بإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا، طوت قوات سوريا الديمقراطية، نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
إعلان
بعد ستة أشهر من هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركية، سيطرت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) على بلدة الباغوز، آخر جيوب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والواقعة عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، لتطوي بذلك نحو خمس سنوات نجح خلالها التنظيم المتطرف في إثارة الرعب.
وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية السبت (23 مارس/ آذار 2019) القضاء التام على "خلافة" داعش، وقال مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي في تغريدة على تويتر بالإنجليزية "تعلن قوات سوريا الديموقراطية القضاء التام على ما يسمى بالخلافة وخسارة التنظيم لأراضي سيطرته بنسبة مئة في المئة". وفي حقل العمر النفطي الذي تتخذه قوات سوريا الديموقراطية مقراً، تمت إزاحة الستار عن نصب تذكاري يخلّد "تدمير.. ما يسمى بخلافة داعش الإرهابية".
ورحب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بتلك الخطوة "المهمة"، التي "ساهمت فيها ألمانيا" أيضا، وكتب في تغريدة على موقع تويتر: "تحررت الباغوز، لقد تم تحقيق خطوة مهمة، ولم يعد (تنظيم) الدولة الإسلامية يسيطر على أي منطقة. وكان هذا ممكنا فقط من خلال تعاون دولي غير مسبوق، ساهمت فيه ألمانيا".
وفي بيان أصدره السبت، رحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بانتهاء "خلافة" داعش، واعداً بأن تبقى الولايات المتحدة "يقظة" حيال التنظيم المتطرف. وقال "سنبقى يقظين (...) حتى هزيمة التنظيم أينما كان، سنواصل العمل مع شركائنا وحلفائنا لسحق الإرهابيين الإسلاميين المتطرفين تماما".
كما أشاد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بانهاء "خلافة" تنظيم "الدولة الإسلامية" واعتبره "انجازا بارزا". وكتب ستولتنبرغ على تويتر إنّ "تحرير الأراضي الأخيرة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية انجاز بارز للتحالف الدولي. حلف الأطلسي يظل ملتزما بمعركتنا المشتركة ضد الإرهاب".
ورحبت بريطانيا وفرنسا، اللتان تدعمان أيضا قوات سوريا الديمقراطية، بتطورات اليوم كخطوة كبرى. وطالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باستمرار الحرب على الإرهاب، وكتب على تويتر "لن ننسى أبدا ضحايا الدولة الإسلامية"، مضيفا أنه تم التغلب على خطر مهم بالنسبة لبلاده، وتابع: " لكن التهديد لا يزال باقياً والحرب على الجماعات الإرهابية لابد أن تتواصل".
ووصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي هزيمة "داعش" بأنها "منعطف تاريخي" ودعت إلى مواصلة المعركة ضد الإرهابيين. وقالت ماي في بيان: "تحرير آخر بقعة خاضعة لسيطرة داعش هو منعطف تاريخي (...) يجب ألا نغفل عن التهديد الذي يمثله داعش ولا تزال الحكومة (البريطانية) مصممة على القضاء على أيديولوجيته المؤذية. سنواصل القيام بما هو ضروري لحماية الشعب البريطاني وحلفائنا".
ص.ش/ع.خ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
تنظيم "الدولة الإسلامية".. مسار هزائم متواصلة
لا تزال المعارك متواصلة في العراق، وسوريا، وليبيا ضد مقاتلي ما يسمى "الدولة الإسلامية". ويتكبد التنظيم الإرهابي منذ 2015 الكثير من الهزائم في تلك الدول و قُتل عدد من أبرز قياديه. فيما يلي عرض لأبرز الهزائم.
صورة من: Getty Images/J. Moore
في كانون الثاني/ يناير 2015 ألحقت قوات برية كردية بدعم جوي أمريكي ودول التحالف، هزائم كبيرة بالتنظيم الإرهابي في كوباني (عين العرب) السورية، وتمكنت القوات الكردية من استعادة المدنية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
أعلنت القوات العراقية في آذار/ مارس 2015 تحرير جميع مناطق تكريت بعد عملية دامت أكثر من شهر. وكشف البنتاغون أن التحالف الدولي لم يشارك في العملية العسكرية العراقية لاستعادة المدينة.
صورة من: picture-alliance/epa/STR
أطلقت قوات البيشمركة في الثاني عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 عملية لتحرير مدينة سنجار العراقية والمناطق التابعة لها من تنظيم "الدولة الإسلامية". وشنت القوات الكردية هجمات من عدة محاور وألحقت هزائم كبيرة بالتنظيم.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Hamed
في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قصفت الولايات المتحدة لأول مرة تنظيم "الدولة الاسلامية" في معقله بدرنة شرق ليبيا ما أسفر عن مقتل أبو نبيل العراقي، القيادي في التنظيم الإرهابي في ليبيا، والمعروف أيضا باسم وسام نجم عبد زيد الزبيدي. ويُعتقد أن أبو نبيل، قد يكون هو نفسه المتحدث في الفيديو الذي نشره "داعش" لدى إعدام رهائن مصريين في فبراير 2015.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
نفذ الجيش العراقي مدعوما بقوات الحشد الشعبي في كانون الأول/ ديسمبر 2015 هجوما على "داعش" بمدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، ونجحت القوات العراقية في استعادة السيطرة بشكل كامل على المدينة، بدعم من طيران التحالف الدولي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
في شهر أيار/ مايو 2016 قتل أبو وهيب المعروف باسم "أسد الصحراء"، القيادي البارز في تنظيم "الدولة الإسلامية" في ضربة جوية لقوات التحالف في العراق. وكان أبو وهيب "الآمر العسكري" لمحافظة الأنبار.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
نفذت القوات الأمريكية في يوليو/ تموز 2016 غارة جوية لقتل عمر الشيشاني أحد أبرز قادة التنظيم في العراق. وتقبلت عائلته التعازي في مسقط رأسه في منطقة بيركياني الجورجية، ما يعتبر تأكيداً لمقتله.
صورة من: picture alliance/AP Photo
دخلت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني اليبية في التاسع من حزيران/ يونيو 2016 إلى مدينة سرت شرق طرابلس، ونجحت في تطويق الجهاديين في وسط المدينة. وتكبد التنظيم في الأيام الأخيرة خسائر كبيرة في هذه المدينة.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Brabo
في 27 آذار/ مارس 2016 أُعلن بأن الجيش السوري تمكن من السيطرة على مدينة تدمر التاريخية بالكامل، وذلك بعد معارك استمرت ثلاثة أسابيع. وأقامت روسيا التي دعمت قواتها الجيش السوري، حفلة موسيقية للاحتفاء بتحرير المدينة الأثرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Voskresenskiy
في السادس من أغسطس/ آب 2016 سيطرت قوات تحالف سوريا الديمقراطية(تحالف كردي عربي) على معظم مناطق مدينة منبج، أحد أهم معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة حلب في شمال سوريا. واحتفل الرجال بالتحرر من سلطىة "داعش"، عبر حلق اللحى والنساء عبر نزع النقاب.