رحب الزعماء الأفغان بقرار حلف شمال الأطلسي بمواصلة مساعدة قوات الأمن الأفغانية التي تقاتل تمردا متزايدا في الدولة التي تمزقها الحرب. وقرر الناتو تمديد مهمة دعمه في أفغانستان إلى عام 2017، وتمديد مساعدته المالية إلى 2020.
إعلان
رحب الزعماء الأفغان اليوم السبت (التاسع من يوليو/ تموز 2016) بقرار حلف شمال الأطلسي (ناتو) في قمته المنعقدة في وارسو بمواصلة مساعدته لقوات الأمن الأفغانية التي تقاتل تمردا متزايدا في الدولة التي تمزقها الحرب.
وقال الرئيس التنفيذي الأفغاني عبد الله عبد الله إن حكومته ترحب بقرار الناتو الإبقاء على "المستوى الحالي" للدعم، بالنسبة لقوات الأمن الأفغانية إلى ما بعد عام 2016. وذكر الرئيس الأفغاني أشرف غني أنه هو وبلده الممتن يعربان عن تقديرهما للجنود "الذين دفعوا ثمنا غاليا" أثناء خدمتهم في أفغانستان. وأضاف غني "التغلب على العقبات يتطلب عملا متزامنا على الجبهات الأربع: "الوطنية والإقليمية والإسلامية والدولية".
وقرر حلف شمال الأطلسي (الناتو) السبت تمديد مهمة "الدعم الحازم" التي ينفذها في أفغانستان، إلى عام 2017، كما قرر تمديد مساعدته المالية للقوات المسلحة الأفغانية إلى عام 2020، كما أعلن أمينه العام ينس ستولتنبرغ.
وقال ستولتنبرغ لوسائل الإعلام في اليوم الثاني من قمة الحلف الأطلسي في وارسو "اتفقنا على تمديد مهمتنا (تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة) إلى ما بعد 2016".
وأوضح أن عدد جنود الحلف في أفغانستان سيبقى كما كان في 2016، أي 12 ألف عنصر، يشكل الأمريكيون القسم الأكبر منهم. وأكد الأمين العام للحلف أن هذا مبلغ الدعم "يناهز مليار دولار" سنويا، بمعزل عن الولايات المتحدة التي تقدم القسم الأكبر من المساعدة (3.5 مليارات دولار سنويا).
عقدان من تاريخ أفغانستان في 20 صورة
ساهمت أكثر من 40 دولة في أعمال إعادة الإعمار في أفغانستان منذ سقوط طالبان، لكن استمرار الوضع الأمني المتدهور في البلاد يجعل جدوى هذه المهام محل تساؤل، لاسيما قبيل انتهاء مهمة إيساف.
صورة من: picture-alliance/dpa
بين التدخل العسكري والانسحاب
عاشت أفغانستان أحداثا كثيرة خلال هذا القرن فهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر كانت السبب وراء عملية عسكرية دولية مازالت تأثيراتها قائمة على البلاد. فيما يلي بعض أهم المحطات على هذا الطريق الطويل الذي مرت به أفغانستان بداية من العملية العسكرية التي قادتها الولايات المتحدة وحتى تسليم المهام الأمنية للأفغان.
صورة من: Getty Images
11 سبتمبر 2001: هجمات لها تبعات سياسية
سجل يوم الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001 نفسه كيوم غير مسار العالم فالهجمات التي استهدفت الولايات المتحدة كانت السبب وراء تغييرات سياسية كبيرة. تسببت الهجمات في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص بعد اصطدام طائرتي ركاب مخطوفتين ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك. قادت خيوط البحث عن الجناة إلى أفغانستان.
صورة من: picture-alliance/dpa
13 نوفمبر 2001: عملية "الحرية الدائمة"
شنت حكومة جورج بوش آنذاك هجوما على أفغانستان حيث كان ترجح وجود أسامة بن لادن، الذي اتهمته بتدبير الهجمات. أسقطت الولايات المتحدة نظام طالبان في أفغانستان وحاولت تفتيت تنظيم القاعدة. في الثالث عشر من تشرين الثاني/ نوفبمر 2001 سقطت كابول وانسحبت طالبان لمنطقة الحدود الأفغانية الباكستانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
27 نوفمبر 2001: مؤتمر بون
في نهاية عام 2001 التقى ممثلو أربعة من الأطياف الشعبية في أفغانستان بالقرب من مدينة بون الألمانية. لم تكن حركة طالبان ممثلة في المؤتمر الذي تم برعاية الأمم المتحدة. اتفقت الأطراف المشاركة في المؤتمر في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر 2001 على بناء حكومة انتقالية تعمل تحت إشراف الرئيس حامد كرزاي الذي عُلقت عليه الآمال لقيادة البلاد نحو الديمقراطية.
صورة من: Getty Images
22 ديسمبر 2001: البرلمان الألماني يصوت على المشاركة العسكرية
أقر البرلمان الألماني في الثاني والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر 2001 وبأغلبية كبيرة، مشاركة الجيش الألمانية في مهمة السلام التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان. تركزت مهمة قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) على الاهتمام بعودة الأمن ودعم الحكومة في أعمال إعادة البناء.
صورة من: picture-alliance/dpa
6 مارس 2002: أول الضحايا في صفوف القوات الألمانية
شهد يوم السادس من آذار/ مارس 2002 سقوط أول الضحايا الألمان أثناء إبطال مفعول صاروخ أرض جو. توالت الحوادث المشابهة، إذ فجّر انتحاري نفسه في كابول في السابع من حزيران/ يونيو 2003 مما أسفر عن مقتل أربعة جنود وإصابة 29 بجروح. كان هذا هو الحادث الأول الذي يقتل فيه جنود ألمان نتيجة تفجير انتحاري.
صورة من: picture-alliance/dpa
26 يناير 2004: دستور جديد
أقرت الحكومة الأفغانية، في كانون الثاني/ يناير 2004، دستورا ديمقراطيا للبلاد بعد أكثر من عامين على سقوط طالبان. اتفق المشاركون في وضع الدستور على تأسيس جمهورية أفغانستان الإسلامية ذات النظام الرئاسي ليمهدوا بذلك الطريق لانتخابات عامة. أجريت الانتخابات في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر 2004 وفاز بها حامد كرزاي.
صورة من: picture alliance/AP Photo
31 مارس 2004: مؤتمر برلين
وافق المجتمع الدولي خلال مؤتمر برلين على تخصيص 8.2 مليار دولار لأعمال إعادة الإعمار في أفغانستان. ساهمت ألمانيا بنحو 80 مليون يورو. تناول المؤتمر العديد من النقاط منها سبل مكافحة تهريب المخدرات وتعزيز قوة إيساف بعناصر إضافية.
صورة من: picture alliance/AP Photo
31 يناير 2006: مؤتمر لندن
اتفق المشاركون في مؤتمر لندن على برنامج مدته خمسة أعوام لأفغانستان وخصصوا من أجله 10.5 مليار دولار. طرح المؤتمر مسألة تسليم أفغانستان المسؤولية على مراحل. لم يكن هذا المؤتمر هو نهاية المطاف، فقد تطلب الوضع الأمني الشائك في أفغانسان تنظيم مؤتمرات عديدة في السنوات اللاحقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb
4 سبتمبر 2009: غارة قندز
أمر غيورغ كلاين، قائد القوات الألمانية في أفغانستان، بشن غارة جوية على شاحنتي وقود استولى عليها عناصر من طالبان بالقرب من مدينة قندز. أسفرت الغارة الجوية عن مقتل نحو 140 شخصا معظمهم من المدنيين. أدت الغارة لانتقادات حادة في أفغانستان وألمانيا وتسببت في استقالة وزير الدفاع الألماني آنذاك فرانتس يوزيف يونغ.
صورة من: picture-alliance/dpa
31 مايو 2010: استقالة الرئيس الألماني
أدلى الرئيس الألماني آنذاك هورست كولر بتصريحات صحفية مثيرة للجدل أثناء رحلة عودته من زيارة تفقدية لقوات بلاده في أفغانستان. وبرر كولر في المقابلة الصحفية مشاركة قوات بلاده في أفغانستان بتأمين مصالح اقتصادية ألمانية. أثارت هذه التصريحات نقاشات سياسية حادة في ألمانيا، أعلن كولر بعدها استقالته من منصبه.
صورة من: picture-alliance/dpa
19 يوليو 2010: لقاء قمة في كابول
في ظل إجراءات أمنية مشددة، اجتمع وزارء خارجية دول الناتو في العاصمة الأفغانية كابول في أول اجتماع في المدينة المتأزمة. وبالرغم من استمرار تردي الأوضاع الأمنية في أفغانستان، بحث الوزراء خلال اجتماعهم خطط تسليم المسؤولية بالكامل لقوات الأمن الأفغانية بحلول عام 2014 وسحب قوات الناتو من هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa
18 سبتمبر 2010: انتخابات برلمانية
شهدت أفغانستان في الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر انتخابات برلمان جديد. خيمت على الانتخابات هجمات أودت بحياة 22 شخصا على الأقل. تحدث مراقبون دوليون عن عمليات تزوير واسعة النطاق في الانتخابات التي لم تسفر عن فائز بأغلبية كبيرة.
