تركيا.. السجن المؤبد لضباط سابقين في قضية الانقلاب الفاشل
٧ أبريل ٢٠٢١
من أصل نحو 500 متهم مثلوا أمام القضاء، قضت محكمة تركية بالسجن مدى الحياة العشرات من كبار العسكريين السابقين بتهمة الاشتراك بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016. وتمت محاكمة حوالي 4500 شخص والحكم على حوالي 3000 منهم بالمؤبد.
إعلان
ذكر وكالة الأنباء الفرنسية لأن محكمة تركية قضت اليوم الأربعاء (السابع من أبريل/نيسان 2021) بالسجن مدى الحياة بحق 22 من كبار العسكريين السابقين (حسب وكالة الأنباء الألمانية 38 ضابطا) بعد إدانتهم بلعب دور أساسي في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016 ضد الرئيس رجب طيب اردوغان والتي تبعتها عمليات تطهير واسعة في صفوف القوات المسلحة. ويندرج هؤلاء ضمن مجموعة من 497 عسكريًا خدموا بغالبيتهم في الحرس الرئاسي، ويحاكمون أمام محكمة في أنقرة.
وكانت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أشارت في بادئ الأمر الى صدور أربعة أحكام فقط بالسجن مدى الحياة لكن محاميا للرئاسة التركية قال لوكالة فرانس في ختام الجلسة إن العدد 22 عسكريا سابقا.
وأدين المشتبه بهم بعدة تهم، لا سيما محاولة قلب النظام الدستوري. وأخذت النيابة عليهم أيضا أنهم داهموا مقر القناة العامة "تي ار تي" وأرغموا الصحافيين على بث بيان الانقلابيين وكذلك مهاجمة المقر العام لهيئة الأركان.
محاكمات تركية للصحفيين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة
04:15
وفي تشرين الثاني/نوفمبر حكم على 337 شخصا بينهم ضباط وطيارون بالسجن مدى الحياة في ختام المحاكمة الرئيسية المرتبطة بمحاولة الانقلاب هذه والتي نفذت في 15 تموز/يوليو 2016. وبين الأشخاص المحكومين خصوصا طيارون قصفوا عدة مواقع رمزية في العاصمة أنقرة مثل البرلمان وضباط ومدنيون أداروا الانقلاب من قاعدة أكينجي العسكرية.
من جانب آخر، حكم على 60 شخصا بعقوبات سجن مختلفة فيما تمت تبرئة 75 شخصا في ختام محاكمة مثل فيها حوالى 500 متهم أمام القضاء.
وأوقعت محاولة الانقلاب رسميا 251 قتيلا، باستثناء القتلى من الانقلابيين وأكثر من ألفي جريح. وهذا الحدث الذي أثار صدمة في تركيا أدى الى حملة تطهير واسعة النطاق ودفع بالرئيس اردوغان الى توسيع سلطاته.
وتتهم انقرة الداعية عبد الله غولن بتدبير الانقلاب. وينفي غولن وهو حليف سابق للرئيس التركي، يقيم في الولايات المتحدة، أي ضلوع له في هذه المسألة. ومنذ وقوع محاولة الانقلاب، تلاحق السلطات بدون هوادة أنصار الداعية غولن وقامت بعمليات تطهير بحجم غير مسبوق في تاريخ تركيا الحديث.
وانتهت حوالى 290 محاكمة في قضايا مرتبطة بمحاولة الانقلاب فيما تتواصل ثماني قضايا أخرى على الأقل. وأدانت المحاكم حتى الآن حوالى 4500 شخص وأصدرت عقوبات سجن مدى الحياة على حوالى ثلاثة آلاف منهم، بحسب الأرقام الرسمية.
هـ.د/ ع.ج.م (أ ف ب، د ب أ)
ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا وتبعاتها
قبل عام من الآن أراد انقلابيون الإطاحة بالرئيس التركي أردوغان. ولكن مساعيهم خابت. وبدلا من ذلك تعمقت سيطرة أردوغان بشكل غير مسبوق. هذا عرض لبعض المشاهد في ليلة الانقلاب الفاشل، والفترة التي تبعتها.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
البداية
الصور الأولى من مساء 15 يوليو/تموز 2016، التي وصلت من تركيا: دبابات الجيش تقطع السير على جسر البوسفور. مع مرور الوقت اتضح الأمر: مجموعات في الجيش بدأت بمحاولة انقلاب. طلقات تُسمع وهناك جرحى. والطائرات الحربية والمروحية تحلق على علو منخفض.
صورة من: picture-alliance/abaca/F. Uludaglar
دبابات في المطار
صورة مشابهة في مطار أتاتورك في اسطنبول: الدبابات تقدمت. وانفع الانقلابيون باتجاه برج المطار وأوقفوا حركة الطيران. عدد قليل من المدنيين يقفون بوجه الانقلابيين.
