تركيا- تزايد ضحايا انفجار المنجم وسط محاولات لإنقاذ العالقين
١٥ أكتوبر ٢٠٢٢
ارتفعت مجددا حصيلة القتلى في الانفجار الذي وقع بأحد مناجم الفحم شمال غرب تركيا، فيما تستمر جهود الإنقاذ لانتشال عشرات العمال الذين علقوا في المنجم على عمق 300 و350 متراً تحت مستوى سطح البحر.
إعلان
ارتفعت مجددا حصيلة القتلى جرّاء الانفجار في منجم للفحمفي شمال تركيا إلى 40 شخصا على الأقل، وفق ما أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو اليوم االسبت (15/10/2022). وقال صويلو غداة أحد أسوا الحوادث الصناعية منذ سنوات في تركيا "أحصينا 40 قتيلا بالمجموع. تمكّن 58 من عمال المنجم من النجاة بأنفسهم". بدوره، أفاد وزير الطاقة فاتح دونميز "نقترب من نهاية عملية الإنقاذ".
وكان قد أعلن في وقت سابق عن ارتفاع حصيلة الضحايا تركيا إلى 28 قتيلاً و28 جريحاً، بينما يحاول رجال الإنقاذ انتشال عشرات العمال العالقين في الموقع الذي سيتفقده في وقت لاحق اليوم الرئيس رجب طيب اردوغان .
وكتب اردوغان في تغريدة نشرت مساء الجمعة: "نتمنى ألا تكون الخسائر في الأرواح أكبر وأن يتم إنقاذ عمال منجمنا".
ووقع الانفجار الجمعة (14 أكتوبر/تشرين الأول 2022) فى منجم في مدينة أماسرا الواقعة على البحر الأسود وأودى بحياة 28 شخصاً حسب آخر حصيلة أعلنها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة على تويتر. وأضاف أن أحد عشر شخصاً أخرجوا من المنجم ويتلقون العلاج في المستشفى.
وتبذل فرق الإنقاذ جهوداً شاقة لمحاولة إنقاذ عشرات العمال الذين علقوا في المنجم على عمق 300 و350 متراً تحت مستوى سطح البحر.
وذكر وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن 49 عاملاً عالقون تحت الأرض من أصل 110 عمال كانوا داخل المنجم عند وقوع الانفجار. وفي وقت لاحق قال صويلو "تقديراتنا تفيد بأن 15 من عمال المناجم لدينا (عالقون) هناك ونحاول إنقاذهم".
وقال الوزير التركي الذي توجه إلى موقع الانفجار مع وزير الطاقة التركي فاتح دونميز بشكل عاجل "نحن أمام صورة حزينة فعلاً"، وأضاف دونميز أنه "حسب الملاحظات الأولى حدث انفجار غاز".
وكانت الهيئة العامة التركية لإدارة الكوارث ذكرت في تغريدة على تويتر أولاً أن خللاً في محول كهربائي أدى إلى الانفجار. لكنها أوضحت بعد ذلك أن كمية من غاز الميثان اشتعلت "لأسباب غير معروفة".
وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام التركية من مدخل المنجم، أفراد عائلات عمال المناجم العالقين وكثير منهم يبكون بينما يقدم رجال الإنقاذ الأكسجين للعمال الذين يتم إخراجهم من المنجم ونقلهم إلى أقرب المستشفيات.
وقال عامل تمكن من الخروج من المنجم سالماً بوسائله الخاصة، لوكالة أنباء الأناضول "لا أعرف ماذا حدث". وأضاف "كان هناك ضغط مفاجئ ولم أتمكن من رؤية أي شيء".
ولأن الانفجار وقع قبل وقت قصير من غروب الشمس، أدى الظلام إلى إبطاء عمليات الإنقاذ.
وقال رئيس بلدية أماسرا رجائي شاكر لقناة "إن تي في" التركية الخاصة إنه "تم إجلاء نصف العمال تقريباً. معظمهم بخير لكن هناك مصابين بجروح خطيرة بينهم أيضاً".
وأضاف أن فريقاً من أكثر من سبعين شخصاً تمكن من الوصول إلى نقطة في على عمق 250 متراً في المنجم. ولم يعرف ما إذا كان رجال الإنقاذ يمكنهم الاقتراب من العمال المحاصرين.
وفتح مكتب المدعي العام المحلي تحقيقا في الحادث.
وتسجل حوادث عمل باستمرارفي تركيا حيث جرى التطور الاقتصادي القوي في العقد الماضي على حساب قواعد السلامة، لا سيما في البناء والتعدين.
وأدركت البلاد ذلك فجأة بعد حادث وقع في 2014 في سوما بغرب البلاد حيث قُتل 301 عامل في منجم للفحم بعد انفجار وحريق أدى إلى انهيار بئر.
