تركيا.. السجن 42 عاماً للسياسي الكردي صلاح الدين دميرتاش
١٦ مايو ٢٠٢٤
قضت محكمة تركية بسجن السياسي الكردي صلاح الدين دميرتاش، على خلفية تظاهرات عنيفة اندلعت عام 2014. ومن التهم التي وجهت إليه "المساعدة في تدمير وحدة الدولة وسلامة أراضي البلاد".
إعلان
قضت محكمة تركية اليوم الخميس (16 أيار/مايو 2024) بسجن صلاح الدين دميرتاش، وهو سياسي كردي سجين، 42 عاماً، على خلفية دوره المزعوم في احتجاجات عنيفة في 2014، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.
يشار إلى أن دميرتاش، الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، المنحل حاليا، قيد الاحتجاز لحين المحاكمة منذ عام 2016. وكان دميرتاش منافساً للرئيس رجب طيب أردوغان في انتخابات 2018.
وقضت المحكمة بسجن فيجين يوكسيكدج، وهي رئيسة مشاركة سابقة أخرى لحزب الشعوب الديمقراطي، أكثر بقليل من 30 عاماً على خلفية اتهامات بالإضرار بوحدة الدولة التركية، والدعاية الإرهابية، ضمن تهم أخرى، حسبما ذكرت وكالة "الأناضول" التركية.
ويخضع دميرتاش و 107 متهمين آخرين، من بينهم أعضاء برلمان سابقون عن حزب الشعوب الديمقراطي، للمحاكمة منذ منتصف 2021 على خلفية صلاتهم المزعومة بأعمال الشغب التي وقعت في عام 2014، والمرتبطة بالصراع في سوريا المجاورة وعلى وجه الخصوص بحصار "داعش" لمدينة عين العرب/كوباني.
واحتج معارضو الحكومة ضد الأحكام باعتبارها مسيسة.
إردوغان يقر بخسارة حزبه في الانتخابات
02:54
وخلال قضية لحل الحزب، قام حزب الشعوب الديمقراطي بتغيير اسمه مؤخراً إلى "حزب الخضر اليساري".
وذكرت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن المحكمة في العاصمة أنقرة قضت بسجن دميرتاش 20 عاماً على خلفية "المساعدة في تدمير وحدة الدولة وسلامة أراضي البلاد". كما صدر ضده حكم بالسجن 22 سنة أخرى على خلفية إجمالي 47 تهمة، من بينها التحريض على الجريمة.
وبعد إدانته عام 2018 بالسجن أربعة أعوام وثمانية أشهر بتهمة "الدعاية الإرهابية" في أحد جوانب هذه القضية، أمرت المحكمة الأوروبيةلحقوق الإنسان أنقرة بالإفراج عنه "في أسرع وقت ممكن"، معتبرة أن سجنه يهدف إلى "خنق التعددية السياسية".
خ.س/ف.ي (د ب أ، أ ف ب)
تركيا- الاتحاد الأوروبي.. كيف تحوّلت فكرة الانضمام إلى سراب؟
تاريخ من الشد والجذب بين تركيا والاتحاد الأوروبي. أنقرة وضعت الطلب مبكرا قبل إنشاء الاتحاد لكن كانت هناك ملفات شائكة عرقلت عملية الانضمام حتى بات الأمر مستحيلا تقريبا، على الأقل في فترة رجب طيب أردوغان.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
أول اتفاقية مع الجماعة الأوروبية
وقعت تركيا وما كان يعرف بالجماعة الاقتصادية الأوروبية (تكونت حينها من ستة بلدان) اتفاقية اتحاد جمركي عام 1963. وكان من المفروض أن يكون الاتفاق بداية للانضمام الفعلي إلى الجماعة، خاصة مع توقيع بروتوكول إضافي عام 1970 وازدهار التبادل التجاري بين الطرفين، غير أن الحال بقي كما هو عليه، قبل تجميد عضوية تركيا بعد وقوع انقلاب عسكري فيها عام 1980.
