ترامب يمنع لجوء الشرطة إلى وضعية الخنق إلّا في "حالة الخطر"
١٦ يونيو ٢٠٢٠
في محاولة منه لخفض درجة التوتر في بلاده بعد الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد، وقع دونالد ترامب مرسوما رئاسيا يمنع لجوء الشرطة إلى "وضعية الخنق" ، لكن ترامب تحاشى الحديث عن العنصرية.
إعلان
وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء (16 يونيو/ حزيران 2019) مرسوما تنفيذيا يمنع الشرطة من اللجوء إلى وضعية الخنق "إلا إذا كانت حياة الشرطي في خطر"، وهي الوضعية التي أودت بحياة المواطن الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، ومُنعت مسبقا في الكثير من أقسام الشرطة بالولايات المتحدة.
ويشمل المرسوم كذلك إنشاء قاعدة بيانات لأجل تتبع عناصر الشرطة الذين يملكون تاريخا من الشكاوى باستعمال القوة المفرطة. وأوضح ترامب بعد لقائه عائلات أفراد سقطوا ضحية الشرطة أو العنصرية، ضرورة التزام عناصر الشرطة بأقصى درجات المهنية، متحدثا عن أن "التقليل من الجريمة واحترام المعايير المهنية ليسا هدفين متضاربين".
غير أن ترامب استمر في نهجه الداعم لقوات إنفاذ القانون، وندد مجددا بممارسات العنف التي شهدتها بعض الاحتجاجات الضخمة على مقتل فلويد. وقال ترامب: "الأمريكيون يعرفون الحقيقة. دون الشرطة ودون القانون ستقع فوضى. ودون أمن ستقع كارثة". وتابع أنه يعارض "بشدة" الجهود "الراديكالية" لتفكيك أجهزة الشرطة وفق الاعلان الذي صدر في مينيابوليس.
وينص المرسوم كذلك على منح أقسام الشرطة دعما تحفيزيا لأجل ضمان أفضل الممارسات، وكذلك تدعيم الأقسام بمساعدين اجتماعيين هدفهم التجاوب مع الاتصالات التي لا تتضمن الإشارة إلى عنف، وتتعلق بالصحة النفسية والإدمان والتشرد.
ووجه ترامب تعازيه لعائلات ضحايا عنف الشرطة، لكن لم يشر إلى قضية العنصرية، وذلك في وقت يعد فيه النواب الجمهوريون نسختهم من مشروع لقوانين إصلاحية، منها استخدام أكبر لتقنية الفيديو في تدخلات الشرطة وإنشاء قاعدة بيانات توثق لحركة نقل عناصر الشرطة، بينما يطالب النواب الديموقراطيون بأن يكون أيّ إصلاح شاملا، ويحضرون بدورهم لمشروع قانون يتضمن بنودا أكثر عمقا.
وقد أدى مقتل مواطن آخر من أصول إفريقية، يدعى ريتشارد بروكس، على يد ضابط أبيض في أتلانتا إلى ضغوطات أكبر لإصلاح قوانين تدخل الشرطة، وإلى اشتداد الاحتجاجات واستقالة عدد من المسؤولين الأمنيين.
وبحسب تقرير رسمي حول الواقعة، فإن بروكس كان مخمورا وغفا داخل سيارته عند مدخل مطعم للوجبات السريعة، فاتصل موظفو المطعم بالشرطة لأن سيارته كانت تعرقل طريق الزبائن.
مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس بعد أن جثم شرطي أبيض على رقبته حرك الناس في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من وباء كورونا قرر مئات الآلاف الخروج للشوارع للتظاهر ضد العنصرية التي تُمارس بشكل ممنهج.
صورة من: Reuters/R. Casilli
باريس: احتجاج في متنزه لو شامب دي مارس
قبل بضعة أيام، قامت الشرطة الفرنسية بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وكان في البداية قد تم حظر المظاهرات التي أعلن عن تنظيمها عند برج إيفل وخارج السفارة الأمريكية. لكن مع ذلك، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع ضد العنصرية، حتى خارج باريس. عنف الشرطة ضد السود منتشر بشكل خاص في الضواحي.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/A. Morissard
لييج: مظاهرة رغم الحظر
بلجيكا، مثل معظم البلدان الأوروبية، لديها نصيب من الاستغلال الاستعماري وإخضاع مناطق أخرى من العالم: فقد كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية مملوكة ملكية خاصة للملك ليوبولد الثاني، الذي تم إنشاء نظام الظلم العنصري نيابة عنه. وقد جرى التظاهر ضد العنصرية في بروكسل وأنتفيرب ولييج؛ على الرغم من الحظر المتعلق بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Arnaud
ميونيخ: بافاريا ذات التعددية
في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا، نظمت واحدة من أكبر المظاهرات في ألمانيا تجمع فيها 30 ألف شخص. كما خرجت مظاهرات في مدن ألمانية أخرى كبيرة منها كولونيا وفرانكفورت وهامبورغ. أما في برلين، فتحتم على الشرطة منع وصول المتظاهرين لبعض الوقت إلى ميدان ألكسندر بسبب توافد الكثير من الناس للمشاركة في المظاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/S. Babbar
فيينا: 50 ألف متظاهر ضد العنصرية
في العاصمة النمساوية فيينا ذكرت الشرطة يوم الجمعة أن 50 ألف شخص تجمعوا، في واحدة من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة، في البلد الذي شهد العام الماضي "فضيحة إيبيزا" والسقوط المدوي للائتلاف الحكومي اليميني في 2019. وبحسب صحفيين، كُتبت عبارة "حياة السود مهمة" على سيارة للشرطة.
صورة من: picture-alliance/H. Punz
صوفيا: لفت الانظار للعنصرية في بلغاريا أيضا
كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، تحظر بلغاريا حاليا التجمعات التي تضم أكثر من عشرة مشاركين. ومع ذلك اجتمع المئات في العاصمة صوفيا. المتظاهرون صرخوا بكلمات جورج فلويد الأخيرة "لا أستطيع التنفس"، لكنهم لفتوا الانتباه أيضا إلى العنصرية في المجتمع البلغاري.
صورة من: picture-alliance/AA
تورين: احتجاج في زمن كورونا
بسرعة، قامت هذه المرأة في تورين بتدوين مخاوفها السياسية على الكمامة التي لا تزال ضرورية بسبب كورونا: "حياة السود مهمة أيضًا في إيطاليا". المظاهرات ضد العنصرية بما في ذلك تلك التي أقيمت في روما وميلانو، ربما تكون أكبر التجمعات التي شهدتها إيطاليا منذ بدء إجراءات كورونا. وإيطاليا هي واحدة من الدول المستقبلة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة في الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Ujetto
لشبونة: تحرك الآن!
"تحرك الآن" هي العبارة المكتوبة على هذه اللافتة التي رفعها هذان المتظاهران في العاصمة البرتغالية لشبونة. لم تتم الموافقة على المظاهرة، لكن الشرطة سمحت للمشاركين بالمسيرة. في البرتغال أيضا، هناك دائما عنف من قبل الشرطة ضد السود. وعندما تظاهر المئات بشكل عفوي بعد حادث مشابه في يناير/ كانون الثاني 2019، ردت الشرطة فأطلقت عليهم الرصاص المطاطي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/J. Mantilla
مكسيكو سيتي: ليس فلويد فقط وإنما لوبيز أيضا
في المكسيك، لم يثر مقتل جورج فلويد الغضب في البلاد فحسب، بل لفت الأنظار لمصير عامل البناء جيوفاني لوبيز أيضا، الذي تم القبض عليه في مايو/ أيار في ولاية خاليسكو الغربية لعدم ارتدائه كمامة واقية. ويبدو أنه مات من عنف الشرطة. ويتزايد غضب المتظاهرين المكسيكيين منذ ظهور شريط فيديو قبل أيام قليلة عن عملية قبض الشرطة على لوبيز.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
سيدني: لا للعنصرية ضد السكان الأصليين
بدأت المسيرة في سيدني بمراسم دخان تقليدية. ولم يكن التضامن الصريح لما لا يقل عن 20 ألف مشارك مع جورج فلويد فقط، ولكن أيضا مع الأستراليين من السكان الأصليين (أبورجيون)، الذين كانوا أيضا ضحايا لعنف الشرطة العنصري. وطالب المتظاهرون بعدم السماح مرة أخرى بمقتل أي شخص منهم في حجز الشرطة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Khan
بريتوريا: بقبضة مرفوعة مثل مانديلا
القبضة المرفوعة في الهواء هي رمز لحركة # BlackLivesMatter (حياة السود مهمة) لكن الرمز أقدم بكثير؛ فعندما أطلق نظام الفصل العنصري سراح المقاتل من أجل الحرية، نيلسون مانديلا، من السجن في فبراير/ شباط 1990، رفع قبضته في طريقه إلى الحرية، مثلما فعلت هذه المحتجة في بريتوريا الآن. لا يزال البيض يتمتعون بامتيازات في جنوب أفريقيا. إعداد: دافيد إيل/ ص.ش