أعلن وزير الداخلية التركي إفكان آلا في حديث مع قناة تلفزيونية تركية رسمية أنه تم اعتقال أكثر من 18 ألف شخص منذ محاولة الانقلاب الفاشلة إلى جانب إلغاء نحو 50 ألف جواز سفر لمنع أصحابها من الهرب إلى الخارج.
إعلان
قال وزير الداخلية التركي إفكان آلا لقناة (تي ار تي) الرسمية اليوم الجمعة(29 تموز/يوليو)إنه تم اعتقال 18 ألف و 440 شخصا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة. وقال آلاإن الاعتقالات تمت على خلفية تورط المعتقلين بالمحاولة الانقلابية الفاشلة عبر صلتهم بحركة الداعية فتح الله غولن، حسب تعبير الوزير. مضيفا أن مذكرات اعتقال قد صدرت بحق 9677 شخصا من بين المعتقلين.
وأشار الوزير التركي إلى أن السلطات ألغت جوازات سفر لنحو 49 ألفا و211 شخصا وذلك في إطار إجراءات احتياطية لمنع أصحابها من الهرب إلى خارج البلاد.
وبشأن المواقف المعارضة للنهج التركي في التعامل مع الانقلاب من قبل الغرب، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة جنرالا أمريكيا، مسؤولا بمجلس الأمن القومي الأمريكي، كان قد أشار إلى أن مسؤولين عسكريين رئيسيين تتعامل معهم بلاده في تركيا إما تم تطهيرهم أو سجنهم عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
وخلال كلمة له بمقر القوات الخاصة في أنقرة الذي تضرر خلال محاولة الانقلاب الدامية، انتقد أردوغان المسؤول الأمريكي لقوله: إن سجن ضباط (انقلابيين) من الجيش التركي ممن كانت واشنطن على تواصل معهم، قد يؤثر على مكافحة "داعش".
وبحسب وكالة الأناضول للأنباء التي تديرها الدولة في تركيا، أشار أردوغان إلى قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، قائلا :إن "تطهير قواتنا من الانقلابيين أزعج الجيش والاستخبارات الأمريكية. ينبري أحد الجنرالات أو الأميرالات في أمريكا، وبالتزامن مع ما يجري في البلاد ليقول: إن شخصيات من مستويات عليا في القيادة، كنّا نتواصل معهم، قد باتوا خلف قضبان السجون، على الإنسان أن يخجل قليلًا، هل أنت مخوَّلٌ بالخوض في هذه الأمور واتخاذ قرارات في هذا الصدد؟ من أنت؟ عليك قبل كل شيء أن تعرف حدودك وتعرف نفسك".
ودعا أردوغان الجنرال الأمريكي، لتقديم الشكر لتركيا، التي "أفشلت الانقلابيين"، قائلاً: "عليك أن تقدم الشكر باسم الديمقراطية، لهذه الدولة التي تمكنت من دحر الانقلابيين، عوضًا عن الاصطفاف بجانبهم، لا سيما أنَّ متزعم الانقلاب مقيم في بلدك، ويتلقى الدعم منكم".
ح.ع.ح/ ع.خ (رويترز، د.ب.أ)
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."