صورة من: Alfred Hennig/dpa/picture alliance
جمهورية قبرص التركية تعمّق الخلاف
عادت تركيا لتطلب الانضمام مجددا عام 1987، لكن ظهر جليا وجود معارضة داخلية أوروبية قوية لهذا الانضمام، خاصة بعد انضمام اليونان إلى المجموعة عام 1981، ودخولها في صراع مع تركيا منذ اجتياح هذه الأخيرة لقبرص عام 1975 ثم إعلان أنقرة من جانب واحد قيام جمهورية شمال قبرص التركية عام 1983.
صورة من: Birol Bebek/AFP/Getty Images
الاتحاد يتأسس دون تركيا
تأسس الاتحاد الأوروبي فعليا عام 1992 دون تركيا. استمرت هذه الأخيرة في محاولاتها، واستطاعت إقناع الأوروبيين بتوقيع اتفاقية للتجارة الحرة معها عام 1995، غير أن تفكك الاتحاد السوفياتي ساهم سلبا في استمرار إبعاد تركيا نظرا لكثرة المرشحين الجدد، قبل أن يتم إعلان أن تركيا ولأول مرة مرشحة فعليا للانضمام، وذلك بعد قمة هلسنكي عام 1999.
صورة من: picture-alliance/dpa
عهد أردوغان
وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة في تركيا عام 2003 وكان متحمسا كثيرا للانضمام، غير أن عدة دول أوروبية كالنمسا وألمانيا وفرنسا كانت لها تحفظات كثيرة على عضوية تركيا. المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عارضت فكرة الانضمام واقترحت بدلا منها شراكة مميزة بسبب الخلافات مع تركيا حول حقوق الإنسان وقبرص وسياسة أنقرة الخارجية.
صورة من: imago/Depo Photos
شروط كوبنهاغن
وضع الأوروبيون شرط احترام بنود اتفاقية كوبنهاغن أمام تركيا للانضمام، ومن الشروط تنظيم انتخابات حرة واحترام حقوق الإنسان واحترام الأقليات. ولأجل ذلك أعلنت أنقرة عدة إصلاحات منها إلغاء عقوبة الإعدام. بدأت المفاوضات الفعلية للانضمام عام 2005 في مجموعة من المجالات، غير أن استمرار مشكلة قبرص عجل بوقف المفاوضات، إذ رفضت أنقرة الاعتراف بعضوية قبرص في الاتحاد.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Turkel
دولة مسلمة وسط اتحاد مسيحي؟
تشير العديد من التقارير إلى أن الاختلاف الديني بين تركيا وبلدان الاتحاد الأوروبي يشكلّ سبباً غير معلن لرفض الانضمام، فدول الاتحاد هي بلدان مسيحية فيما تركيا هي بلد مسلم. أكثر من ذلك، قلّص أردوغان مظاهر العلمانية وأرجع الدين إلى الحياة العامة. هذا العامل يرتبط بتوجس الأوروبيين من النزعة القومية التركية ومن عدم إمكانية قبول الأتراك بمشاركة هوية مجتمعية مع أوربييين يختلفون عنهم في نمط حياتهم.
صورة من: Reuters/U. Bektas
التفاوض يتعثر مجددا
بدءا من عام 2013 عادت المفاوضات مجددا، خاصة بعد مغادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي كان معارضا بقوة لفكرة الانضمام. لم تغيّر ميركل موقفها لكنها أبدت مرونة واضحة، بيدَ أن تركيا وضعت هي الأخرى شروطها المالية الخاصة لاسيما مع تحملها موجة اللاجئين. وجاء قمع مظاهرات ميدان تقسيم 2013 ليوقف المفاوضات مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/T. Bozoglu
الصراع مع قادة أوروبيين يتفاقم
لم تجانب المفوضية الأوروبية الواقع عندما قالت عام 2019 إن آمال انضمام تركيا إلى الاتحاد تلاشت، فلا أحد من الطرفين بات متحمسا للفكرة. أخذ أردوغان خطوات وصفها قادة من الاتحاد بأنها "استبدادية" خاصة مع تقارير حقوقية عن تراجع الحريات في البلد. أبعد ملف اللاجئين الطرفين أكثر، ثم جاء النزاع في شرق المتوسط بين تركيا من جهة واليونان وقبرص وفرنسا من جهة ثانية ليعدم تقريبا الفكرة.
صورة من: Adem ALTAN and Ludovic Marin/various sources/AFP