وجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تحذيراً صارماً للأكراد وغيرهم من الجماعات في سوريا من السعي للحكم الذاتي، مؤكداً أن أي محاولة لتقسيم سوريا ستُعتبر تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي.
قال فيدان إن العشائر في سوريا يجب ألا تعتبر هذه الفوضى فرصة تكتيكية لتحقيق الحكم الذاتي أو الاستقلال عن سورياصورة من: Murat Gok/Anadolu/picture alliance
إعلان
حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اليوم الثلاثاء (22 يوليو/تموز 2025) الأكراد وغيرهم من الجماعات في سوريا من السعي للحكم الذاتي، مشيراً إلى أن أي محاولة لتقسيم سوريا ستعتبر تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي وقد تدفع إلى التدخل.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السلفادوري في أنقرة، حيث ناقشا توسيع العلاقات، انتقد فيدان التدخل الإسرائيلي الأخير في سوريا وحث الفصائل على عدم استغلال الاضطرابات التي اندلعت في جنوب البلاد لتحقيق مكاسب تكتيكية، داعياً إياها إلى الاندماج مع الحفاظ على هويتها الثقافية والدينية.
"تهديد مباشر"
وحذر فيدان قائلاً: "إذا تجاوزتم ذلك واستخدمتم العنف للتقسيم وزعزعة الاستقرار، فسوف نعتبره تهديداً مباشراً لأمننا القومي وسنتدخل". وقال: "قولوا ما شئتم، اطلبوا ما شئتم - طالما أن الأمر لا يتعلق بالتقسيم، فنحن مستعدون للمساعدة. ولكن إذا تجاوزتم هذا الخط، فلن نترك أنفسنا عرضة للتهديدات".
استمرار العنف في جنوب سوريا
01:58
This browser does not support the video element.
وتحذير الوزير من التقسيم موجه على ما يبدو إلى إسرائيل لأن تركيا ترى أن هذا هو هدف الإسرائيليين النهائي في سوريا. وقال فيدان لصحفيين في أنقرة إن إسرائيل تريد تقسيم سوريا كي تصبح غير مستقرة وعبئاً على المنطقة وتزداد ضعفاً. وذكر أن مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية يسعون إلى استغلال الفوضى لصالحهم. وأضاف "إن شاء الله، سنمنع تنفيذ هذه السياسة".
وفي إشارة واضحة إلى تلك الوحدات، قال فيدان إن العشائر في سوريا يجب ألا تعتبر هذه الفوضى فرصة تكتيكية لتحقيق الحكم الذاتي أو الاستقلال عن سوريا، وإنها أمام "كارثة استراتيجية كبيرة". وأضاف "هذا لا يؤدي إلى أي نتيجة".
إعلان
مخاوف تركية متصاعدة
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، تنظيماً إرهابياً واستهدفتها بعمليات عدة عبر الحدود. ودعت تركيا إلى وقف إطلاق النار بين الدروز والبدو، كما نددت سابقاً بالغارات التي شنتها إسرائيل في دمشق الأسبوع الماضي، ووصفتها بأنها محاولة لتخريب جهود سوريا لإرساء السلام والأمن.
العشائرُ العربيةُ تعلن التزامَها بقرارِ الرئاسةِ السوريةِ بوقفِ إطلاقِ النارِ في سوريا
02:52
This browser does not support the video element.
وتدعم تركيا بقوة الحكومة السورية المؤقتة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، ولطالما أعلنت التزامها بدولة سورية موحدة. كما تدعم اتفاقاً تم التوصل إليه بين الإدارة المؤقتة وقوات سوريا الديمقراطية،(قسد)، التي يقودها الأكراد، للاندماج في الجيش الوطني السوري.
وتأتي تصريحات فيدان بعد أيام من تصاعد التوترات في جنوب سوريا، مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين القبائل العربية البدوية والميليشيات الدرزية في محافظة السويداء. وأثار الصراع غارات جوية إسرائيلية على قوافل القوات الحكومية في السويداء وضربت مقر وزارة الدفاع في وسط دمشق، وهو ما بررته إسرائيل بأنه جهود لحماية المجتمعات الدرزية.
وقال فيدان: "محاولة انتزاع الحكم الذاتي أو الاستقلال من الفوضى المبنية على الدم والتي تم خلقها بمساعدة طرف آخر هي منظور لا يؤدي إلى أي مكان". "حان وقت الاندماج. حان الوقت لكي يتمسك الجميع بالحياة مع الحفاظ على هويتهم ومعتقداتهم".
ومنذ عام 2016، شنت تركيا عدة عمليات عسكرية في شمال سوريا لمواجهة المقاتلين الأكراد وتأمين حدودها.
تحرير: عادل الشروعات
محطات تاريخية في مسار "القضية الكردية"
على مر التاريخ تشبث الأكراد بحلم إنشاء دولة مستقلة لهم، غير أن السياسة على أرض الواقع كان لها رأي آخر. في ما يلي ملف صور عن أبرز الأحداث التاريخية المفصلية للقضية الكردية في الشرق الأوسط.
صورة من: Metin Yoksu/AP Photo/picture alliance
معاهدة سيفر
بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، جاءت معاهدة سيفر عام 1920 لتمنح الأكراد الأمل في إنشاء دولة مستقلة لهم. غير أن رفض حكومة أتاتورك الاعتراف بالمعاهدة جاء بمعاهدة جديدة، وهي معاهدة لوزان، التي غيرت موازين القوى لصالح تركيا وأجهضت حلم تأسيس الدولة الكردية المستقلة.
صورة من: Imago/United Archives International
جمهورية مهاباد
في الثاني والعشري من يناير/ كانون الثاني من عام 1946، ولدت جمهورية مهاباد الكردية بدعم من الاتحاد السوفييتي. واتخذت الجمهورية الكردية من مدينة ماهاباد في أقصى شمال غرب إيران عاصمة لها. وكان قاضي محمد ومصطفى البارازاني مؤسسي الجمهورية. لكن بسبب تراجع الدعم السوفييتي بسبب ضغوط إيران، سقطت الجمهورية بعد شهور من تأسيسها.
صورة من: Imago/S. Simon
ثورة الشيخ سعيد بيران
في عام 1923 أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة. وبعد أقل من عامين على تأسيسها، واجهت الدولة الفتية أول انتفاضة كبرى قام بها الأكراد في جنوب شرق تركيا بقيادة الشيخ سعيد بيران. الانتفاضة كانت ضد سياسة القمع التي تتبعها حكومة أتاتورك ضد الأقلية الكردية. لكن سرعان ما تم قمع التمرد، وأُعدم الشيخ بيران.
صورة من: Gemeinfrei
الأزمة مع العراق
في عام 1974 تأزمت العلاقة بين الحكومة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني بعد مطالبة الملا مصطفي برزاني بالحصول على آبار نفط كركوك ودعا الأكراد إلى ثورة جديدة ضد الحكومة العراقية.
صورة من: picture-alliance/dpa
اتفاقية الجزائر 1975
وقعت هذه الاتفاقية بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين وشاه إيران آنذاك محمد رضا بهلوي، وأشرف عليها الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، وكان الهدف منها هو وقف النزاعات بين الدولتين حول الحدود. لكن بعد إلغاء صدام حسين للاتفاقية، انهارت الانتفاضة الكردية بسبب انقطاع دعم إيران لها.
صورة من: Gemeinfrei
تأسيس حزب العمال الكردستاني
كان تأسس حزب العمال الكردستاني محطة بارزة أيضا. وبعد سنوات من العمل، تأسس الحزب بتاريخ 27 نوفمبر 1978، بشكل سري. وكان من بين المؤسسين عبد الله أوجلان، والذي اختير رئيسا للحزب. بدأ الحزب صغيرا قبل أن يبلغ ذروة نشاطه في تسعينات القرن العشرين. وقد دعا للكفاح المسلح ضد الدولة التركية.
صورة من: AFP
الصراع المسلح ضد تركيا
في عام 1984 شن حزب العمال الكردستاني أولى هجماته المسلحة على الجيش التركي. ومعها اندلعت حقبة الصراع المسلح التي بلغت ذروتها في التسعينات، وأدت لعشرات الآلاف من الضحايا على الجانبين. وجرى تصنيف حزب العمال كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول كثيرة أخرى. و
صورة من: AP
مجزرة حلبجة
في عام 1988، تعرضت مدينة حلبجة الكردية لغارات بالسلاح الكيماوي في إطار ما عُرف بحملة "الأنفال"، التي قام بها النظام السابق برئاسة صدام حسين ضد الأكراد. يذكر أن الهجوم الكيماوي على حلبجة أسفر عن مقتل ما بين 3500 إلى 5000 شخص، وفقاً لمصادر مختلفة، فيما قدر عدد المصابين بحوالي عشرة آلاف شخص.
صورة من: Safin Hamed/AFP/Getty Images
انتفاضة 1991 في العراق
بدأت قوات من الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي انتفاضة ضد الحكومة العراقية إثر غزو الكويت. لكن سرعان ما أخمدها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بالقوة، ما تسبب في نزوح أكثر من مليون كردي إلى دول الجوار.
صورة من: picture-alliance/dpa
القبض على أوجلان
استقر أوجلان لسنوات في سوريا، واضطر فيعام 1998 للخروج منها بعد تهديدات تركية باجتياح الأراضي السورية. وفي 1999، تمكنت تركيا بالتعاون مع أجهزة استخبارات دولية، من اعتقال أوجلان في عاصمة كينيا ونقلته إلى تركيا، حيث خضع للمحاكمة وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد.
صورة من: Reuters
أزمة الاستفتاء
في سبتمبر/ أيلول عام 2017 أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، عن إجراء استفتاء شعبي لاستقلال الإقليم عن العراق. لكن ذلك قوبل برفض شديد من الحكومة في بغداد. كما رفضت الأمم المتحدة الإشراف على عملية الاستفتاء.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/Y. Keles
سقوط عفرين
بعد حملة عسكرية استمرت ثمانية أسابيع لإخراج وحدات حماية الشعب الكردية من مدينة عفرين بشمال سوريا، سيطرت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في الثامن عشر من مارس/ آذار 2018 على مدينة عفرين، التي شكلت أحد "الأقاليم" الثلاثة التي أنشأ الأكراد فيها الإدارة الذاتية. إعداد: إيمان ملوك
صورة من: Reuters/K. Ashawi
فبراير 2025: دعوة أوجلان لحل الحزب وإلقاء السلاح
بعد سنوات من المفاوضات مع أوجلان في سجنه ومع مقربين منه، توصلت الدولة التركية إلى تفاهم معه، وخرج أوجلان في 27 فبراير 2025 بخطاب تلاه سياسيون أكراد زاروه في سجنه، ودعا فيه أوجلان إلى حل حزب العمال وإلقاء السلاح، والانخراط في مسار المصالحة.