صورة من: Reuters/Ihlas
قصف على البرلمان
وحتى مبنى البرلمان في أنقرة صار هدفا لقصف الانقلابيين. في تمام الساعة 2:32 صباحا تعرض المبنى للقصف من الجو. الانقلابيون استخدموا عدة طائرات من طراز أف 16 في تلك المهمة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
الضحايا
في مواجهات ومصادمات لقي - بحسب بيانات رسمية - 249 شخصا حتفهم، وأصيب أكثر من 2000 آخرين بجروح. والآن يتم الاحتفاء بهم في تركيا كـ"شهداء".
صورة من: Getty Images/B.Kilic
المقاومة
وبعد مضي بضع ساعات من الليل، اتضحت الصورة أكثر: الانقلاب سيفشل. كما حدث هنا في ساحة تقسيم. الجنود المشاركون في محاولة الانقلاب تم القبض عليهم من قبل الشرطة أو من وحدات الجيش الأخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
ظهور أردوغان
وبطريقة غير اعتيادية ظهر الرئيس التركي أردوغان وخاطب الشعب. في بث مباشر عبر الهاتف اتصلت مذيعة إحدى القنوات بالرئيس التركي أردوغان، الذي تحدث للأتراك: "أدعو شعبنا للتجمع في الساحات وفي المطار". وبظهوره عمل أردوغان على وضع حد للتكهنات حول التغيير في البلاد.
صورة من: Screenshot/CNN Turk/Reuters
نزول الناس إلى الشوارع
كثير من الأتراك سمعوا نداء الرئيس وتدفقوا إلى الشوارع، ليتصدوا للانقلابيين ويساهموا في منع نجاح الانقلاب. كما هو الحال هنا في أنقرة، حيث تسلق الناس على ظهور الدبابات، رافعين العلم التركي.
صورة من: picture-alliance/abaca/O. Gurdogan
الانتقام
في صباح اليوم التالي تقهقر الانقلابيون في كل مكان تقريبا. فقط في مواضع قليلة كانت هناك مناوشات. والآن بدأت عملية الملاحقة للانقلابيين.
صورة من: Reuters
البحث عن الانقلابيين
بدأت قوات الجيش ملاحقة المتورطين في محاولة الانقلاب. وهكذا استسلم عدد كبير منهم وتم القبض عليهم.
صورة من: picture-alliance/AA
المتهم بأنه العقل المدبر
تم اتهامه بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية: رجل الدين الإسلامي فتح الله غولن. الحكومة التركية حملته المسؤولية. أما غولن فنفى ذلك. يشار إلى أنه يعيش في الولايات المتحدة منذ سنوات، ولم يتم تسليمه لتركيا.
صورة من: Reuters/C. Mostoller
الاحتفال بالنصر
بعد 24 ساعة من محاولة الانقلاب تغيرت الصورة تماما: آلاف الناس احتشدوا على جسر البوسفور محتفلين بالانتصار على الانقلابيين. بعدها تم تغيير اسم الجسر إلى "جسر شهداء 15 يوليو".
صورة من: picture-alliance/abaca/E. Öztürk
حالة الطوارئ
بعدها بخمسة أيام، أعلن أردوغان حالة الطوارئ في البلاد، والتي دخلت في اليوم التالي حيز التنفيذ. فحصل الرئيس بذلك على صلاحيات واسعة، كما بدأ النقاش حول إعادة عقوبة الإعدام. وبعد مرور عام مازالت حالة الطوارئ مفروضة في بلاد الأناضول.
صورة من: Reuters/K. Ozer
التطهير
مباشرة بعد المحاولة الانقلابية تحدث أردوغان عن "نعمة الله". والهدف هو "قواتنا المسلحة يجب أن تكون نقية تماما، ولذلك سيتم تطهيرها". ولكن الأمر لم يقتصر على مؤيدي فتح الله غولن في الجيش. بل تعداه إلى صحفيين وباحثين وبقية المناهضين لأردوغان. حوالي 100 ألف موظف تمت إقالتهم، و50 ألف شخص تم اعتقالهم.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Mehmet
أردوغان وسّع صلاحياته
قبل محاولة الانقلاب، لم يتمكن أردوغان من الوصول إلى نظامه المفضل (النظام الرئاسي). ولكن المحاولة الانقلابية كانت فرصة له كي يتمكن من دفع هذا المشروع إلى الأمام، وصولا إلى نظام حكم برجل قوي على رأس السلطة. وفي أبريل/نيسان الماضي تحقق مراده، عندما صوت الأتراك، بأغلبية بسيطة، لصالح تعديل الدستور.
صورة من: Reuters/H. Aldemir
المعارضة
المعارضة التركية تم إضعافها بعد محاولة الانقلاب - وخاصة حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. رئيسا الحزب وتسعة برلمانيين من الحزب تم اعتقالهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. حزب الشعب الجمهوري يمر بمرحلة هدوء استمر حتى صيف 2017، عندما دعا الحزب لمسيرة "العدالة" من أنقرة إلى اسطنبول. إعداد: كريستيان فولف/ف.ي