اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "حلا وسطا عادلا" بشأن إصلاحات الهجرة، لكنه طالب في الوقت ذاته ببناء جدار على الحدود المكسيكية. كما دعا في خطابه حول حال الاتحاد إلى الوحدة، بعد عام مضطرب على المستويين الداخلي والخارجي.
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطابه الأول بشأن حالة الاتحاد، إنه قد يكون هناك "سبيل نحو المواطنة" بالنسبة لأكثر من 1.8 مليون شخص وصلوا إلى البلاد بشكل غير قانوني وهم أطفال، بينما طالب بـ "جدار على الحدود الجنوبية (مع المكسيك)"، وهو أحد الوعود الرئيسية لحملته الانتخابية. ودعا ترامب إلى إنهاء نظام الهجرة العشوائية وقال إن الهجرة لابد أن تقوم على أساس الجدارة. ووصف ترامب هذا المقترح بأنه "اقتراح (يتماشى مع منطق أنه) لا يأخذ أحد كل ما يريد، ولكن بلدنا تحصل على ما تحتاج من إصلاحات ضرورية".
وقال ترامب في خطابه الأول حول حال الاتحاد الذي تابعه عشرات ملايين المتفرجين مباشرة عبر التلفزيون "معا نحن نبني أميركا آمنة وقوية وفخورة". وفي كلمة طويلة افتقرت إلى التفاصيل أو الإعلانات المهمة، تبنى ترامب لهجة تصالحية حول العديد من المسائل ولو أنه ندد بالهجرة على أنها سمحت للعصابات والمخدرات بالتسلل إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب "هذا المساء سأحدثكم عما ستصبح عليه بلادنا. سنكون كلنا معا فريقا واحدا وشعبا واحدا وأسرة أميركية واحدة"، وذلك على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بتأجيج التوتر بتعليقاته الساخرة وخطابه الناري.
وحاول ترامب الذي تراجع مستوى شعبيته إلى أدنى المستويات، ويلقي التحقيق الذي يقوم به المدعي الخاص روبرت مولر حول تواطؤ محتمل بين فريقه الانتخابي وموسكو خلال انتخابات العام 2016 بظلاله على رئاسته، وقد تجنب توجيه انتقادات مباشرة إلى خصومه محاولا فتح مجال للتعاون مع الديموقراطيين حول مواضيع تراوحت بين الهجرة والبنى التحتية. وكدليل على الإنقسام في الكونغرس، نصف الحاضرين كانوا ينهضون معا خلال الخطاب بينما النصف الثاني كان يظل جالسا.
وإذا كان هذا الحدث السنوي الذي تنتظره واشنطن فقد تأثيره "المحرّك" كالسابق إلا أنه لا يزال حافلا بالرموز. فقد ارتدى عشرات من الأعضاء الديموقراطيين من الرجال والنساء اللون الأسود تضامنا مع ضحايا التحرش الجنسي بينما وضع نحو 20 عضوا من السود شالا أو ربطة عنق أو عقدة بألوان إفريقية رمزا إلى "دول الحثالة" التعبير الذي نسب إلى ترامب خلال اجتماع في البيت الأبيض.
على الصعيد الدولي، دعا ترامب إلى المضي قدما بعزم في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا وقال "لا يزال امامنا الكثير للقيام به. سنواصل معركتنا حتى هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية".
كما وقع ترامب مرسوما لابقاء معتقل غوانتانامو مفتوحا والذي كان أسسه الرئيس الاسبق جورج بوش الابن في اعقاب اعتداءات 11 ايلول / سبتمبر وحاول الرئيس السابق باراك اوباما دون جدوى اغلاقه.
وفي اطار التأكيد على "قوة " واشنطن، حث ترامب الكونغرس على إقرار التمويل اللازم من أجل "تحديث وإعاد بناء" الترسانة النووية الأميركية "لتصبح قوية الى حد تشكل معه رادعا لأي عدوان".
ح.ز/ ه.د (أ.ف.ب / د.ب.أ )
في صور ..رحلة قطار الموت داخل البيت الأبيض الأمريكي
السنة الأولى في ولاية حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت تشبه رحلة قطار موت. في صور: التطورات خلال رئاسة ترامب المضطربة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
حظر سفر مؤقت ـ مرسوم مثير للجدل
أسبوعا بعد توليه الحكم أمر ترامب بفرض حظر سفر مؤقت على مواطني عدد من البلدان الإسلامية وجميع اللاجئين. المرسوم فجر فوضى داخل المطارات الأمريكية واحتجاجات في الداخل والخارج إضافة إلى خلاف قضائي مستمر إلى يومنا هذا. وفي الجولة الثالثة وبعد عام تقريبا نجح ترامب في فرض قيود سفر على الأقل مؤقتة: فالمحكمة العليا سمحت في ديسمبر بتنفيذ النسخة الأخيرة لمرسومه.
صورة من: Reuters/C. Barria
ترامب المشاكس
قبل انتخابه انتقد ترامب المستشارة ميركل بسبب سياسة اللجوء. ومن جانبها انتقدت ميركل حظر السفر الذي فرضه ترامب على لاجئين. زيارتها التي قامت بها في مارس الماضي إلى البيت الأبيض مرت في أجواء باردة. والعلاقة لم تشهد لاحقا دفئا حقيقيا، كما تبين خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ. فموضوعات الخلاف بين الجانبين عريضة، بينها حماية البيئة وسياسة التجارة والاتفاق النووي مع إيران.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
جيمس كومي يودع بسبب الرئيس
في خطوة مفاجئة أعفى الرئيس ترامب في مايو رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي الذي قام بالتحقيقات حول قضية روسيا. إلا أن هذا القرار جلب متاعب لترامب، لأن طرد كومي أدى إلى تكليف المحقق الخاص حول روسيا روبرت مولر من قبل وزارة العدل. ومولر باشر التحقيقات ليس بسبب اتصالات ممكنة مع روسيا للفريق الانتخابي لترامب، بل أيضا بسبب الشكوك حول تعطيل العدالة من قبل الرئيس.
صورة من: Reuters/J. Ernst
الانسحاب من اتفاق باريس لحماية المناخ
ترامب يعلن في يونيو الانسحاب الأمريكي من اتفاقية باريس لحماية المناخ التاريخية، وعلل ذلك بأن الاتفاقية تضر بالاقتصاد الأمريكي. إلا أن الرئيس يعتقد أن التزاما ممكنا بالاتفاقية في حال تعديلها حسب التصورات الأمريكية. إلا أن طلبه بخوض مفاوضات جديدة قوبل بمعارضة عالمية.
صورة من: picture-alliance/MPI122/MediaPunch
حرب كلامية تثير مخاوف
خلال ظهوره الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول، هدد ترامب بالتدمير الشامل لكوريا الشمالية، في حال عدم تنازل بيونغ يانغ في النزاع حول برنامجها النووي والصاروخي. واستهزأ بحاكم كوريا الشمالية كيم يونغ ووصفه بـ "رجل الصواريخ". ورد كيم بأن ترامب "أمريكي مختل". والمعركة الكلامية بين الرجلين تثير مخاوف من نشوب حرب نووية.
صورة من: picture alliance/AP Photo
القدس، برميل بارود
أعلن ترامب أنه يعتزم إنعاش السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أنه أجج التوترات في المنطقة عندما تخلى في ديسمبر الماضي عن سياسة الشرق الأوسط الأمريكية المعهودة باعترافه بالقدس عاصمة إسرائيلية وأنه ينوي نقل السفارة الأمريكية إليها. وأثار القرار احتجاجات في البلدان الإسلامية. ورفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قبول الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام.
صورة من: picture-alliance/dpa/N.Shiyoukhi
رقصة السيف مع الملك سلمان بن عبد العزيز
ترامب يشارك في رقصة شعبية أثناء زيارته إلى العربية السعودية في مايو أيار الماضي حين اتهم الملك سلمان بن عبد العزيز إيران بأنها "رأس حربة الإرهاب العالمي". وأضاف سلمان خلال افتتاحه القمة العربية الإسلامية الأمريكية، بحضور الرئيس الأمريكي ترامب وقادة عشرات الدول العربية والإسلامية، أن "النظام الإيراني وحزب الله والحوثيين وداعش والقاعدة متشابهون".
صورة من: Imago/ZUMA Press/S. Craighead
كشف خبايا
كتاب يكشف خبايا حياة ترامب من تأليف الصحفي مايكل فولف يلقي بظلاله على السنة الأولى من ولاية حكم ترامب، والكتاب يشكك في قدرات ترامب على تحمل مسؤولية منصب الرئيس. وحتى لو أن ترامب رد بأنه "نابغة مستقر"، إلا أنه لم يتمكن من تبديد الشائعات حول قدرته الذهنية.
صورة من: Reuters/C. Barria
"أنا لست عنصريا"
بعد تصريحاته حول "البلدان الوسخة" رفض دونالد ترامب اتهامه بأنه عنصري. وقال ترامب "أنا لست عنصريا". وفي الأثناء كانت مظاهرات مناهضة للعنصرية مبرمجة في يوم لوثر كينغ بالولايات المتحدة الأمريكية. ووصف ترامب بعض البلدان الأصلية لمهاجرين بأنها "بلدان وسخة"، حسب تقارير إعلامية.