صورة من: picture alliance/dpa
2 مايو 2011: مقتل بن لادن
نفذت عناصر من القوات الأمريكية الخاصة عملية ضد مجمع سكني في بلدة ايبت آباد الباكستانية ليلة الثاني من آيار/ مايو 2011 أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن، قائد تنظيم القاعدة. تابع الرئيس الأمريكي باراك أوباما تفاصيل الهجوم مع مساعديه عبر شاشة عرض مباشر. خرج الآلاف في الولايات المتحدة إلى الشوارع احتفالا بمقتل بن لادن.
صورة من: The White House/Pete Souza/Getty Images
5 ديسمبر 2011 : مؤتمر بون الثاني
استضافت مدينة بون الألمانية المؤتمر الدولي الثاني حول أفغانستان في الخامس من كانون الأول/ ديسمبر 2011، بعد عشرة أعوام على المؤتمر الأول. اتفق المشاركون في المؤتمر على مواصلة دعم أفغانستان ماليا كما تعهد كرزاي بالقيام بإصلاحات وبمكافحة الفساد والعمل من أجل تحقيق ديمقراطية مستقرة.
صورة من: Getty Images
16 مايو 2012 : تعاون ألماني أفغاني
وقعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأفغاني حامد كرزاي في 16 أيار/ مايو 2012 اتفاقية للتعاون بين ألمانيا وأفغانستان. تعهدت الحكومة الألمانية بتقديم المزيد من المساعدات لأفغانستان لكنها ربطت هذه المساعدات بالإصلاحات في أفغانستان. تعهد كرزاي من جهته بالحفاظ على حقوق الإنسان ومبادئ دولة القانون.
صورة من: dapd
18 يونيو 2013: تسليم المسؤولية الكاملة
أعلن الرئيس كرزاي تسلم المسئولية الأمنية في مختلف أنحاء البلاد وانتقلت إلى الجيش الأفغاني المهام التي كانت تقوم بها قوات الناتو كتمهيد لسحب القوات الدولية من أفغانستان. ألقى تفجير انتحاري في كابول بظلاله على هذا الإعلان.
صورة من: picture-alliance/dpa
21 أغسطس 2013: تسليم مركز لتدريب الشرطة
سلم السفير الألماني في أفغانستان أوليفر أوفتسا في 21 آب/ أغسطس 2013، مركز قندز للتدريب الشرطي إلى وزارة الداخلية الأفغانية. يعني تسليم المركز النهاية الرسمية للمشاركة الألمانية في تدريب الشرطة في إقليم قندز حيث تم هناك تدريب ما يزيد على 4600 شرطي منذ عام 2010.
صورة من: picture alliance/dpa
6 أكتوبر 2013: سحب القوات الألمانية
سلم وزير الدفاع الألماني دي ميزير ووزير الخارجية فيسترفيله مسؤولية المعسكر الألماني في قندز للحكومة الأفغانية. من المقرر أن تستخدم الشرطة والجيش الأفغاني المعسكر الذي يعد ثاني أكبر معسكر للجيش الألماني. وتنهي عملية التسليم عشر سنوات من التواجد العسكري الألماني في أفغانستان.
صورة من: Reuters
2014: الانسحاب من أفغانستان
تبدأ جميع القوات الدولية المشاركة في أفغانستان عمليات سحب قواتها خلال هذا العام. يواصل المجتمع الدولي ضخ المليارات في عمليات إعادة الإعمار في البلاد حتى بعد عمليات سحب القوات التي تعد خطوة على طريق تحقيق الاستقلال الكامل لأفغانستان.
صورة من: Getty Images/Afp/Aref Karimi
20 صورة1 | 20
وأنهى الناتو في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2014 مهمته القتالية في أفغانستان، والتي بدأها بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2011. ثم حلت مكانها مهمة "الدعم الحازم" التي تركز على مساعدة الجيش الأفغاني. ويأمل الحلفاء في أن يحولوا هذا الحضور إلى مهمة مدنية ترأسها شخصية غير عسكرية، لكن تجدد التمرد الإسلاموي عرقل هذه الخطط. وفي بداية يونيو/ حزيران قرر البيت الأبيض أيضا أن يمد يد المساعدة العسكرية إلى الحكومة الأفغانية، من خلال منح القوات الأميركية مزيدا من هامش المناورة للتدخل في المعارك ضد المتمردين.
من جانب آخر، ذكرت وزارة الخارجية البلجيكية اليوم السبت أن منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) قد تعقد قمة غير رسمية في بروكسل العام المقبل حيث من المقرر أن ينتقل الحلف إلى مقره الجديد، وذلك في الوقت الذي أنهى فيه الحلف العسكري محادثات استمرت يومين في وارسو. وكتبت الخارجية على موقع تويتر " تستعد بلجيكا لاستضافة قمة للناتو في 2017 بمناسبة افتتاح المقر الجديد ".