تجديد جواز السفر واحد من بين التحديات الكبيرة بالنسبة للاجئين السوريين المقيمين في تركيا. ولذلك أسباب مختلفة منها صعوبة الحصول على موعد لدى القنصلية السورية في إسطنبول. بعضهم لجأ إلى "السوق السوداء" فهل تكون هي الحل؟
إعلان
وفقا لتقارير الأمم المتحدة الخاصة باللاجئين السوريين، يعيش أكثر من 3.3 مليون لاجئ سوري في تركيا. وعادة ما تكون مدة صلاحية الجواز السوري خمس سنوات. لكن الحرب الدائرة في سوريا استغرقت حتى الآن مدة تجاوزت الست سنوات، ما يجعل الكثيرين بحاجة إلى تجديد جواز سفرهم، وخاصة أن وجود جواز سفر ساري المفعول يعد الوثيقة الرسمية الوحيدة التي يمكن استخدامها للعثور على عمل ومكان للعيش.
الوثائق اللازمة للسكن والعمل
في سنوات الحرب، أصبح الحصول على جواز سفر ليس بالأمر السهل. إذ يعد التجنيد من الشروط الأساسية التي تثبت مواطنة الشباب في سوريا ليتمكنوا بالتالي من الحصول على جواز سفر. لكن هناك العديد من الشباب السوريين في تركيا، رفضوا إجراء الخدمة العسكرية أثناء الحرب. وبعضهم لا يملك مستندات تثبت هويتهم، ما يؤدي بدوره إلى رفض معاملاتهم. ويضطر الكثير من اللاجئين إلى مراجعة القنصلية السورية في إسطنبول بشكل متكرر للحصول على فرصة لإثبات جنسيتهم. وبحسب موقع " Syria Deeply" فإن الطريقة القانونية الوحيدة للحصول على جواز السفر هي تحديد موعد لتأكيد الجنسية، ويشمل ذلك فحصا أمنيا شاملا من وزارة الداخلية السورية.
ويعني هذا الإجراء أنه يتعين على اللاجئ الانتظار مدة 45 يوما حتى يحصل على رسالة ردّ، يتم إعلامه من خلالها قبول طلبه أو رفضه. وفي حالة الموافقة ينبغي عليه أخذ موعد آخر لتقديم طلب تجديد الجواز. ويتم إصدارالجواز بعد 45 يوما من الموعد الثاني. وجدير بالذكر أن تكلفة هذه العملية تبلغ حوالي 330 دولارا أمريكيا ولكنها قد تصل إلى 830 دولار أمريكي لجواز سفر عاجل. وما يزيد الطين بِلة بالنسبة للاجئين أن تمديد جوازات السفر، التي لم تكن تتطلب فحصا أمنيا، توقف في نيسان / أبريل 2017.
ارتفاع رسوم جواز السفر
"السعر أعلى بكثير مما كان عليه قبل بضع سنوات"، هكذا يقول الناشط الإعلامي زهير الشمالي لموقع" Syria Deeply". ويوضح أنه تمكن من الحصول على جواز سفر في عام 2012 في غضون ساعات و مقابل 9 دولارات فقط. مع هذا الارتفاع الأخير في الأسعار، فإن الجواز السفر السوري يعد أغلى جواز سفر في العالم، بحسب الشمالي.
إلى جانب التكلفة العالية لتجديد جواز السفر، بات الحصول على موعد لتجديد جواز السفر لدى القنصلية السورية في إسطنبول أمرا أشبه بالمستحيل، وذلك نظرا لكثرة أعداد اللاجئين في تركيا. وهو ما دفع بدوره إلى نشوء ما يعرف بـ"السوق السوداء". حيث يدفع السوريون مئات الدولارات لأشخاص يدّعون أن لهم صلات في القنصلية من أجل تسريع الإجراءات. علما أنه وفي بعض الأحيان يحصل مشترو الخدمات من السوق السوداء على مواعيد وهمية.
ويذكر أن على حاملي جواز السفر السوري الحصول على تأشيرة دخول، إن أراد السوريون السفر إلى أي بلد أوروبي. الدخول إلى تركيا أيضا، يتطلب منهم الحصول على تأشيرة لدخول هذا البلد، وبحسب الإحصاءات فإن الجواز السوري يعد من بين الأضعف في العالم، إذ يسمح لحامله بالسفر إلى تسعة بلدان فقط بدون تأشيرة.
الكاتب كاي دامباخ/ ترجمة علاء جمعة-مهاجر نيوز
سوريون يبنون حياة جديدة في تركيا
منظمات إنسانية ومتطوعون من انتماءات مختلفة في إزمير التركية جمعهم هدف مساعدة اللاجئين في المدينة على بناء حياة جديدة. DW كانت في هذه المدينة الساحلية التي صارت موطنا ل 85 ألف سوري من طالبي اللجوء، وجاءت بهذه الصور.
صورة من: DW/D. Cupolo
في حي باسمانه بمدينة إزمير المعروف بعمليات تهريب البشر، انتشرت المحلات والمطاعم المملوكة للاجئين مع تزايد أعدد السوريين الذين يطول مكثهم في المدينة. وبينما نجح عدد من اللاجئين في هذا النوع من المشاريع، مازال معظمهم يسجلون مشاريعهم تحت أسماء أصدقائهم الأتراك. كما يوضح محمد صالح، مدير جمعية إغاثة اللاجئين السوريين في إزمير.
صورة من: DW/D. Cupolo
دفع الفواتير ليس إلا واحدا من التحديات العديدة التي يواجهها اللاجئون الذين غالبا ما يقضون فترات البطالة الطويلة في ارتياد المقاهي. العديد منهم محروم من الخدمات الصحية الأساسية وهو ما دفع بمتطوعين لتنظيم زيارات طبية مجانية لبيوت العائلات التي تعيش أوضاعا صعبة.
صورة من: DW/D. Cupolo
بمساعدة مترجم، زارت الناشطة ليا فيلمزن منازل لاجئين في باسمانه.وتظهر في الصورة وهي تستمتع لسيدتين تصفان كيف يعاني أطفالهما من أمراض تنفسية مزمنة. وحسب فيلمزن فإن سبب إصابتهم بهذه الأمراض يعود إلى ارتفاع نسبة الرطوبة في الشقة التي كانوا يقتسمونها مع 14 شخصا آخرين ينامون على الحصير في غرفتين صغيرتين.
صورة من: DW/D. Cupolo
أطفال يلعبون إلى جانب سترات نجاة معروضة للبيع على قارعة الطريق. معظم اللاجئين من صغار السن لا يذهبون إلى المدرسة ويضطرون عادة للقيام بمهن بسيطة لمساعدة عائلاتهم على دفع الإيجار. خلال إحدى زياراتها، عاينت فيلمزن طفلا سوريا يبلغ من العمر 6 سنوات تعرض للضرب وسلب ما معه عندما كان يبيع مناديل ورقية في الشارع.
صورة من: DW/D. Cupolo
في محاولة لإنشاء مركز اجتماعي للاجئين يجدد يالسين يانك المبنى المهجور الذي يستعمله لدباغة الجلود. يقول ل DW "أساعد اللاجئين كما كنت أساعد العمال قبل سنوات عديدة، نحن ننشئ فضاء جماعيا لجعل اللاجئين يشعرون أنهم مرحب بهم. نريد رأب الصدوع التي خلفتها حكوماتنا".
صورة من: DW/D. Cupolo
كريس دولينغ الذي يجوب شوارع حي باسمان، هو متطوع إيطالي إنجليزي يعمل مع يانك. يقول إن من المهم مساعدة اللاجئين ولكن دون مبالغة. "لا نريد أن يصير الناس معتمدين على المساعدة. نريد خلق مجموعات تساعد الناس على فهم واجباتهم وحقوقهم وتساعدهم أيضا على الاندماج في المجتمع، ليجدوا عملا ويبنوا حياتهم الخاصة".
صورة من: DW/D. Cupolo
"Mercy Corps" منظمة للمساعدات الإنسانية يمولها الاتحاد الأوروبي، افتتحت مؤخرا فرعا لها في إزمير حيث تسعى لمساعدة العلائلات اللاجئة التي تعيش أوضاعا صعبة من خلال برامج توزيع القسائم وتقديم المشورة.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم تظافر جهود الناشطين والمنظمات الإنسانية، فإن غالبية اللاجئين الذي يصلون إلى إزمير يأتون للبحث عن مهربين في مناطق مثل ساحة باسمانه التي تظهر في الصورة. "لا نستطيع منع الناس من التعاطي مع المهربين" كما يقول عفيف يلديز الملكف بالمشاريع في فرع منظمة "Mercy Corps" بإزمير. "الحل سياسي. نحن هنا لتقديم المساعدة لمن يعيشون في أوضاع صعبة".
صورة من: DW/D. Cupolo
الجزيرة اليونانية خيوس كما تظهر من مدينة جشمة التركية. نور شاهين أوغلو، متطوعة تعمل مع المنظمة الإنسانية "İmece İnisiyatifi " في جشمة، هي واحدة من السكان المحليين الذين يحاولون منع اللاجئين من ركوب القوارب التي تعبر بحر إيجه. "إذا كنت تريد أن تذهب، إذهب بطريقة آمنة" تقول. "قدم طلب اللجوء من تركيا واذهب في سفينة لائقة" .