تركيا- التحقيق مع عشرة آلاف مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي
٢٤ ديسمبر ٢٠١٦
قالت وزارة الداخلية التركية إن السلطات تحقق مع 10 آلاف مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي للاشتباه باستخدامهم تلك المواقع لدعم الإرهاب. غير أن جماعات حقوقية وبعض الدول الغربية ترى أن إردوغان يستغل حالة الطوارئ لسحق معارضيه.
إعلان
قالت وزارة الداخلية التركية اليوم السبت (24 ديسمبر/كانون الأول 2016) إن السلطات تحقق مع عشرة آلاف مستخدم لمواقع التواصل الاجتماعي للاشتباه باستخدامهم تلك المواقع لدعم الإرهاب. يأتي ذلك في خضم حملة واسعة النطاق أثارت قلق الجماعات الحقوقية وبعض حلفاء تركيا في الغرب.
وبعد محاولة انقلاب عسكري فاشلة في يوليو/ تموز فصلت تركيا أو أوقفت عن العمل أكثر من مئة ألف شخص. وتواجه تركيا تهديدات أمنية من مسلحين أكراد ويساريين ومن تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. وتقول تركيا إن هذه الإجراءات ضرورية للقضاء على مؤيدي الانقلاب وغيرهم من الإرهابيين. وقالت وزارة الداخلية اليوم السبت إن الحرب على الإرهاب يجري خوضها "بعزم وتصميم" على وسائل التواصل الاجتماعي. وأضافت الوزارة أنه خلال الشهور الستة الماضية اعتقلت السلطات 3710 أشخاص للتحقيق معهم. وقالت إن من بين هؤلاء تم اعتقال 1656 شخصاً رسمياً في حين مازال التحقيق مستمراً مع 84 شخصاً. وقالت إن الباقين، ويبلغ عددهم 1970، تم إطلاق سراحهم رغم أن 1203 منهم ما زالوا تحت المراقبة.
غير أن جماعات حقوقية وبعض دول الغرب ترى أن الرئيس رجب طيب إردوغان يستغل حالة الطوارئ الحالية في سحق معارضيه. ومنذ المحاولة الانقلابية أغلقت أكثر من 150 وسيلة إعلام كما تم اعتقال 140 صحفياً. وتؤكد جماعات معنية بمراقبة الإنترنت إن حجب مواقع تويتر وفيسبوك يتكرر خصوصاً في أعقاب وقوع هجمات تفجيرية أو غيرها من الهجمات الدامية.
ويقول خبراء فنيون في الجماعات المعنية بمراقبة الإنترنت إن انقطاع الخدمة مؤقتاً في مواقع التواصل الاجتماعي يجري عن عمد ويهدف جزئياً لوقف نشر صور الهجمات أو المعلومات بشأنها. من جانبها تنفي تركيا أنها تحجب مواقع الإنترنت وتلقي باللائمة في ذلك على كثافة إقبال المستخدمين عليها بعد وقوع أحداث كبرى.
خ.س/ع.ش(رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.