دافع البيت الأبيض عن وصف دونالد ترامب لبعض المهاجرين غير الشرعيين"المجرمين" بأنهم "حيوانات". وكانت الخارجية المكسيكية انتقدت تلك التصريحات مؤكدة أنها ستقدم احتجاجا دبلوماسيا بهذا الصدد.
إعلان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه عندما أطلق على بعض المهاجرين غير الشرعيين وصف "حيوانات" إنما كان يشير إلى العصابات الإجرامية، غير أن هذا الوصف أثار انتقادات واسعة وقالت حكومة المكسيك إنه غير مقبول. وأدلى ترامب بهذه التصريحات يوم الأربعاء أثناء اجتماع مع قيادات الحكم المحلي في كاليفورنيا الذين يدعمون مسعاه لجعل الحدود الأمريكية منيعة أمام الهجرة غير الشرعية.
وقال ترامب "هناك أناس يدخلون البلد أو يحاولون الدخول، ونحن نوقف كثيرا منهم ولكننا نخرج أناسا من البلد. لن تتصوروا مدى سوء هؤلاء. إنهم ليسوا بشرا.. إنهم حيوانات". وقالت الحكومة المكسيكية إنها قدمت شكوى دبلوماسية إلى وزارة الخارجية الأمريكية احتجاجا على هذه التصريحات قائلة إنها لا تحترم حقوق الإنسان.
وقال وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديجاراي لقناة تليفيزا المحلية "الرئيس ترامب أشار إلى بعض المهاجرين على أنهم حيوانات. ربما كانت تدور في ذهنه صورة عصابات إجرامية كحيوانات لا كأشخاص.. لا أعلم". وأضاف "وجهة نظر الحكومة المكسيكية أن هذا غير مقبول على الإطلاق".
وحين سئل ترامب أمس (الخميس 17 مايو/ أيار 2018) عن التعليقات قال إنها انتُزعت من سياقها. وقال للصحفيين "أشير وأنتم تعلمون أنني أشير إلى عصابات (إم.إس-13) التي تأتي إلينا. كنت أتحدث عن (إم.إس-13) وإذا دققتم بعض الشيء في التسجيل سترون ذلك".
ولم يكتف ترامب بذلك بل صعد تصريحاته السابقة إذ قال "إم.إس-13.. هؤلاء حيوانات. نريد قوانين هجرة قوية. لدينا قوانين هجرة محل سخرية. لذا عندما تأتي (إم.إس-13) إلينا وعندما يأتي أفراد العصابات الأخرى إلى بلدنا فإني أشير إليهم بالحيوانات. وسأفعل دوما".
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في وقت لاحق أمس إن تصريحات فيديجاراي ما زالت سارية. وتقول وزارة العدل الأمريكية إن (إم.إس-13) بدأت أنشطتها في لوس انجليس في الثمانينات ثم تحولت إلى منظمة إجرامية عابرة للحدود تتخذ قيادتها من السلفادور مقرا لها. وأوضحت الوزارة أن المنظمة تضم 30 ألف عضو في جميع أنحاء العالم من ضمنهم عشرة آلاف في الولايات المتحدة.
وخلال اجتماع الأربعاء، حملت نبرة ترامب عداء للمكسيك التي تسعى لمشاركة الولايات المتحدة وكندا في مسعى غير مسبوق لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم تقام في ثلاث دول في عام 2026. والمكسيك طرف في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية التي هدد ترامب بإلغائها إذا لم تتحسن شروطها وفق رؤيته.
وقال ترامب في الاجتماع "المكسيك لا تسدي لنا صنيعا. المكسيك تتحدث لكنها لا تفعل شيئا لنا خاصة على الحدود. وهي بالتأكيد لا تساعدنا كثيرا في التجارة".
ورغم تصريحات ترامب، تسعى المكسيك جاهدة لتنال رضا إدارته في مجالات مثل الدبلوماسية والهجرة على أمل الوصول إلى صيغة مناسبة لاتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية التي يرغب في تعديلها.
وشددت المكسيك منذ عام 2014، عندما كان الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما في البيت الأبيض، إنفاذ القانون على حدودها الجنوبية واعتقلت ورحلت عشرات الآلاف من المهاجرين الذين وفد إليها كثير منهم من هندوراس وجواتيمالا والسلفادور.
