هنأت الحكومة الألمانية أعضاء رباعي الحوار الوطني التونسي بمناسبة حصولهم على جائزة نوبل للسلام لعام 2015. يأتي هذا في وقت اعتبر فيه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان جائزة "نوبل تكرس نجاح الانتقال الديمقراطي في تونس".
إعلان
أصدرت الحكومة الألمانية اليوم الجمعة بيانا لمناسبة منح جائزة نوبل للسلام الى اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس ، و تلا البيان المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت في برلين: واعتبر البيان أن الجائزة جاءت بفضل الكفاح من أجل الديمقراطية وبفضل التمسك بفكرة أن الشعب الذي أزاح نظاما ديكتاتوريا، يستحق نظاما أفضل من ديكتاتورية جديدة ( في إشارة إلى قوى سياسية تسعى لتخريب العملية الديمقراطية في تونس وإغراقها بالإرهاب).
واشارت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عبر متحدث باسمها إلى ان الجائزة التي كانت هي مرشحة لها "مكافأة مستحقة على العمل من اجل الديمقراطية والتعلق بفكرة أن شعبا رفض ديكتاتورية يستحق أكثر من ديكتاتورية جديدة".
من جانبه قال وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير "دون الجهد المشترك والكفاح الشجاع للمجتمع المدني المنظم من أجل الديمقراطية وضمان الحقوق الأساسية وذلك رغم الاختلافات السياسية والمشاكل الاجتماعية، لما كتب النجاح لعملية الانتقال السياسي والتغيير في تونس".
كما اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان جائزة "نوبل تكرس نجاح الانتقال الديموقراطي في تونس".
بدوره رحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تغريدة بالفائزين معتبرا ان الجائزة "تجعل من تونس منارة امل في المنطقة".
وعلقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني على تويتر بالقول ان الجائزة "تظهر الطريق الكفيلة بالخروج من الأزمات في المنطقة: الوحدة الوطنية والديمقراطية".
لم يكن الرباعي التونسي بين المرشحين الذين تم تداول أسماءهم للفوز بالجائزة وفي مقدمتهم المستشارة الألمانية والبابا فرنسيس وطبيب كونغولي.
من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية ان الجائزة "اعتراف للدور المحوري الذي يلعبه المجتمع المدني في البلدان الخارجة من سنوات من الديكتاتورية".
وأعرب رئيس اتحاد النقابات الألمانية راينر هوفمان عن سعادته البالغة بفوز اللجنة الرباعية للحوار الوطني في تونس بجائزة نوبل للسلام. وقال هوفمان اليوم الجمعة في برلين: "بجائزة نوبل للسلام يحصلون جميعا على التقدير الذي يستحقونه على مجهوداتهم من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في تونس".
كما رحبت الأمم المتحدة اليوم الجمعة بفوز رباعي الحوار الوطني التونسي بجائزة نوبل للسلام ووصفت الأمر بأنه دفعة للنشطاء الذين يقودون جهود السلام.
في غضون ذلك رحب الرئيس الأميركي باراك اوباما الجمعة بحصول "الرباعي الراعي للحوار الوطني" في تونس على جائزة نوبل للسلام لسنة 2015، معتبرا أن هذه الخطوة تمثل أيضا "تكريما لشجاعة الشعب التونسي".
وقال اوباما في بيان إن "مكافأة اليوم هي أيضا تكريم لمثابرة وشجاعة الشعب التونسي الذي وفي مواجهة الاغتيالات السياسية والهجمات الإرهابية توحد في روح من الوحدة والتوافق والتسامح".
م.م/ح.ع.ح ( ا ف ب، رويترز، DW )
تونس توحد العالم في لفتة رمزية لمناهضة الإرهاب
في مشهد رمزي ذي دلالة قوية، تحولت تونس إلى عاصمة دولية لمناهضة الإرهاب، وذلك من خلال تدفق رؤساء دول وحكومات ومسؤولين من مختلف دول العالم، للمشاركة في مسيرة دولية ضد الإرهاب شارك فيها أيضا عشرات الآلاف. الحدث في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
في مسيرة رمزية ضد الإرهاب، احتضنتها تونس، شارك رؤساء ومسؤولون من مختلف دول العالم. حيث حضر رؤساء كل من فرنسا وبولندا وفلسطين والغابون، ورؤساء حكومات إيطاليا والجزائر. كما شارك أيضا وزير الداخلية الألماني.
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images
ممثلو الوفود الرسمية وضعوا الورود في مدخل متحف باردو إلى جانب النصب التذكاري، الذي تم تدشينه اليوم لتخليد ضحايا الهجوم الدامي في 18 آذار/مارس، والذي ذهب ضحيته 22 قتيلا، بينهم 20 من السياح الأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Nicolas Maeterlinck
الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قال في كلمة مقتضبة: إن "الشعب التونسي برهن أنه لا يخضع للإرهاب، وأنه عندما يتعلق الأمر بالوطن فإنه يدافع كرجل واحد".
صورة من: Getty Images/Afp/Fethi Belaid
كما ألقى الرئيس الفرنسي أولاند كلمة في متحف باردو، وقال: "علينا جميعا أن نكافح الإرهاب". ورغم أن فرنسا تشهد اليوم تنظيم الدور الثاني لانتخابات المناطق، إلا أن أولاند حرص على التواجد، معتبرا أن "فرنسا صديقة تونس، ويجب أن تكون حاضرة هنا اليوم".
صورة من: picture-alliance/dpa/Emmanuel Dunand
وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، قال للصحفيين في تونس: إنه "شرف كبير للحكومة الألمانية أن تسهم في المسيرة". كما أكد أن "الهجوم على متحف باردو لا يمثل جريمة شنيعة للاستقرار التونسي فحسب، ولكن أيضا تهديد للمجموعة الدولية".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
العديد من الشخصيات الوطنية التونسية كانت حاضرة أيضا، مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي، الذي قال قبل أيام إن العملية الإرهابية التي وقعت بمتحف باردو تهدف لـ"ضرب الاقتصاد التونسي لمحاولة عرقلة التجربة الديمقراطية".
صورة من: picture-alliance/dpa/Mohamed Messara
وشارك في المسيرة عشرات الآلاف من المواطنين التونسيين وممثلي الأحزاب والمجتمع المدني، انطلاقا من ساحة باب سعدون عبر الشارع الرئيسي بباردو "20 مارس".
صورة من: picture-alliance/dpa
وردد المتظاهرون "تونس حرة، والإرهاب على برا"، فيما لوح كثيرون منهم بالأعلام التونسية، في مشهد يعكس وحدة وطنية في مواجهة الإرهاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
وإلى جانب المشاركة الرسمية العربية، شارك أيضا مواطنون عرب مقيمون في تونس في المسيرة ورفعوا أعلام بلدانهم، في تعبير عن التضامن العربي مع تونس.
صورة من: Dunand/AFP/Getty Images
وتسعى تونس عبر المسيرة الدولية إلى حشد دعم دولي وتجنب أكثر ما يمكن من التأثيرات الكارثية على ما تبقى من الموسم السياحي الحيوي للاقتصاد التونسي، والذي يشغل قرابة 400 ألف عامل، ويسهم بنسبة سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
وقبيل المسيرة استفاق التونسيون على خبر مقتل لقمان أبو صخر، زعيم كتيبة عقبة بن نافع، أكبر جماعة جهادية في تونس. أبو صخر متهم بأنه قاد الهجوم على متحف باردو. إعداد: ف.ي