قرر المجلس العسكري بالسودان تعزيز الوجود الأمني للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى لإعادة الحياة إلى طبيعتها وفتح الطرق بعد دخول البلاد في عصيان مدني دعا إليه قادة الاحتجاجات، وسط ترقب وحذر.
إعلان
بعد أسبوع من فض الاعتصام أمام مجلس قيادة الجيش بالخرطوم دخل السودان اليوم (الإثنين 10يونيو/ حزيران 2019) ثاني أيام حملة العصيان المدني للمطالبة بحكم مدني في البلاد. واعتقلت السلطات عشرات من أنصار المعارضة، بينما أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية ارتفاع عدد الضحايا منذ فض الاعتصام أمام مجلس قيادة الجيش قبل أسبوع إلى 117 قتيلاً.
وقُتل أربعة أشخاص الأحد في أول أيام الاعتصام وحملت اللجنة "المجلس العسكري الانتقالي" و"ميليشياته" مسؤولية مقتل هؤلاء. ومن جانبه قال رئيس اللجنة الأمنية عضو المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن جمال عمر في بيان أمس الأحد إن المعلومات المتداولة عن وجود جثامين ملقاه في النيل بعطبرة والخرطوم "وما تعلنه ما تسمي لجنة الأطباء المركزية المزعومة من أرقام بشأن ضحايا عملية فض الاعتصام كلها معلومات مغلوطة ومبالغ فيها"، مضيفاً أن البيانات التي أعلنتها وزارة الصحة وتعلنها الشرطة "هي البيانات الصحيحة والمعتمدة". وتقول الحكومة إن عدد القتلى في اقتحام مقر الاعتصام الأسبوع الماضي بلغ 61 قتيلا بينهم ثلاثة من قوات الأمن.
ودعت المعارضة وجماعات الاحتجاج الموظفين إلى البقاء في المنازل. وأمس الأحد خرج المحتجون إلى الشوارع في أحياء عدة بالخرطوم في ظل وجود أمني كثيف. وقال شهود إن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في الخرطوم بحري عبر النيل الأزرق من وسط العاصمة.
ووصف المجلس العسكري الانتقالي السوداني في بيانه الأحد إغلاق الطرق وإقامة الحواجز بـ"جريمة كاملة الأركان". وقال الفريق أول ركن جمال عمر إن أسلوب إغلاق الطرق وبناء الحواجز الذي تمارسه قوي إعلان الحرية والتغيير "عمل يتعارض مع القانون والأعراف والدين ويتعدي حدود ممارسة العمل السياسي ويمثل جريمة كاملة الأركان بالتعدي علي حرية المواطنين وحرمانهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي"، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا).
وأضاف عمر أن المجلس العسكري قرر تعزيز الوجود الأمني للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى لإعادة الحياة إلى طبيعتها وتأمين المواطنين العزل وفتح الطرق وتسهيل حركة الناس وحركة المركبات العامة والخاصة وحراسة المرافق الاستراتيجية والأسواق.
يذكر أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس تطرق إلى الشأن السوداني في زيارته أمس الأحد إلى أبوظبي وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد إنه "يجب إيجاد طريق سريع للعودة إلى المحادثات وندعم جهود الاتحاد الأفريقي في هذا السياق".
ص.ش/م.س (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
السودان.. هل انتهى حلم الديمقراطية؟
بعد فشل المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة حول تشكيل حكومة انتقالية في السودان، قام الجيش بفض الاعتصام بالقوة فقتل وجرح العشرات وأعلن المجلس إلغاء كل ما اتفق عليه مع المعارضة. فهل انتهى حلم السودانيين بالديمقراطية؟
صورة من: Reuters/M. Nureldin Abdallah
العنف وسط الخرطوم
مع بزوغ الفجر وساعات الصباح الأولى، اقتحم الجيش وقوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام في العاصمة الخرطوم، حيث يعتصم المحتجون منذ أسابيع. وقد تم استخدام القوة والرصاص الحي ما أدى إلى مقتل وإصابة الكثير من المحتجين، الذين أشعل بعضهم الإطارت محاولين إقامة حواجز لإعاقة فض الاعتصام.
صورة من: Reuters
عشرات القتلى والجرحى
هذه المحتجة لا تزال مستعدة للاعتصام والصمود، رغم هرب أغلب المحتجين من الساحة نتيجة استخدام الجيش وقوات الأمن القوة المفرطة ضدهم. وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، كيف يركض الناس في الشوارع محاولين الاختباء وحماية أنفسهم من الرصاص. وحسب مصادر طبية سودانية قتل أكثر من 35 وأصيب مئات آخرون.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
قلق دولي
حاول المعتصمون استخدام كل ما وقع تحت أيديهم، لحماية أنقسهم من هجوم الجيش، الذي انتقد المجتمع الدولي تصرفه بشدة، ودعت ألمانيا وبريطانيا إلى اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان. وردا على ذلك تعهد رئيس المجلس العسكري، الفريق أول عبد الفتاح برهان، بالتحقيق فيما جرى، حسب ما أشارت إليه وسائل إعلام.
صورة من: Reuters
الدعوة إلى انتخابات مبكرة
عبر مؤيدون للمجلس العسكري عن دعمهم له برفع لافتة عليها صورة رئيس المجلس الفريق أول عبد الفتاح برهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي". بعد فض الاعتصام بشكل دموي، أعلن برهان عن إلغاء كل ما تم الاتفاق عليه مع المعارضة، وإجراء انتخابات خلال تسعة أشهر بإشراف مراقبين إقليميين ودوليين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
تلاشي الأمل بحدوث تغيير سياسي!
رسم الغرافيتي هذا على الجدار، وكلمة "الحرية- Freedeom" يعبر عن تفاؤل وأمل السودانيين بحدوث تغيير سياسي ديمقراطي بعد الإطاحة بالبشير. وكاد أن يتحقق ذلك الأمل، بعد التقارب وتقدم المحادثات بين المجلس العسكري والمعارضة. لكن بعد فض الاعتصام بالقوة ووقوع ضحايا، تلاشى الأمل وتحول إلى أضغاث أحلام.
صورة من: picture-alliance/AA
الاستمرار في الاحتجاج
واصل المحتجون اعتصامهم لأسابيع أمام مقر قيادة الجيش حتى أسقطوا البشير، لكنهم واصلوا اعتصامهم بعد ذلك وقالوا بأنهم لن يبرحوا مكانهم حتى تتحقق كل مطالبهم، لكن الجيش لم يحتمل صمود المعتصمين فقام بتفريقهم بالقوة. وقد برر الجيش ذلك بأنه استهدف "منطقة مجاورة له (مكان الاعتصام) باتت تشكل خطرا على أمن المواطنين". لكن المعارضة قالت إنها لن تستسلم ودعت إلى إضراب عام وعصيان مدني. إعداد: إنيس آزيله/ ع.ج