تركيا تتوعد بالانتقام لمقتل جنودها وواشنطن تؤيد حربها ضد "الإرهاب"
١٩ أكتوبر ٢٠١١شنت تركيا هجمات برية وجوية على متمردي حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق الأربعاء (19 أكتوبر/ تشرين أول 2011) وتوعدت "بانتقام شديد"، بعد مقتل 24 جندياً تركياً في أحد أعنف الهجمات الكردية منذ عقود. وقال مسؤولون أتراك إن نحو 100 مقاتل من حزب العمال الكردستاني شنوا هجمات متزامنة في جنح الليل على سبعة مواقع نائية للجيش في إقليم هكاري على حدود تركيا مع العراق.
وذكرت مصادر أمنية تركية أن قوات خاصة تركية توغلت مسافة تصل إلى ثمانية كيلومترات في الأراضي العراقية لملاحقة المقاتلين الأكراد، وأن طائرات حربية قصفت أهدافاً حول معسكر للمقاتلين على نهر الزاب. من جانبه أكد الرئيس التركي عبد الله جول للصحفيين أن "من ألحقوا بنا هذا الألم سينالهم ألم أشد بكثير ... من يعتقدون أنهم سيضعفون دولتنا بمثل تلك الهجمات أو يعتقدون أنهم سيجبرون دولتنا على الخضوع سيرون أن الانتقام سيكون شديداً للغاية وسيكون أضعافاً مضاعفة".
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون، إن 24 جندياً قتلوا وأصيب 18 آخرون في الهجمات المفاجئة، وأعلن بدء عمليات واسعة بما في ذلك عمليات مطاردة حثيثة. وألغى أردوغان زيارة خارجية كان على وشك أن يبدأها وعقد اجتماعاً طارئاً مع وزيري الداخلية والدفاع وقادة أجهزة الاستخبارات وكبار القادة العسكريين.
برزاني يدين التوغل التركي وواشنطن تؤيده
وذكر مسؤولون أمنيون لوكالة رويترز أن القوات التركية قتلت 15 متمرداً كردياً في اشتباكات لاحقة، فيما ضربت طائرات مروحية مقاتلة بعض الأهداف في المنطقة. وكان هناك نحو 500 جندي في الأراضي العراقية جرى نقل بعضهم جواً. وأدان مسعود البرزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، الغارات بوصفها "عملاً إجرامياً"، مضيفاً أن "هذا العمل أولاً وقبل كل شيء ضد مصلحة شعب كردستان. ندعو إلى وقف فوري لتلك الهجمات".
واتهمت تركيا العراق مراراً بعدم فعل ما يكفي ضد قواعد حزب العمال الكردستاني، وقامت بعمليات جوية وبرية عبر الحدود عدة مرات في الماضي، كان آخرها هجوم كبير عام 2008، عندما أرسلت عشرة آلاف جندي بدعم جوي. وحمل المتمردون الأكراد السلاح ضد الدولة التركية عام 1984 سعياً لإقامة وطن مستقل للأكراد، وقتل أكثر من 40 ألف شخص في الصراع.
من جهته أعرب السفير الأمريكي لدى أنقرة، فرانسيس ريكاردوني عن دعم بلاده لتركيا في "حربها ضد الإرهاب". وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية أن ريكاردوني أعرب عن مشاطرة واشنطن أنقرة الشعور بالألم، وقدم التعازي لأقارب الجنود الأتراك الذين قتلوا، مشيراً إلى استمرار التعاون الاستخباراتي بين البلدين، كما أكد أن الولايات المتحدة تعمل مع أنقرة بنشاط في مجال مكافحة الإرهاب. يذكر أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يصنفان حزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية.
(ي.أ/ د ب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو