انتهى تبادل لإطلاق النار بين الأمن التركي ومتمردين أكراد بمقتل أربعة مدنيين، بينهم سائق سيارة إسعاف، فيما قال الجيش التركي إنه قصف مخابئ أسلحة تابعة لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق.
إعلان
قتل أربعة مدنيين في تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن التركية ومتمردين أكراد في جنوب شرق تركيا، التي تقطنها أغلبية كردية، وذلك بحسب ما ذكرت أجهزة الأمن السبت (26 أيلول/ سبتمبر 2015). وقتل سائق سيارة إسعاف على الفور في منطقة بيت الشباب بمحافظة شرناق، وأصيب ثلاثة توفوا لاحقاً في المستشفى متأثرين بجراحهم نتيجة سقوط قذائف هاون، وفقاً لما قالته مصادر لوكالة فرانس برس.
واندلعت المواجهات فجر أمس الجمعة عندما شن مقاتلون من حزب العمال الكردستاني هجمات متزامنة على مراكز قيادة الدرك والشرطة في بيت الشباب.
من جهة أخرى، أعلن الجيش التركي السبت أن طيرانه قصف مخابئ ومخازن أسلحة تعود للحزب الكردي في منطقة كارة شمال العراق. وبعد وقف لإطلاق النار طوال عامين ونصف العام، عادت المواجهات الدامية في تموز/ يوليو بين قوى الأمن التركي والمتمردين الأكراد، وهي تتوالى منذ هذا الوقت بوتيرة شبه يومية.
وأفادت حصيلة نشرتها الصحف المؤيدة للحكومة بمقتل حوالي 150 جندياً وشرطياً و1100 متمرد من حزب العمال الكردستاني منذ نهاية تموز/ يوليو. وأسفر النزاع الكردي التركي عن مقتل 40 ألف شخص تقريباً منذ اندلاعه عام 1984. وتنتظر تركيا إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر بعد فشل رئيس الوزراء المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو في تشكيل ائتلاف حاكم.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .