تركيا- إلغاء مهرجان سينمائي دولي بعد جدل حول فيلم!
٣٠ سبتمبر ٢٠٢٣
تم إلغاء مهرجان سينمائي دولي في تركيا بعد جدل حول فيلم وثائقي يتناول عمليات التطهير بعد انقلاب 2016. أثار الفيلم جدلاً وسُحِب من المسابقة، ما أدى إلى احتجاج لجنة التحكيم. ويعد مهرجان البرتقالة الذهبية حدثا فنيا مهما.
إعلان
أُلغي مهرجان سينمائي دولي في تركيا، بعد جدل حول فيلم وثائقي عن عمليات التطهير التي أعقبت الانقلاب الفاشل في العام 2016، حسبما أعلنت السلطات التركية مساء أمس الجمعة (29 أيلول/ سبتمبر 2023)
وقال رئيس بلدية أنطاليا، المسؤول عن تنظيم مهرجان "ألتين بورتكال" (البرتقالة الذهبية) في مقطع فيديو نُشر على منصة "أكس" (تويتر سابقاً)، "يجب أن أُبلغ بكل أسف جميع محبي السينما أننا ألغينا مهرجاننا الذي كان من المقرر أن يُقام في الفترة من السابع إلى 14 تشرين الأول/أكتوبر، بسبب تطوّرات خارجية".
ويقع في قلب الجدل الفيلم الوثائقي "المرسوم" الذي يحكي قصة طبيب ومعلم فصلا خلال موجة القمع التي أعقبت محاولة الانقلاب في العام 2016 ضدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبعدما تمّ قبول الفيلم في البداية، استُبعد الأسبوع الماضي من المنافسة، ممّا أثار غضب العديد من المخرجين الذين استنكروا "الرقابة".
وأعلن جميع أعضاء لجنة تحكيم المهرجان في بيان "نرفض النهج الذي يبحث عن عناصر جرمية في فيلم ويسعى إلى تطبيع الرقابة"، مهدّدين بالانسحاب إذا لم تتمّ إعادة قبول الفيلم. بناء عليه، تراجع المهرجان خطوة إلى الوراء عبر إعادة قبول الفيلم في المنافسة.
لكنّه استبعده من جديد بعد استنكار وزارة الثقافة التي سحبت أيضاً دعمها للمهرجان، بحجّة "الدعاية" للداعيةفتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالتحريض على محاولة الانقلاب في العام 2016.
وقالت مخرجة الفيلم نجلا دميرجي، إنّ "الاتهامات بالإشادة بفيتو Feto (الاختصار الذي تستخدمه أنقرة للإشارة إلىحركة غولن) أو الإرهاب، مرفوضة".
ويعد مهرجان "البرتقالة الذهبية" الذي يتم تنظيمه منذ العام 1964، أحد أكبر المهرجانات السينمائية في تركيا، ويعتبر المعادل المحلّي لمهرجان "كان".
أعقبت الانقلاب الفاشل في 15 تموز/ يوليو 2016، عمليات تطهير على نطاق غير مسبوق في تركيا ضدّ مؤيّدين مفترضينلحركة غولن، ولكن أيضاً ضد معارضين أكراد، وعسكريين، ومثقفين، وصحافيين. والاثنان، الطبيب والمعلمة، من بين 125 ألف موظف حكومي على الأقل تم فصلهم بمرسوم رئاسي بموجب حالة الطوارئ التي فرضت في تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وانتقد كثيرون هذا الإجراء باعتباره محاولة لإبعاد منتقدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من مؤسسات الدولة. وتتهم الحكومة التركية الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب، وتصنف شبكته على أنها إرهابية. وينفي غولن تلك الاتهامات.
ع.أ.ج/ ع ج (أ ف ب)
بعد محاولة الانقلاب - أردوغان يتعهد بقيام تركيا جديدة
بعد نحو ثلاث أسابيع من محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ومظاهرات يومية في نحو ثمانين مدينة تركية، لا تزال الحكومة التركية تواصل حملة التطهير التي أطلقتها وطالت عدة قطاعات حكومية. أردوغان نفسه تعهد بقيام تركيا جديدة.
صورة من: DW/D. Cupolo
خلال محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف الشهر الماضي دعا الرئيس رجب طيب أردوغان أنصاره إلى النزول إلى الشوارع للمساعدة على إفشال مخطط بعض العسكر الإطاحة بحزب العدالة والتنمية من الحكم. ويعود الفضل الكبير في ذلك إلى أنصاره الذين ملوؤا الشوارع في مختلف أنحاء البلاد. ومذاك الحين وهو يدعوهم للخروج في مظاهرات ليلية "من أجل السهر على الديمقراطية".
