1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ترحيب السعودية العلني باتفاق إيران يخفي قلقاً مستتراً

٣ أبريل ٢٠١٥

حث العاهل السعودي الراحل عبد الله واشنطن ذات يوم على "قطع رأس الأفعى" بمهاجمة النووي الإيراني. واليوم تعلن الرياض ترحيبها بالاتفاق النووي، لكن يظل في مكنونات المملكة السنية انعدام ثقة عميق إزاء الخصم الشيعي الأول.

Saudi-Arabien Beerdigung von König Abdullah Salman ibn Abd al-Aziz trauert
صورة من: Reuters/Saudi Press Agency

في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس (الثاني من أبريل/ نيسان 2015) عبر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عن أمله في أن تعزز تسوية نهائية للنزاع النووي من استقرار وأمن المنطقة والعالم. لكن القلق يساور الكثير من السعوديين إزاء ما ينطوي عليه الاتفاق الإطاري الذي توصلت إليه إيران والقوى العالمية الست الخميس بهدف فتح الطريق أمام التفاوض على تسوية نهائية بحلول منتصف العام.

وقال مصدر قريب من الموقف السعودي الرسمي إن الاتفاق "يدور حول مسألة التحقق. فإذا لم يلتزموا ستفرض المقاطعة من جديد. هذه نتيجة مطمئنة"، لكنه أضاف أن الرياض لا تزال قلقة إزاء دور إيران في المنطقة. وتابع "ربما تظن إيران أنها وضعت بهذا الاتفاق قدمها على طريق التمتع بالاحترام". والاتفاق الإطاري الذي تم التوصل إليه في مدينة لوزان السويسرية يقيد برنامج إيران النووي لمدة عشر سنوات على الأقل ويرفع بالتدريج العقوبات الغربية المفروضة عليها.. لكنه مرتبط بالتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 30 يونيو/ حزيران المقبل.

وترى المملكة السنية أن إيران الشيعية أخطر خصومها. ومنذ أكثر من أسبوع تقصف طائرات السعودية جماعة الحوثيين المتحالفة مع طهران في اليمن الذي يمثل مجرد ساحة واحدة من عدة ساحات تؤيد الدولتان جانبين متحاربين فيها. وتشعر الرياض بأنها محاصرة بالنفوذ الإيراني المتنامي في دول عربية منذ الغزو الأمريكي للعراق في 2003. وهي تعتبر إمكانية حصول إيران على سلاح نووي أكبر كوابيسها.

الساحة اليمنية أحد تجليات صراع النفوذ بين السعودية وإيرانصورة من: picture-alliance/epa/Y. Arhab

لكن السعودية قلقة أيضا من أن يكون الاتفاق، الذي توصلت إليه طهران مع الدول الست الكبرى، سبباً لتخفيف الضغط الدولي عن إيران، وهو ما قد يمنح طهران مجالا أرحب لتسليح وتمويل وكلائها الذين تعارضهم الرياض في المنطقة. ويشعر القادة العرب بالانزعاج من سياسة طهران الساعية لتوسيع نفوذها وتقوية قبضتها من خلال قوى وميليشيات متحالفة معها من العراق إلى لبنان ومن سوريا إلى اليمن.

تصدير الفكر الثوري

أعرب علي الخضيري، المستشار السابق للسفارة الأمريكية في بغداد، عن قلقه من أن يكون الاتفاق يعترف فعليا بإيران كدولة على أعتاب اكتساب قدرة تسلح نووي. وتساءل الخضيري هل تريد إيران أن تصبح عضوا يتمتع بالاحترام في المجتمع الدولي أم ستستمر في تصدير الفكر الثوري كدولة دينية شيعية متشددة ومتطرفة على حد تعبيره؟. وقال "إذا كانت الحالة الأخيرة فستكون كارثة وسيتمكنون من تعزيز سيطرتهم على مناطق عربية ينشطون فيها".

ويقول محللون إن ما يثير قلق السعودية وحلفائها السنة لا يتعلق كثيرا بالتوصل لتسوية نووية نهائية، وإنما بحدوث تقارب أمريكي إيراني يقوي شوكة طهران ويشجعها على تعزيز نفوذها بالمنطقة. وأعربت وزارة الخارجية في البحرين التي تحكمها أسرة سنية وتتهم إيران بإثارة القلاقل بين أغلبيتها الشيعية، عن أملها في أن ترى تغيرا نوعيا في السياسة الإيرانية يدفعها لعدم التدخل في الشأن الداخلي لدول المنطقة، فيما تنفي إيران إثارة قلاقل في البحرين. وبحذر رحبت وسائل الإعلام السعودية بالاتفاق الإطار. وقالت صحيفة الوطن التي يملكها فرع في الأسرة الحاكمة الجمعة (الثالث من أبريل/ نيسان 2015) "يبدو أن حلم إيران بامتلاك أسلحة نووية تبدد في مدينة لوزان السويسرية أمس".

تطمينات من البيت الأبيض

وأظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية نشرها موقع ويكيليكس كيف أن عددا كبيرا من أمراء السعودية - بينهم ولي العهد الحالي الأمير مقرن - يعتقدون أن زعماء إيران عازمون على الهيمنة الإقليمية. وتعتقد الرياض أن مساندة إيران لحزب الله في لبنان والرئيس بشار الأسد في سوريا وميليشيات شيعية في العراق والحوثيين في اليمن قوضت استقرار المنطقة مما أتاح لجماعات سنية جهادية أن تزدهر.

وقال رجل أعمال سعودي قريب من الموقف الرسمي "المسألة لا تكمن في أننا نتوقع أن تكون علاقة الغرب بإيران دافئة... بل في أن رفع العقوبات سيساعد إيران حتى إذا كانت أسعار النفط أضعف وهذا قد يزيدها جرأة". وحذر أمراء بارزون من أن الرياض ستسعى لحصول محطاتها النووية المدنية على نفس المعاملة التي ستمنح لإيران في اتفاقها مع القوى العالمية ولمحوا أيضا إلى أنه إذا ظل باستطاعة إيران الحصول على سلاح نووي فسيسعون لذلك أيضا.

أوباما: الاتفاق لن يؤثر على معارضة واشنطن لسلوك إيران في المنطقةصورة من: Reuters/J. Bourg

ونشأت مخاوف السعودية نتيجة إجراء مفاوضات سرية على مدى شهور بين إيران وإدارة أوباما في 2013 على نحو جعل الرياض تجهل جوانب المسألة. وأسهم ذلك في تعميق مخاوف بالسعودية من أن واشنطن ترفع أيديها تدريجيا من الشرق الأوسط مع تقلص وارداتها النفطية من المنطقة ولم يعد يعول عليها في مساندة حلفائها القدامى ومراقبة أنشطة الخصوم المشتركين.

وتطرق أوباما لتلك المخاوف يوم الخميس حين طمأن دول الخليج العربية إلى أن الاتفاق لن يؤثر على معارضة واشنطن لسلوك إيران في المنطقة ووعد بدعوة قادتها قريبا إلى واشنطن. وقال خالد الدخيل أستاذ العلوم السياسية في الرياض "أوباما قال إن خلافاتنا مع إيران حول سلوكها السياسي واستعمالها وكلاء لزعزعة استقرار المنطقة لا تزال قائمة وإن العقوبات المتصلة بهذه الخلافات ستظل قائمة". وأضاف "إذا كان الحال هكذا - كما يبدو الوضع الآن - فأعتقد أن الاتفاق سيلقى قبولا لدى السعوديين".

ع.ش/ ع.ج.م (رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW