ترامب يلجأ إلى "الفيتو" لتمرير صفقات سلاح للسعودية والإمارات
٢٥ يوليو ٢٠١٩
كما كان متوقعا، لجأ الرئيس الأميركي إلى حق الفيتو، لتمرير صفقات سلاح إلى السعودية والإمارات والتي تمّ توقيفها قبل نحو أسبوع من قبل الكونجرس، غير أن هذا الأخير أعلن عزمه اللجوء إلى خطوات مضادة للفيتو لوقف القرار.
إعلان
نقض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء (25 يوليو/ تموز)، ثلاثة قرارات للكونغرس بوقف صفقات بيع أسلحة تقدّر بمليارات الدولارات إلى حلفاء للولايات المتحدة تشمل السعودية والإمارات اللتين تخوضان حربا في اليمن منذ نحو خمس سنوات.
وقال ترامب في رسالة إلى مجلس الشيوخ يبرر فيها استخدامه الفيتو الرئاسي إن هذه القرارات "تضعف القدرة التنافسية للولايات المتحدة على الصعيد الدولي وتضر بالعلاقات الهامة التي نتشاركها مع حلفائنا وشركائنا".
ويرى المشرعون الذين صوتوا بمجلس النواب لوقف بيع السلاح إلى السعودية، إن هذه الصفقات ستفاقم الحرب في اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا تدعمه الولايات المتحدة ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وهي حرب وفق الأمم المتحدة تسببت بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
غير أن ترامب يرى عكس ذلك، مرجحا أن حظر مبيعات الأسلحة الأميركية "قد يطيل على الأرجح النزاع في اليمن ويعمّق المعاناة الناتجة عنها".
وفي رد فعل على ذلك، أوضح ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، أن المجلس سيصوتقبل الثاني من أغسطس/ آب، أي قبيل موعد انطلاق العطل الصيفية، على قرارات الرفض الثلاثة، وفي حال اكتمال الثلثين اللازمة في مجلس الشيوخ الذي يضم مئة عضو، فسيتم بذلك تخطي حق الرئيس في النقض. لكن هذا الأمر يظل مستبعدا جدا نظرا لتأييد الجمهوريين لصفقات السلاح..
أما المؤيدين لوقف صفقة السلاح، فهم غير راضين على قرار إدارة ترامب في مايو/ أيار المضي قدما في المبيعات العسكرية، التي تصل إلى أكثر من 8 مليارات دولار، وتجاهل مراجعة الكونغرس من خلال إعلان حالة "طوارئ" نتيجة التوتر مع إيران.
ويريد نواب الكونغرس خاصة الديمقراطيين منهم، الضغط على الرياض لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان وعمل المزيد لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين في حرب اليمن.
ويرغب ترامب في الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع الرياض التي يعتبرها شريكا مهما في الشرق الأوسط وثقلا موازنا لنفوذ إيران. وينظر ترامب أيضا لمبيعات السلاح الخارجية على أنها وسيلة لتوفير فرص عمل أمريكية.
و.ب/ع.ج.م (أ ف ب، رويترز)
النازحون اليمنيون ورحلة الهروب المستمرة من الموت
خلال رحلة فرارهم من الحرب وأشكال العنف الدائر في مناطقهم، يواجه النازحون اليمنيون ظروفا قاسية تفتقد لأدنى مقومات العيش. ويعد الأطفال، الفئة الأكثر تضرراً بسبب سوء التغذية وتفشي الأوبئة، فضلاً عن كافة أشكال الاستغلال.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
غياب أدنى مقومات العيش
منذ ثلاث سنوات والحرب مستعرة في اليمن. ومنذ بداية الحرب نزح أكثر من ثلاثة ملايين شخص. يعيش هؤلاء النازحون داخل مخيمات ميدانية، مثل تلك القريبة من مدينة عبس في مقاطعة حجة الواقعة في الساحل الشمالي الغربي. يفتقر الناس هناك إلى مقومات العيش االكريم من ماء وغذاء و أدوية.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم!
هناك 24 مليون شخص، أي حوالي 80 في المائة من اليمنيين، في حاجة ماسة للمساعدة. ووفقاً لليونيسف، يموت طفل واحد على الأقل كل عشر دقائق نتيجة للجوع وسوء التغذية. وتحتاج الأمم المتحدة مبلغ 4.2 مليار دولار لتمويل حاجات اليمنيين من المساعدات هذا العام. وتتطلع المنظمة الدولية في ذلك إلى دعم الدول الأعضاء في مؤتمر المانحين في جنيف.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
الأطفال الأكثر عرضة للخطر
تفر العديد من العائلات من المناطق المحاصرة في البلاد باتجاه محافظة حجة، التي تضم خُمس جميع النازحين اليمنيين. المدينة ليست الأكثر أماناً. ووفقاً لمركز رصد النزوح الداخلي الدولي (IDMC)، يتعرض الأطفال للمخاطر بشكل خاص. إذ يتم استغلال الأطفال عن طريق الزواج أو تدريبهم على القتال.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
حياة النزوح..
دخل اليمن عمليا في أزمة سياسية وإنسانية قبل عام 2015، إذ يعيش 50 في المائة من السكان تحت خط الفقر، ولا يحصل 70 في المائة من سكان البوادي على المياه الصالحة للشرب أو الرعاية الطبية. كما أدى العنف من قبل الجماعات الإرهابية إلى نزوح السكان، خاصة في جنوب اليمن. ومع بداية الحرب، ارتفعت أعداد النازحين بشكل كبير.
صورة من: Reuters/K. Abdullah
وباء الكوليرا
قبل تصاعد الأزمة في اليمن، كانت البلاد تستورد 80 إلى 90 في المائة من احتياجاتها الغذائية. الآن وبعد إغلاق المطار في صنعاء وحصار الموانئ، لا تصل المساعدات للبلاد بشكل كافي. أكثر من 13 مليون شخص لا يحصلون على مياه شرب، كما تنتشر الأمراض المعدية في معظم أنحاء البلاد. وبحلول نهاية عام 2017، كان حوالي مليون شخص من اليمنيين مصاب بوباء الكوليرا.إعداد: يوليا فرجين/ ترجمة: إيمان ملوك