تركيا تحذر فرنسا من استمرار دعمها للمسلحين الأكراد في سوريا
٢٥ ديسمبر ٢٠١٨
مع سحب الولايات المتحدة لجنودها من سوريا، حذر وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو باريس من الاستمرار في تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردية المنخرطة في الصفوف الأولى من معركة مكافحة الإرهاب والتي يقودها التحالف الدولي.
إعلان
حذرت تركيا فرنسا من دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل الجهاديين في سوريا وتسعى أنقره لدحرها مستفيدة من الانسحاب الأميركي المعلن. ومجموعة "وحدات حماية الشعب" الكردية هي حجر الزاوية ميدانيا في سوريا في حرب التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بقيادة واشنطن. لكن السلطات التركية تعتبرها منظمة "إرهابية" وتقول إنها على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الجيش التركي منذ 1984.
وقال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو بحسب ما نقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية "ليس سرا أن فرنسا تدعم وحدات حماية الشعب" الكردية، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل "ماكرون التقى ممثليهم". وأضاف جاويش أوغلو الذي كان يتحدث خلال لقاء مع صحافيين أتراك "ليست لدينا معلومات بشأن إرسال جنود (فرنسيين) جدد لكنهم يبقون على انتشارهم الحالي. إذا بقوا من أجل المساهمة في مستقبل سوريا شكرا. لكن إذا كان ذلك لحماية وحدات حماية الشعب، فإن ذلك لن يكون مفيدا لأحد".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر الأربعاء بانسحاب نحو ألفي عسكري أميركي منتشرين في سوريا يقاتلون مسلحي تنظيم "داعش" إلى جانب تحالف عربي كردي تهيمن عليه وحدات حماية الشعب الكردية.
وتساهم فرنسا في التحالف الدولي ضد الجهاديين في سوريا والعراق الذي تقوده واشنطن. وقد نشرت مدفعيتها وطائرات. وبحسب عدة مصادر فان عناصر من القوات الخاصة منتشرة أيضا ميدانيا في سوريا، لكن باريس لم تؤكد أبدا ذلك.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد عن "أسفه العميق" للانسحاب الأميركي معتبرا أن الحليف "يجب أن يكون موثوقا". كما أكدت فرنسا أنها تبقى منخرطة في التحالف الدولي ضد "داعش" رغم الانسحاب المعلن للقوات الأميركية من سوريا.
وصرح ترامب الأحد بعد اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب اردوغان أنه يعول على الرئيس التركي "لاجتثاث" تنظيم "الدولة الإسلامية" معتبرا أن المجموعة المتطرفة "هزمت إلى حد كبير".
ي.ب/ أ.ح (أ ف ب)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش