حذرت الخارجية التركية أكراد العراق من إجراء الاستفتاء المرتقب نهاية الشهر الجاري لتقرير مصير كردستان، وذلك ردّا على تصريحات رئيس الإقليم عزم الأكراد في المضي نحو إجراء هذا الاستفتاء.
إعلان
رحبت وزارة الخارجية التركية اليوم الخميس (14 سبتمبر/ أيلول 2017)، بقرار البرلمان العراقي رفض الاستفتاء على الاستقلال الذي ينوي إقليم كردستان إجراءه، محذرة من "الثمن" الذي سينجم من جراء الإصرار على هذه الخطوة.
استفتاء كردستان
01:40
وكان نواب البرلمان العراقي قد صوّتوا بالإجماع أول أمس الثلاثاء على رفض استفتاء كردستان العراق، مطالبين بـ"اتخاذ كل الإجراءات" التي من شأنها الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية ردا على خطوة إجراء استفتاء الـ25 سبتمبر/أيلول. غير أن مسعود البرزاني رئيس كردستان العراق تعهد بالمضي قدما في إجراء الاستفتاء واعتبره "حقا طبيعيا" للأكراد.
الأمر الذي دفع الخارجية التركية إلى الاعراب في بيان عن قلقها "إزاء موقف القيادة (الكردية العراقية) المصرة على الاستفتاء وبياناتها ذات النبرة المؤججة للمشاعر على نحو متزايد". وأضافت "ينبغي الإشارة إلى أن هذا الإصرار سيكون له ثمن بالتأكيد... ونحن ندعوهم إلى التصرف بتعقل والتخلي عن هذا المسار الخاطئ على الفور".
وتخشى تركيا، التي تضم العدد الأكبر من الأكراد في المنطقة، من أن يذكي التصويت المؤيد للاستقلال في الاستفتاء مطالب تصب في الاتجاه عينه في جنوبها الشرقي حيث يشن المقاتلون الأكراد تمردا منذ أكثر من ثلاثة عقود قتل فيه أكثر من 40 ألف شخص.
وفي الشهر الماضي قال زعيم المعارضة القومية في تركيا إن أنقرة ستعتبر الاستفتاء سببا لشن حرب "إذا ما دعت الضرورة"، لكن رئيس الوزراء التركي استبعد الأمر.
وترفض إيران وسوريا الاستفتاء أيضا إذ تخشيان أن يذكي النزعة الانفصالية لدى الأكراد على أراضيهما.
في المقابل، تخشى القوى الغربية من جهتها أن يشعل الاستفتاء نزاعا مع الحكومة المركزية في بغداد ويحول الانتباه عن الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية".
من جهته، قال أحد مستشاري الرئيس الكردي مسعود بارزاني هامين هاورامي على موقع تويتر إن "الاجتماع البرلماني تأجل إلى مساء الجمعة"، بعد أن كانت عملية التصويت مقررة ليوم الخميس، إلا أن "الموعد النهائي الذي حدده النظام الداخلي للدعوة إلى التصويت هو 48 ساعة من أجل السماح للأعضاء المقيمين خارج أربيل بالذهاب إلى هناك".
وأشار المتحدث باسم برلمان كردستان العراق المعلقة أعماله منذ نحو عامين، بان اجتماع البرلمان يهدف إلى "إعطاء إطار شرعي للاستفتاء".
و.ب/ح.ع.ح (رويترز، أ ف ب)
كرديات وأزيديات على خط الجبهة الأمامي في مواجهة "داعش"
قبل عامين شكلت مناطق الأزيديين بشمال العراق مسرحا لمأساة إنسانية يكاد لم يشهد لها مثيل منذ عقود، فقد تعرض الأزيديون لهجوم من قبل "داعش" الذي أسر واستعبد الكثيرات من بناتهم. واليوم تقف الأزيديات على الجبهة لمحاربة "داعش"
صورة من: Reuters/A. Jadallah
بالقرب من مدينة الموصل العراقية تقف المقاتلة الكردية حسيبة ناوزاد وبيدها منظار تراقب من خلاله عن كثب الوضع على خطوط الجبهة التي تفصل بين المناطق الكردية وتلك التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). يأتي ذلك فيما يواصل الأكراد والجيش العراقي تقدمهم على حساب الإرهابيين.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
حسيبة ناوزاد ترصد تحركات العدو قبل أن تعطي الإشارة لزميلتها المقاتلة الأزيدية أسيما داهر (الثالثة على اليمنين) ومقاتلات أخريات بإطلاق النار على الإرهابيين. وبما أنه لا يمكن قتال جهاديي "داعش" فقط عبر الغارات الجوية، فإن الأزيديات والكرديات يشكلن رأس الحربة على الأرض.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
وحتى تتمكن المقاتلة الكردية من إصابة هدفها يجب ألا يحجب أي شيء نظرها، لذلك تقوم بلف شعرها وربطه جيدا حتى لا تسقط أي خصلة على وجهها. هذا "المظهر العسكري" الذي أحيانا ما تدرجه بعض دور الأزياء الغربية في تصاميمها، فإنه يعكس واقعا مرا في العراق وكذلك في سوريا.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
أسيما داهر خلال استراحة محارب. على ذراعها تحمل دبا أحمرا. ربما كرمز لزمن السلام الذي انتهى فجأة في صيف عام 2014 عندما هاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" المناطق الأزيدية. عندها بدأت معاناة العديد من الأزيديات اللواتي وجدن أنفسهن مجبرات على توديع وترك كل ما هو غال ونفيس.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يرأف حتى بحال الأكثر ضعفا ووهنا. مئات الآلاف وجدوا أنفسهم في صيف عام 2014 مجبرين على الفرار من بطش وهمجية الجهاديين. هذه الصورة، التي تظهر شيخا عجوزا يستند إلى امرأتين، جابت العالم كله كرمز لمعاناة الأزيديين.
صورة من: Reuters
هذه الفتاة الأزيدية، التي لا تريد الكشف عن وجهها، تعرضت في صيف عام 2014 للاختطاف قبل أن تجبر على الزواج قسرا من أحد مقاتلي "داعش". وبعدها بشهرين تمكنت الفتاة الأزيدية، التي لم يتجاوز عمرها الـ15 عاما، من الفرار من قبضة التنظيم الإرهابي. واليوم ها هي تعيش بين أهلها وذويها وتروي ما تعرضت له من مآس يكاد اللسان يعجز عن وصفها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Bennett
ظلت مدينة كوباني الكردية (عين العرب)، الواقعة شمالي سوريا على الحدود مع تركيا، لأشهر عدة وهي تحت حصار مقاتلي "داعش". حينها استبسل الأكراد في الدفاع عن مدينتهم قبل أن يتمكنوا –وبدعم من الطائرات الحربية الأمريكية – من تحريرها من قبضة الإرهابيين الذين تركوا كوباني خرابا ودمارا.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Akgul
تنظيم "داعش" يحارب كل من يخالفه في إيديولوجيته. كما يستخدم التفرقة ويحاول نشر الكراهية وبث البلبلة بين الأطياف والأديان. بيد أن محاولاته لم تكلل دائما بالنجاح. والدليل على ذلك الصداقة التي تربط بين الكرديات والأزيديات اللواتي انتصرن – ولو رمزيا – على التنظيم الإرهابي.
صورة من: Reuters/A. Jadallah
تنظيم "داعش" لم يهزم بعد عسكريا، إذ أنه لا يزال يسيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق. أما الكرديات والأزيديات فسيواصلن كفاحهن ضده، بعد أن لقنّه درسا بأن النساء لسن جاريات!