تركيا: طرد مسؤولين أمنيين بعد تفجيري أنقرة الداميين
١٥ أكتوبر ٢٠١٥
قررت الحكومة التركية إقالة عددا من كبار المسؤوليين الأمنيين على خلفية تفجيري أنقرة الأكثر دموية في تاريخ تركيا والذي خلف نحو مائة قتيل. يأتي ذلك في إطار مساعي أردوغان لاحتواء موجة الغضب الشعبي قبيل الانتخابات التشريعية.
إعلان
أقالت السلطات التركية الأربعاء (14 أكتوبر/تشرين الأول 2015) مسؤولي شرطة أنقرة بعد أربعة أيام على الاعتداء الأكثر دموية في تاريخ البلاد والذي أثار موجة غضب ضد الرئيس رجب طيب أردوغان قبل أيام من الانتخابات التشريعية المبكرة. وأقر أردوغان مساء الثلاثاء باحتمال ارتكاب أجهزة الدولة "أخطاء" قبل الهجوم. وبعد ساعات أعلنت وزارة الداخلية إقالة قائد شرطة العاصمة قدري كارتال وكذلك اثنين من مساعديه المكلفين الاستخبارات والأمن العام. وهذا القرار اتخذ "بهدف تسهيل التحقيق"، كما قالت الوزارة في بيان.
وفي مناسبة أول ظهور علني له منذ وقوع المأساة، أعلن الرئيس التركي فتح تحقيق لدى مجلس تفتيش الدولة لتحديد احتمال حصول تقصير أمني قبل الاعتداء الذي أسفر عن مقتل 99 شخصا السبت وإصابة أكثر من 500، بحسب حصيلة جديدة أعلنها مساء الأربعاء رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو.
وقال أردوغان أمام الصحافيين "كان هناك بالتاكيد خطأ أو ثغرات في وقت من الأوقات. ما أهميتها؟ ستتضح الأمور بعد التحقيق". وأعلن في هذا الإطار أنه أمر بفتح تحقيق بشأن ثغرات محتملة داخل أجهزة الدولة. وقال "للقيام بالأمر من منظور مختلف (...) أمرت مجلس تفتيش الدولة بفتح تحقيق شامل في هذين التفجيرين". وقام أردوغان الأربعاء بزيارة موقع الانفجار حيث وضع إكليلا من الزهور تخليداً لذكرى الضحايا.
من جانب آخر، أعلنت السلطات التركية الأربعاء أنها أوقفت شخصين يشتبه بعلاقتهما بمتمردي حزب العمال الكردستاني ويحتمل أنهما كانا يعلمان بشكل مسبق بالاعتداء. والأربعاء كشفت صحيفة حرييت أنه تم التعرف على هوية الشخصين اللذين يشتبه بأنهما الانتحاريان.
ش.ع/ع.ش (أ.ف.ب)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .