خطت تركيا اليوم خطوة قد تكون مهمة على طريق حل الخلاف حول الملف النووي الإيراني. فقد أعلنت انقرة اليوم عن استعدادها لتخزين اليورانيوم الإيراني. جاء ذلك في تصريح أدلى به وزير الطاقة التركي تانير ييلديز و نقلته وسائل الإعلام التركية.

وقال الوزير التركي إن "بلاده سوف لن ترفض طلبا من هذا النوع"، مضيفا أن تركيا لم تتلقى طلبا بهذا الخصوص حتى الآن، لكن الموضوع في طور المناقشة حاليا. كما أوضح ييلديز أن تركيا لا ترى أي مشكلة في خزن اليورانيوم المخصب جزئيا على أراضيها.

خزن اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد أشارت هذا الأسبوع إلى أن الولايات المتحدة اقترحت على إيران فكرة تخزين ما بحوزتها من اليورانيوم ضعيف التخصيب خارج أراضيها وذكرت تركيا بالتحديد. وتهدف واشنطن بهذه الخطوة إلى توفير فرص رقابة أفضل على مخزون طهران من اليوارنيوم.

ومن جانب آخرى قدمت الوكالة الدولية الشهر الماضي وفي إطار مشروع حل وسط للازمة النووية الإيرانية مقترحات عديدة بينها فكرة نقل اليورانيوم الإيراني إلى روسيا وتخصيبها تحت إشراف روسي وذلك حتى نهاية العام الجاري، ليتم نقل اليورانيوم بعد ذلك إلى فرنسا لتحويلها إلى وقود نووي يكفي لتشغيل مفاعل نووي لأغراض الأبحاث العلمية وإعادتها إلى طهران.

لكن طهران لم ترد على هذه المقترحات حتى الآن. وتخشى إيران أن لا تستعيد كميات اليورانيوم التي تسمح بخروجها من البلاد وفق مقترح الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي نهاية الأسبوع المنصرم رفض مسئول في مجلس الشورى الإيراني مقترح المنظمة الدولية، مؤكدا في نفس الوقت أن خيار تبادل اليورانيوم مازال قيد البحث. يشار إلى أن مقترح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخاص بنقل اليورانيوم الإيراني إلى الخارج يضمن تسلم طهران الوقود النووي اللازم لمفاعل أبحاثها العلمية.

تركيا تحتفظ بعلاقات ودية مع إيران والولايات المتحدة وبروكسل

وما يجعل المقترح التركي قابلا للتحقيق هو أن أنقرة تحتفظ بعلاقات ودية ومتطورة مع طهران لكونها دولة إسلامية. كما أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وعلى علاقة على مستوى رفيع مع كل من واشنطن ومعظم عواصم دول حلف شمال الأطلسي.

وعلاوة على ذلك تسعى تركيا إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وبهذه الخطوة تأمل تركيا الاقتراب كثيرا من طموحات الاتحاد الأوروبي الرامية إلى حل أزمة الملف النووي الإيراني، ما يمكن أن يحسن من فرص نجاح المفاوضات الأوروبية التركية بشأن انضمام أنقرة إلى المجموعة الأوروبية.

(ح.ح، د.ب.أ، أ.ف.ب)

مراجعة: لؤي المدهون