بالعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021 احتجاجا على عدم انتخابه، كما أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول، ومن ذلك وقف المساعدات الموجهة إلى بلدان فقيرة كاليمن وأفغانستان.
صورة من: Roberto Schmidt/AFP/Getty Images
مناهضة الأقليات الجنسية
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بـ"وضع حدّ لـ"جنون التحوّل الجنسي". وأعلن في حفل تنصيبه أنه "اعتبارا من هذا اليوم ستكون السياسة الرسميّة لحكومة الولايات المتحدة الاعتراف بوجود جنسَين فقط؛ الذكر والأنثى". ووقّع لاحقا أوامر تنفيذيّة تمنع المتحوّلين جنسيا من الخدمة في الجيش أو ممارسة الرياضات النسائيّة.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP
مواجهة داعمي الفلسطينيين
دخلت إدارة ترامب في نزاع مع بعض الجامعات الكبري مثل هارفارد موجهة اتهامات لها بالتساهل مع "معاداة السامية" لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة، وبدأت إجراءات ترحيل طلبة فلسطينيين أو مؤيدين للفلسطينيين للتهم ذاتها، وتعد قضية محمود خليل ومحسن مهداوي من أبرز هذه القضايا، إذ استندت واشطنن على بند قانوني غامض يتيح ترحيل من "يهددون السياسة الخارجية الأمريكية".
صورة من: Ben Curtis/AP/dpa/picture alliance
تقليض حجم القطاع الحكومي
أوكل ترامب لصديقه الميلياردير إيلون ماسك الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي. من أكبر ضحايا هذه السياسة كانت مؤسسات إعلامية كمؤسسة "صوت أمريكا" وشبكة "الشرق الأوسط للإرسال" التي سرحت جل موظفيها، ما أثار مخاوف كبيرة من استغلال روسيا والصين للوضع بحكم أن هذه المؤسسات موجهة للخارج.