ترامب يلقي بمسؤولية الضمانات الأمنية لأوكرانيا على أوروبا
علي المخلافي أ ف ب
١٨ أغسطس ٢٠٢٥
أكد الرئيس الأمريكي، الذي التقى نظيره الأوكراني وقادة أوروبيين، أن بلاده ستدعم تقديم ضمانات أمنية أوروبية لأوكرانيا في إطار أي اتفاق سلام. وزيلينسكي منفتح على لقاء يضم بوتين، فيما أصر ميرتس على وقف إطلاق النار أولا.
قال ترامب إن القادة الأوروبيين "يريدون توفير الحماية وهم يشعرون برغبة شديدة في ذلك وسنقوم بمساعدتهم في ذلك".صورة من: Alexander Drago/REUTERS
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الإثنين (18 أغسطس/آب 2025) إن الولايات المتحدة ستساعد أوروبا في توفير الأمن لأوكرانيا في إطار أي اتفاق لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، والذي جرى الترتيب له على عجل، لمناقشة مسار السلام.
غير أن ترامب لم يصل إلى حد الالتزام بإرسال قوات أمريكية في إطار هذه الضمانات الأمنية، وقال بدلا من ذلك إنه سيكون هناك وجود أمني "مماثل لحلف شمال الأطلسي"، مشيرا إلى أنه سيتم تسوية جميع هذه التفاصيل مع القادة الأوروبيين. وأضاف ترامب: "إنهم (القادة الأوروبيون) يريدون توفير الحماية وهم يشعرون برغبة شديدة في ذلك وسنقوم بمساعدتهم في ذلك... أعتقد أنه من المهم للغاية إتمام الاتفاق". وقال ترامب للصحفيين: "فيما يتعلق بالأمن، ستكون هناك مساعدة كبيرة"، مضيفا أن الدول الأوروبية ستشارك، مضيفا: "إنهم خط الدفاع الأول نظرا لوجودهم هناك، لكننا سنساعدهم".
قمة ترامب وبوتين تنتهي دون اتفاق بشأن أوكرانيا
02:33
This browser does not support the video element.
وقال ترامب في مطلع محادثاته مع الزعماء الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض: "في خطوة مهمة للغاية، وافق الرئيس بوتين على قبول روسيا ضمانات أمنية لأوكرانيا وهذه إحدى النقاط الرئيسية التي نحتاج إلى أخذها في الاعتبار وسننظر فيها على الطاولة، إضافة إلى من سيفعل ماذا".
موسكو ترفض نشر قوات من دول الناتو في أوكرانيا
من جانبها رفضت روسيا مجددا وبشكل قاطع نشر قوات من دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، وسط الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.
واقترحت المملكة المتحدة إمكانية إرسال قوات أجنبية إلى أوكرانيا بمجرد التوصل إلى اتفاق سلام.
لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت في موسكو إن بريطانيا تواصل السعي إلى ما وصفته بـ"التصعيد" في الصراع بمثل هذه السيناريوهات وتدفع أعضاء حلف الناتو إلى حد خطير، قد يؤدي إلى اندلاع صراع عالمي كبير.
وأضافت زاخاروفا: "نكرر موقفنا الذي عبرنا عنه كثيرا، وهو أننا نرفض أي سيناريوهات تنص على نشر قوات عسكرية في أوكرانيا بمشاركة دول حلف الناتو، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصعيد للصراع لا يمكن السيطرة عليه مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها".
اجتماع ثلاثي ترامب بوتين زيلينسكي
وألمح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى استعداده للمشاركة في اجتماع ثلاثي مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين للتفاوض بشأن إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال زيلينسكي: "نحن مستعدون لمحادثات ثلاثية كما قال الرئيس... إنها إشارة جيدة بشأن الثلاثية. أعتقد أن هذا أمر جيد للغاية".
جبهة أوروبية موحدة لمواجهة فرض روسيا شروط سلام على أوكرانيا
01:55
This browser does not support the video element.
وأعرب زيلينسكي وترامب عن أملهما في أن تفضي المحادثات الحاسمة اليوم الإثنين في البيت الأبيض إلى محادثات ثلاثية مع بوتين.
وقال ترامب: "إذا نجح كل شيء اليوم، فستكون لدينا (محادثات) ثلاثية"، في إشارة إلى المحادثات الثلاثية المحتملة بين زيلينسكي وبوتين وترامب. وأضاف: "سنعمل مع روسيا، سنعمل مع أوكرانيا".
وأعرب زيلينسكي أيضا عن انفتاحه على المحادثات الثلاثية وقال: "نحن مستعدون لمحادثات ثلاثية كما قال الرئيس... إنها إشارة جيدة بشأن الثلاثية. أعتقد أن هذا أمر جيد للغاية".
إعلان
ميرتس يصر على وقف إطلاق النار قبل أي اتفاق سلام
واتخذ المستشار الألماني فريدريش ميرتس موقفا صارما بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل التوقيع على اتفاق سلام مع روسيا، وذلك خلال اجتماع القادة الأوروبيين في واشنطن مع ترامب.
وفي بيان علني في البيت الأبيض، إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنس إيمانويل ماكرون، قال ميرتس إن "الطريق مفتوح" للمفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
ومع ذلك، حذر من أنه لا ينبغي عقد اجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي دون وقف لإطلاق النار. وقال ميرتس "دعونا نعمل على ذلك ونحاول الضغط على روسيا". في حين يكرر الرئيس الأمريكي أنّ خطوة وقف لإطلاق النار هذه ليست خطوة أساسية.
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونإلى عقد اجتماع رباعي يضم الأوروبيين. وقال: "أعتقد أننا سنحتاج إلى اجتماع رباعي كمتابعة، لأنه عندما نتحدث عن الضمانات الأمنية، فإننا نتحدث عن أمن القارة الأوروبية برمتها".
وبعد اجتماع ثنائي بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي، التقى ترامب مع المستشار الألماني ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني، والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب. وحضر الاجتماع أيضا، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.
وقطع ترامب الاجتماع مع القادة الأوربيين لإجراء اتصال بنظيره الروسي بشأن جهود التوصّل لاتفاق حول أوكرانيا، بحسب ما أفاد وكالة فرانس برس مصدر مطّلع على المباحثات. وقال المصدر طالبا عدم نشر اسمه إنّ ترامب اتّصل ببوتين بينما كان يستضيف كلا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا والمفوضية الأوروبية وحلف شمال الأطلسي.
تحرير: عبده جميل المخلافي
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.