ترحيب أوروبي وأمريكي بإتفاق نقل السلطة في اليمن ودعوات لتنفيذه
٢٣ نوفمبر ٢٠١١حث الرئيس الأميركي باراك أوباما اليمن، الأربعاء (23 تشرين الثاني/ نوفمبر)، على التطبيق الفوري للاتفاق الذي وافق بموجبه الرئيس علي عبد الله صالح على تسليم السلطة بعد 33 عاما من الحكم. وقال أوباما في بيان مكتوب "الولايات المتحدة ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب اليمني مع بدئهم عملية الانتقال التاريخية". وقال أوباما "على مدى عشرة أشهر، أعرب الشعب اليمني بكل شجاعة وصمود عن مطالبه بالتغيير في مختلف مدن اليمن، في مواجهة العنف والمصاعب الشديدة". وأضاف إن "اتفاق اليوم هو خطوة مهمة تقربهم بشكل كبير من تحقيق تطلعاتهم ببداية جديدة في اليمن".
وفي واشنطن أيضا قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الولايات المتحدة واليمن تواصلان العمل معا ضد المتشددين رغم حالة عدم الاستقرار السياسي، التي أجبرت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اليوم الأربعاء على التنحي بعد 33 عاما في السلطة. وتابعت الوزارة في بيان "مصالحنا المشتركة مع الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب، وخاصة في مجال هزيمة القاعدة (في جزيرة العرب) تتجاوز أي فرد بعينه".
برلين والاتحاد الأوروبي يرحبان
من جانبه حيا وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله، الأربعاء، الرئيس اليمني على هذه "الخطوة المتأخرة، التي تعطي الفرصة لحل الأزمة التي تعيشها البلاد. وأكد فيسترفيله على أن "الأمر الحاسم الآن يتجسد في نبذ جميع الأطراف للعنف، وأن تسعى رغم الصعوبات والاختلافات إلى العمل بشكل بناء لبداية سلمية جديدة".
من جانبها قالت الممثل الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتونن في بيان "أرحب بتوقيع الاتفاق في الرياض من أجل عملية انتقال سياسي في اليمن". واعتبرت آشتون أن "الاتفاق هو بداية فقط، لكنها بداية بالغة الأهمية". وأضافت "أدعو كل المجموعات السياسية إلى دعم تطبيق الاتفاق بحسن نية. ويجب أن يؤسس لعملية مصالحة تشمل جميع اليمنيين ويفتح الطريق لعملية انتقالية ديمقراطية سلمية".
وكان الرئيس اليمني قد وقع الأربعاء على المبادرة الخليجية التي تقضي بتسليم السلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي، مما يفتح الباب أمام إنهاء أزمة اليمن المستمرة منذ عشرة اشهر وبدء صفحة جديدة، في تاريخ هذا البلد.
مضمون الإتفاق ومراجل تنفيذه
وبحسب مصادر سياسية متطابقة، فإن الالية التنفيذية للمبادرة التي رعتها الأمم المتحدة تقسم الفترة الانتقالية الى مرحلتين؛ تتضمن المرحلة الاولى تسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة صلاحياته الدستورية الى نائبه، ولكن مع بقائه رئيسا شرفيا من دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس، وذلك لمدة تسعين يوما. اما المعارضة فيتعين عليها ان تقدم فورا بعد التوقيع على الالية، مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة. وتنص الالية التنفيذية على ان يقدم الحزب الحاكم والمعارضة اسماء مرشحيهم لحكومة الوحدة في غضون اسبوع. وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر، ستقدم الى البرلمان صيغة الضمانات التي تمنح الرئيس صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القانونية. وفور اقرار هذه الضمانات من قبل البرلمان، يدعو نائب الرئيس الى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون تسعين يوما، على ان تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين.
كما يفترض ان تشكل لجنة برئاسة نائب الرئيس اليمني تهتم باعادة هيكلة القوات المسلحة وبازالة المظاهر المسلحة من الشارع. وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، تبدأ المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين، ويتم خلالها اجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لا سيما القضية الجنوبية (مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال). وتنتهي هذه المرحلة الثانية بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة.
(ف. ي/ د ب ا، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: عبده جميل المخلافي