صورة من: DW/D. Cupolo
آخر المظاهرات شارك فيها مليونا متظاهر في إسطنبول ونحو عشرة آلاف آخرين في أنقرة. وقد نظمت في نحو ثمانين مدينة مظاهرات مؤيدة لحزب الرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية الذي نجح في الإفلات من محاولة الانقلاب العسكري. أنصار أردوغان اعتبروا ذلك نصرا على الانقلابات التي شهدتها البلاد وكذلك على الدستور العلماني.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفي إسطنبول تعهد أردوغان أمام المتظاهرين بـ "إعادة بناء تركيا من الأساس" ناشرا بذلك مشاعر التفاؤل لدى أنصاره. لاله أليجي (ليست في الصورة)، التي شاركت في جميع المظاهرات المؤيدة لأردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، تقول: "عندما تنتهي عملية التطهير، فإن تركيا ستدفع بعجلة التنمية سريعا إلى الأمام لأن أولئك الذين انخرطوا في الحكومة لن يشكلوا بعد ذلك عبئا على بلادنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
آتالاي (ليس في الصورة) هو مصمم هندسة داخلية، رفض إعطاء اسمه بالكامل ولكنه أكد أنه يدعم أردوغان لأن الأخير سيقود تركيا إلى الساحة العالمية. "أردوغان بصدد إعلام العالم بأننا نحن هنا وأننا سنصبح قوة كبيرة"، على حد تعبيره. "حتى إن لم تحب ذلك، فعليك أن تقبل به. العالم أكبر من (مجموعة الدول السبع)."
صورة من: DW/D. Cupolo
وعلى الرغم من أن العديد من المشاركين في مظاهرات الأحد أكدوا أنهم يدافعون عن الديمقراطية، إلا أن المعارضين لاحظوا أن ثالث أكبر حزب سياسي، وهو حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد منع من المشاركة فيها. "بما أني كردية، فلا يمكنني الذهاب إلى هذه المظاهرات لأنني لن أشعر بالأمان"، هذا ما تقوله حواء أوزكان (ليست في الصورة)، إحدى رؤساء منظمة توهاد-فيد المدافعة عن حقوق السجناء. "ليس الكل مرحب بهم."
صورة من: DW/D. Cupolo
تقول أوزكان إن الحكومة تدعم كليا هذه المظاهرات، فيما تحظر بشكل واسع المظاهرات الاحتجاجية الأخرى. وتشير إلى أن المشاركين حصلوا على الماء والغذاء مجانا، كما أنه كان بإمكانهم استخدام كل وسائل النقل في أنقرة وإسطنبول مجانا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بهدف تحفيز الناس على المشاركة في المظاهرات الداعمة لأردوغان. "نحن بصدد معايشة اشتراكية مؤقتة في تركيا"، على حد تعبير أوزكان.
صورة من: DW/D. Cupolo
وفيما كانت الحكومة تفرض حظرا على مواقع التواصل الاجتماعي في حالات الطوارئ، لعبت هذه المواقع دورا مهما خلال محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث استخدم أردوغان نفسه موقع فيس تايم للتواصل مع أنصاره ودعوتهم إلى النزول إلى الشوارع لإفشال مخطط الانقلابيين. أما المعارضة فتقول إن الحكومة تسمح باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي فقط عندما تعود عليها بالنفع.
صورة من: DW/D. Cupolo
من جهة أخرى يشكو أصحاب المطاعم والمقاهي في قلب مدينة أنقرة من تراجع عدد الزبائن منذ انطلاق المظاهرات المؤيدة لأردوغان. وفي سياق متصل يقول جان، وهو صاحب مقهى رفض الإفصاح عن اسمه كاملا، إن "هذه المظاهرات مؤشر على أن الأمور ستسوء قريبا."
صورة من: DW/D. Cupolo
يرى البعض أن هذه المظاهرات بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم طريقة لتقوية قاعدته الشعبية، على حد تعبير محمد، وهو لاجئ سوري. ويقول – شريطة عدم الكشف عن هويته - بأنه كان شاهد عيان على الانقلاب الذي حصل في مصر وأن هذه المظاهرات هي عبارة عن "تدريب لأنصار أردوغان" وأنه "سيدعوهم قريبا للتظاهر ضد الحركات التي لا يحبها."
صورة من: DW/D. Cupolo
قامت الحكومة التركية بتغيير أسماء مناطق شهيرة انطلاقا من ساحة كيزيلاي وصولا إلى جسر البوسفور في إسطنبول تكريما لضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة. وأصبح اليوم يتعين على المسافرين من الجزء الأوروبي لإسطنبول إلى القسم الآسيوي المرور عبر ساحة "شهداء جسر الـ 15 من يوليو".