في تناقض واضح مع تقارير صادرة عن البنتاغون، قال وزير الخارجية التركي إن الطائرات الحربية الأمريكية لم تنفذ أي هجمات على تنظيم "داعش" انطلاقا من قاعدة إنجرليك، كما أكد أن أنقرة لا تنوي القيام بعمليات برية في سوريا.
إعلان
أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس (13 آب/ أغسطس) أن الجيش الأمريكي لم ينفذ هجمات على تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش" من قاعدة إنجرليك الجوية التركية. حيث نقلت قناة (خبر تورك) المحلية عن جاويش أوغلو القول:" إن الطائرة الأمريكية المأهولة التي أقلعت أمس من إنجرليك لم تشارك في أي عملية... لقد قامت بطلعات استطلاع ".
يذكر أن استخدام القواعد التركية من جانب الولايات المتحدة وشركائها جرى بموجب اتفاق أبرم الشهر الماضي بين واشنطن وأنقرة. وبدأت الغارات الجو بواسطة طائرات بدون طيار من القاعدة أوائل الشهر الجاري.
ويتناقض كلام الوزير التركي تماما مع تقارير صادرة من البنتاغون تفيد بأن طائرة انطلقت من القاعدة التركية ونفذت هجوما على أهداف لتنظيم "داعش" إذ قال الجيش الأمريكي إن الولايات المتحدة نفذت أولى ضرباتها الجوية بطائرات حربية بطيار ضد أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" انطلاقا من قاعدة إنجرليك الجوية في تركيا أمس الأربعاء.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وقالت قوة المهام المشتركة إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة كان قد نفذ مهام بطائرات دون طيار ضد المتشددين في وقت سابق هذا الشهر. وجاءت تلك المهام عقب إعلان تركيا الشهر الماضي أنها ستفتح قواعدها أمام العمليات الجوية للتحالف ضد التنظيم في سوريا والعراق.
من ناحية أخرى قال وزير الخارجية في مقابلة مع قناة تركية، إن بلاده لا تعتزم نشر قوات برية في سوريا لمحاربة "داعش" بالرغم من أن هذا الخيار يجب أن يظل مطروحا. وقال جاويش أوغلو لتلفزيون (خبر تورك) "في الوقت الحالي لا توجد خطة لعمليات برية لكن في المستقبل يجب القيام بأي شيء مطلوب للتصدي للدولة الاسلامية بما في ذلك العمليات البرية."