تركيا تتهم ألمانيا بعدم التعاون في تسليم أنصار غولن
٣ فبراير ٢٠١٧
أتهمت تركيا الحكومة الألمانية بعدم التعاون في تسليم أنصار الداعية فتح الله غولن، فيما دافعت المستشارة ميركل عن موقف بلادها، مشيرة إلى أن ذلك من اختصاص القضاء المستقل، محذرة من التجسس على أنصار غولن من داخل ألمانيا.
إعلان
اشتكى وزير العدل التركي بكير بوزداغ من تسويف الحكومة الألمانية في تسليم أنصار محتملين للداعية التركي فتح الله غولن إلى تركيا. يأتي ذلك بعد يوم واحد من زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى أنقرة.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن بوزداغ اتهامه اليوم الجمعة (الثالث من فبراير/شباط) لألمانيا بأنها لا تعير "الأدلة" التي سلمتها لها تركيا أي اهتمام، مضيفا بالقول: "كل ذلك يبين أن ألمانيا لا تنظر إلى طلبات التسليم التركية نظرة إيجابية."
وتتهم تركيا الداعية التركي فتح الله غولن، الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة، بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو 2016، لكن غولن ينفي أي تورط في المحاولة الإنقلابية.
وتطالب أنقرة بتسليم أنصار غولن في ألمانيا إليها ممن تجري بشأنهم تحقيقات في تركيا، ومنهم 40 جنديا تركيا من جنود حلف شمال الأطلسي (ناتو) تقدموا بطلبات لجوء إلى ألمانيا.
وكانت ميركل قد أشارت خلال زيارتها لتركيا إلى اختصاص المحاكم المستقلة في بلادها بهذا الشأن، لافتة إلى أن هناك أحكاما قضائية لا تتيح عمليات التسليم تحت ظروف معينة. وأضافت أن الحكومة الاتحادية سوف تحترم نتيجة التحقيق المستقل للمحاكم.
وحذرت المستشارة الألمانية أمس من أنقرة من التجسس على أتباع غولن في ألمانيا، وقالت بعد لقائها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة: "ليس مسموحا أن ينشأ انطباع أن هناك حالات تجسس (في ألمانيا)". وأشارت ميركل إلى أنه "من المهم للغاية بالنسبة لي ألا يكون لدينا أية تطورات خاطئة حاليا، عندما يتعلق الأمر مثلا بالأئمة الذين يعملون في إطار (الاتحاد الإسلامي-التركي للشؤون الدينية في ألمانيا) ديتيب". يشار إلى أنه يشتبه أن اتحاد "ديتيب" يتجسس على أتباع فتح الله غولن في ألمانيا.
ع.ج.م/ه.د (د ب أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.