اتهمت تركيا هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بـ"دعم الإرهاب"، وذلك عقب بثها تقريراً يصور حياة مقاتلات في حزب العمال الكردستاني يحاربن تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال العراق. ورفضت "بي بي سي" هذه الاتهامات.
إعلان
اتهمت وزارة الخارجية التركية هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الجمعة (21 أغسطس/ آب 2015) بدعم الإرهاب لبثها وثائقياً يصور حياة وتدريب مقاتلات من حزب العمال الكردستاني المحظور. من جانبها، رفضت "بي بي سي" هذه الاتهامات، مؤكدة أن تقريرها يقدم "رؤية فريدة" من نوعها عن دوافع مقاتلات حزب العمال الكردستاني ويذكر بوضوح أن النظام التركي يعتبر حزب العمال الكردستاني تنظيماً "إرهابياً".
ويسلط التقرير، الذي عُرض الخميس على موقع "بي بي سي" الإلكتروني، الضوء على مقاتلات في أحد معسكرات تدريب حزب العمال الكردستاني بشمال العراق، ويصور استعداداتهن لمواجهة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقالت الخارجية التركية في بيان إن "بث معلومات مماثلة عن حركة تعتبرها دول عدة إرهابية، بينها دول الاتحاد الأوروبي، يشكل دعماً معلناً للإرهاب".
وأضافت أن "تقديم هذه المنظمة السرية بوصفها حركة بريئة تقاتل منظمة إرهابية أخرى (...) هو أمر مرفوض"، معتبرة أن تقارير كهذه تنافي قرارات الأمم المتحدة ومجلس أوروبا بشأن المنظمات الإرهابية.
وتعليقاً على موقف أنقرة، قال متحدث باسم "بي بي سي" لوكالة فرانس برس إن الهيئة "تغطي أخباراً تهم العالم أجمع بشكل محايد، وهذا التقرير هو واحد من عدد كبير (من التقارير) عرضناها عن تركيا والقضايا المتصلة" بهذا البلد، بما فيها الهجمات التي شنها حزب العمال الكردستاني.
وأضاف المتحدث أن "هذا التقرير يقدم رؤية فريدة لفهم ما يدفع النساء للانضمام إلى حزب العمال الكردستاني بهدف قتال الدولة الإسلامية، وبينهن نساء فررن من الدولة الإسلامية". وشددت "بي بي سي" على أن التقرير "يقول بوضوح إن حزب العمال الكردستاني يعتبر منظمة إرهابية من جانب السلطات التركية".
وكانت تركيا قد أعلنت في تموز/ يوليو "حرباً على الإرهاب" ضد تنظيم "داعش" والمتمردين الأكراد. لكنها تستهدف بالأخص هؤلاء المتمردين، الذين يردون بهجمات على الجيش وقوات الأمن. ويأتي الجدل مع "بي بي سي" على خلفية قلق متنام حيال حرية التعبير في تركيا، حيث يلاحق الصحافيون وتوجه إليهم اتهامات بإهانة السلطات.
ع.ش/ ي.أ (أ ف ب)
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .