تركيا: استقالة جنرالين كبيرين وأنباء عن احتمال "هرب" غولن
٢٨ يوليو ٢٠١٦
قالت مصادر رسمية تركية إنه تمّ تسريح مئات العسكريين بينهم ضباط كبار، وإغلاق أكثر من 130 مؤسسة إعلامية واعتقال عشرات الإعلاميين وسط حملة متزايدة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وحديث عن احتمال هروب غولن من أمريكا.
إعلان
قال وزير العدل التركي إن هناك معلومات عن احتمال هرب رجل الدين التركي فتح الله غولن، الذين تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، من أمريكا إلى استراليا أو المكسيك أو كندا أو جنوب أفريقيا أو مصر.
من ناحية أعلن اثنان من كبار الجنرالات في الجيش التركي استقالتهما قبل اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة اليوم الخميس (28 تموز/ يوليو 2016)، في أنقرة سيتم خلاله اتخاذ قرار بإجراء تعديلات واسعة في الجيش بعد محاولة الانقلاب، حسبما أوردت وكالة دوغان الخاصة. وأوضحت الوكالة ان قائد جيش البر الجنرال إحسان اويار وقائد التدريب والعقيدة الجنرال كميل باش أوغلو استقالا، وذلك غداة تنحية 149 جنرالا وادميرالا.
وقال مسؤول بالحكومة التركية إن السلطات سرحت 1684 عسكريا مشيرا إلى تورطهم في محاولة الانقلاب الفاشلة التي يتهم الرئيس التركي طيب إردوغان رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن بتدبير الانقلاب في حين ينفي الأخير أي ضلوع له في العملية.
واتخذت السلطات التركية بالفعل إجراءات بإيقاف وتسريح والتحقيق مع أكثر من 60 ألف جندي وشرطي ومدرس وقاض وغيرهم للاشتباه بصلاتهم بحركة غولن.
وقال المسؤول الحكومي إن من بين العسكريين الذين سرحوا أمس الأربعاء 149 جنرالا وأدميرالا. وتشير بيانات عسكرية إلى أن الرقم يمثل تقريبا 40 في المئة من قادة الجيش التركي. علاوة على ذلك قالت الحكومة إنها أمرت بإغلاق ثلاث وكالات أنباء و16 قناة تلفزيونية و45 صحيفة و15 مجلة و29 دار نشر.
كما أصدرت السلطات أوامر باعتقال 47 صحفيا آخرين ضمن حملة واسعة النطاق على المشتبه بأنهم من مؤيدي غولن. وتشمل الأسماء يساريين معروفين لا يتبنون النظرة الدينية لغولن وهو ما يزيد القلق من أن الحملة الواسعة تأخذ في طريقها أناسا لمجرد انتقادهم لأردوغان وحكومته.
ومن المرجح أن تثير هذه الخطوات التي تتخذ بعد إغلاق مؤسسات إعلامية أخرى للاشتباه بصلاتها برجل الدين فتح الله غولن، القلق بين الجماعات الحقوقية والحكومات الغربية بشأن نطاق حملة التطهير.
وقالت الولايات المتحدة أمس الأربعاء إنها تتفهم احتياج تركيا لمحاسبة مدبري محاولة الانقلاب الفاشلة لكنها أوضحت أن اعتقال المزيد من الصحفيين يعد جزءا من "توجه مثير للقلق".
ع.ج/ و.ب (رويترز، أ ف ب)
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."