ح.ز/ م.س (رويترز/ أ.ف.ب)
الحدود الأمريكية المكسيكية - الإسمنت بدل الصلب
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة مؤخراً قبل لقائه بالرئيس المكسيكي على أن بناء الجدار على الحدود المكسيكية سيتم. هناك أجزاء من الجدار موجودة بالفعل، لكن هل يتم استبدال الصلب بالإسمنت؟
صورة من: Reuters/J. L. Gonzalez
"سوف أقوم ببناء سور عظيم على حدودنا الجنوبية ولا أحد يبني الجدران أفضل مني. سوف أجعل المكسيك تدفع ثمن هذا الجدار". هذا ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية. حتى الآن قام ترامب ببناء ناطحات السحاب والفنادق. الجدار الفاصل يبقى على رأس الأولويات في خطته الخاصة بسياسة الهجرة، والمكونة من عشر نقاط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Torres
تمتد الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بطول 3200 كيلومتر، حوالي 1100 كيلومتر منها مؤمنة بسياج. تمر الحدود بأربع ولايات أمريكية وست ولايات مكسيكية وتمر بالصحراء وبالمدن الكبرى. بسبب صعوبة الوصول لها، فإن بعض المناطق الحدودية في نيومكسيكو مفتوحة. بينما تتواجد دوريات قوات حماية الحدود في مناطق أخرى.
صورة من: Reuters/M. Blake
يقدر عدد المهاجرين غير النظاميين سنوياً بنحو 350 ألف مهاجر، معظمهم مكسيكيون. من يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير شرعي يعيش على هامش المجتمع. بعض المكسيكيين القادمين بشكل غير شرعي يتم قبولهم في المجتمع الأمريكي، إلا أنهم لا يستطيعون جلب عائلاتهم المتواجدة على الجانب الآخر. ومن الصعب تحمل نفقات المهربين. يتمنى المهاجرون حياة أفضل والحصول على عمل ومال لعائلاتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Zepeda
تبقى العائلات مشتتة، تفصل الحدود والجدران بين أفرادها، واللقاء يصبح مستحيلاً. لكن الممكن هو التصافح بالأيدي عبر الدعامات الفولاذية التي يتكون منها السياج الفاصل. لكن إذا نفذ دونالد ترامب وعده الانتخابي، فسيبنى الجدار الحدودي من الإسمنت وستصبح المصافحة أيضاً بعيدة المنال.
صورة من: picture-alliance/ZumaPress/J. West
"عندما ترسل المكسيك مواطنيها هنا، فهي لا ترسل الأفضل بل هؤلاء الذين يعانون من مشاكل.إنهم يجلبون المخدرات. إنهم مجرمون ومغتصبون. البعض أشخاص طيبون على ما أعتقد". هذا ما قاله ترامب أثناء حملته الانتخابية، فهو يريد ترحيل المهاجرين الذين دخلوا بطريقة غير شرعية، خاصة المجرمين منهم. لكن رغم تهديدات ترامب، مازال الكثير من المكسيكيين يتمسكون بخططهم للهروب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Bull
ينتهي "الحلم الأمريكي" لبعض المكسيكيين على الحدود، حيث ينتهي بهم الأمر في السجون أو يدفعون حياتهم ثمناً لهذا الحلم. تنتقد وسائل الإعلام إطلاق قوات الحدود النار عبر الحدود بداخل المكسيك. وقد لقي ستة مواطنين مكسيكيين أبرياء من قبل حتفهم، ولم تتم محاكمة المسؤولين. فقط في عام 2015 وجهت التهمة لأحد قوات حماية الحدود من قبل المدعي العام الاتحادي.
صورة من: Reuters/D.A. Garcia
جيم شيلتون مزارع أمريكي يحرس ممتلكاته. مزرعته التي تبلغ مساحتها مئتي ألف متر مربع تقع في جنوب شرق أريزونا على الحدود المكسيكية مباشرة. ولكن لا يفصله عن المكسيك سوى أسلاك شائكة. ولتأمين نفسه ومزرعته، يعتمد شيلتون على نفسه ويلجأ أحياناً لبندقيته.
صورة من: Getty Images/AFP/F.J. Brown
"جدار التورتيا" هو الاسم الدارج الذي يطلق على الجدار الممتد بطول 22.5 كلم على الحدود في مدينة سان دييجو بولاية كاليفورنيا.