وأصدرت المحاكم التركية أحكاماً بالسجن تصل إلى 22 عاماً وستة أشهر ضد خمسة من مسؤولي المناجم ، ثبتت إدانتهم بالإهمال.
زاد التوتر في جرادة المغربية بعد اعتقال شابين إثر احتجاجات بدأت بعد وفاة عمال في مناجم للفحم. السكان يطالبون ببديل اقتصادي لمصدر رزقهم الأساسي واطلاق المعتقلين. بالصور: مراحل الاحتجاجات في جرادة منذ بدايتها.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
موت أشعل احتجاجات
بدأت الاحتجاجات بمدينة جرادة (شمال شرق المغرب) في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017. فبعد وفاة أربعة أشخاص في حوادث عرضي في أحد المناجم، خرج العديد من سكان المدينة محتجين في مظاهرات سلمية مطالبين ببدائل اقتصادية لمدينتهم التي لم تعد فيها فرص عمل منذ إقفال الدولة لمناجم الفحم عام 1998.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
التنديد بـ"التهميش"
المتظاهرون من سكان جرادة لا يطالبون بغير إيجاد بديل اقتصادي عن مناجم الفحم. كما أنهم يطالبون الجهات المسؤولة بإعفائهم من دفع فواتير الماء والكهرباء، والعمل على محاسبة المسؤولين في المنطقة منذ إيقاف مصدر عيشهم الأساسي. "الرغيف الأسود" يُنسب للقمة العيش التي يحصل عليها العمال من الكدح بمناجم الفحم الأسود.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
"مناجم الموت"
يعيش المئات من سكان جرادة من العمل في "مناجم الموت" العشوائية وغير القانونية، والتي باتت مصدر رزق لهم وفي نفس الوقت مهددة لحياتهم. وقد عبر المحتجون عن رفضهم للأوضاع من خلال الاعتصام، وتنظيم مسيرات سلمية وشن إضرابات عامة. كما رفعوا رايات البلد ورددوا النشيد الوطني في مرات عديدة.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
وعود معلقة؟
مع اندلاع الشرارة الأولى للاحتجاجات السنة الماضية، ذهب وفد رسمي رفيع المستوى إلى جرادة. وكان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية قد أعلن، بعد زيارته للمدينة ضمن الوفد، عن مجموعة من القرارات الحكومية المهمة والعاجلة لاحتواء غضب الإقليم ككل. لكن الوضع لم يعرف تحسناً رغم الوعود المقدمة، حسب ما صرح به المتظاهرون، مما دفع بهم إلى الخروج من جديد.
صورة من: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images
اعتقالات وتوتر
أدى اعتقال السلطات شابين يوم السبت (10 مارس/ آذار 2018) إلى تصاعد التوتر بالمدينة. وخرج السكان في تظاهرات كبرى للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، هذا في الوقت الذي خيم فيه إضراب عام على المدينة. وقد تحولت المظاهرات إلى مواجهات بينهم وبين القوات والأجهزة التابعة للدولة فيما بعد.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
من الظالم ومن المظلوم؟
فوجئ المتظاهرون حين خروجهم للتظاهر السبت (10 مارس/آذار 2018) بوجود 500 من عناصر الدرك تقريباً في رقعة احتجاجهم، حسب ما نقلته وكالة رويترز. إذ قاموا بمحاصرتهم ودهسوا شاباً كما أصيبت امرأة بشكل بليغ. وفي هذا السياق، قالت السلطات المحلية لمدينة جرادة إن عدداً من المتظاهرين أحرقوا خمس سيارات تابعة للقوات العمومية وتسببوا في أضرارا جسيمة لعربات أخرى، كما أشارت إلى وقوع إصابات بين صفوف القوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تهديد ووعيد!
أصدرت وزارة الداخلية المغربية يوم الثلاثاء (13 مارس/ آذار2018) بياناً، فحواه أنها مستعدة "للتعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة". كما أكدت "انطلاقاً من صلاحياتها القانونية، على أحقيتها في إعمال (تطبيق) القانون من خلال منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام والتعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مواجهات دامية
شهدت المدينة مواجهات يوم الأربعاء (14 مارس/ آذار 2018)، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف الشرطة وتوقيف 9 أشخاص "سوف يتم تقديمهم أمام العدالة". ووصل عدد الإصابات البليغة إلى عشرة، حسب ما صرح به مصطفى الخلفي، الناطق باسم الحكومة المغربية. في حين صرح مسؤول محلي لوكالة الأناضول التركية أن الرقم تجاوز 180 إصابة، غالبيتها من القوات الحكومية.
إعداد: مريم مرغيش