احتفل بعض المصرين أمام المحكمة التي أصدرت حكما بالسجن المؤبد على الرئيس السابق حسني مبارك السبت (الثاني من حزيران/ يونيو 2012) بتهمة التحريض على قتل محتجين، إلا أن أشخاصا داخل المحكمة كانوا يريدون الحكم بإعدامه اشتبكوا مع أفراد الأمن. وأوضحت لقطات تلفزيونية محتجين داخل قاعة المحكمة وهو يرددون "الشعب يريد تطهير القضاء." ورفع رجل لافتة تطالب بإعدام مبارك وردد آخرون هتافات تطالب بإعدامه. وهتف محامو اسر الضحايا "باطل .. باطل" و"الشعب يريد تطهير القضاء". واثر ذلك حصلت حالة من الهياج داخل القاعة التي شهدت صدامات لبضع دقائق.

ونقلت تقارير تلفزيونية ردود فعل متباينة في الشارع المصري، بين مؤيد للإحكام وبين منتقد لها. فقد انتقد بعض المصريين الحكم بالبراءة لمساعدي وزير الدفاع الأسبق حبيب العدلي الستة. بالإضافة إلى الحكم بالبراءة لنجلي الرئيس المخلوع علاء وجمال مبارك.

وأغلق عدد من المتظاهرين المصريين ميدان التحرير بوسط العاصمة المصرية احتجاجا على الأحكام الصادرة ضد مبارك ومعاونيه الستة. وقال المتظاهرون إن تلك الأحكام تمهد لبراءة مبارك في حال استئناف الحكم الصادر ضده.

وجاء النطق بالحكم بعد مرافعة سياسية دامت عشرين دقيقة، وصف فيها رئيس المحكمة المستشار القاضي أحمد رفعت فترة حكم الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك بـ"المظلمة الدامسة"، وثورة الخامس والعشرين من يناير بـ"بدء فجر جديد" في تاريخ مصر.

الأحكام الصادرة بحق المتهمين

قضت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار أحمد رفعت اليوم السبت بالسجن المؤبد على الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك ( 84 عاما)ووزير داخليته حبيب العادلي في قضية الاشتراك في القتل العمد للمتظاهرين السلميين خلال أحداث ثورة 25 كانون ثان/يناير 2011 .

كما قضت المحكمة ببراءة ستة من كبار مساعدي العادلي من التهم المنسوبة إليهم، وقضت المحكمة أيضا ببراءة الرئيس السابق من جناية الاشتراك مع موظف عمومي للحصول على منفعة بحكم منصبه. كما قضت المحكمة بانقضاء الدعوى الجنائية ضد مبارك ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم في جنايتي استغلال النفوذ وقبول عطية لمضي المدة القانونية لإقامة الدعوى.

وأحالت المحكمة الدعوى المدنية المقامة ضد مبارك فيما يتعلق بالاشتراك في الحصول على منفعة استغلال وظيفته، إلى المحكمة المختصة. وبدأت الجلسة بتحذير من رئيس المحكمة للحضور بعدم الإخلال بنظام الجلسة وإلا سيقوم بتطبيق صحيح القانون والاعتذار عن الجلسة، وقام بالنداء على المتهمين كل باسمه لإثبات حضور المتهمين جميعا.

وأكد رئيس المحكمة أن هيئة المحكمة استقرت عقيدتها من خلال دراسة الأوراق إلى صحة وثبات الأحكام التي تصدرها وبما فيها من وقائع ثابتة لا مراء فيها ولا شك. واعتبر أن مصر شهدت "فجرا جديدا يوم 25 يناير لم تشهده من قبل يلوح فيه أمل عظيم لمصر طالما حلمت به وتنفس الشعب الصعداء بعد كابوس مظلم، استمر 30 عاما مثل ليل شتاء أسود شديد السواد".

في هذه الأثناء قال مصدر أمني لفرانس برس أن مبارك وصل إلى سجن مزرعة طرة ودخل مستشفى السجن، وذلك بعد أن أمر الناب العام بنقله إلى هذا السجن. من ناحيته قال احد محامي مبارك الذي حكم إنه سيتم الطعن في الحكم أمام محكمة النقض. وقال المحامي ياسر بحر لوكالة فرانس برس إن "هذا الحكم فيه عوار قانوني من كل ناحية وسنطعن عليه أمام محكمة النقض".

(ع.خ/ د.ب.ا.،ا.ف.ب. رويترز)

مراجعة: عبده جميل المخلافي