بعد عام على محاولة انقلاب فاشلة على أردوغان وحملة تطهير اعتبرت الأوسع في تاريخ تركيا، تحتفل أنقرة اليوم بيوم "الديمقراطية والوحدة"، فيما لا تزال البلاد خاضعة لحالة طوارئ تم تمديدها ثلاث مرات.
إعلان
تحيي تركيا اليوم السبت (15 تموز/يوليو) ذكرى مرور عام، منذ أن حاول فصيل فى الجيش الانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، ما أدى إلى شن الحكومة حملة ضد المتورطين في هذه المحاولة وهي حملة لاتزال جارية حتى اليوم.
وستحيي الحكومة هذه الذكرى بسلسلة من الفعاليات، بما فيها كلمات يلقيها أردوغان فى اسطنبول وأنقرة. وينعقد البرلمان، الذى تعرض للهجوم ليلة الانقلاب، بعد الظهر ومرة أخرى فى منتصف الليل. وستنظم الحكومة "مسيرة الوحدة الوطنية" في الجسر الشهير الذي أطلق عليه الانقلابيون النار على المدنيين في اسطنبول. وأعلنت السلطات الخامس عشر من تموز/يوليو عطلة وطنية سنوية للاحتفال بـ"الديموقراطية والوحدة"، معتبرة أن إفشال الانقلاب يمثل نصرا تاريخيا للديموقراطية التركية.
وقتل 249 شخصا ليس بينهم المخططون للانقلاب، عندما أرسل فصيل ساخط من الجيش دبابات إلى الشوارع وأطلق طائرات حربية في محاولة للإطاحة باردوغان عن طريق العنف، بعدما أمضى الأخير عقدا ونصف في السلطة. إلا أنه تم إحباط المحاولة في غضون ساعات بعدما أعادت السلطات تجميع صفوفها ونزل الناس إلى الشوارع دعما لأردوغان الذي اتهم أتباع حليفه، الذي بات حاليا بين ألد اعدائه ، فتح الله غولن بتدبير المحاولة وهو ما ينفيه الأخير.
ولم تتردد السلطات لاحقا في شن حملة تطهير اعتبرت الأوسع في تاريخ تركيا إذ أنها اعتقلت خمسين ألف شخص وأقالت مئة ألف آخرين من وظائفهم. أما أردوغان، فقد عزز موقفه بعد فوزه في استفتاء جرى في 16 نيسان/أبريل لتعزيز سلطاته.
وبعد منتصف الليل، وفي وقت مبكر من يوم غد الأحد سيرفع الآذان في جميع المساجد فى جميع أنحاء تركيا، التى يقدر عددها بحوالي 90 ألف مسجد، للصلاة فى ذكرى أحداث ليلة الانقلاب الفاشل عندما حث المؤذنون المواطنين على النزول إلى الشوارع. وسيتحدث أردوغان فى البرلمان بعد ذلك بساعتين، في لحظة قصف المبنى.
وقال أردوغان إن "الدول والأمم تشهد منعطفات حاسمة في تاريخها تشكل مستقبلها. ويعد الـ15 من تموز/يوليو تاريخا من هذا النوع بالنسبة للجمهورية التركية". ولاتزال تركيا تخضع لحالة الطوارئ التي تم فرضها في 20 تموز/يوليو وتم تمديدها ثلاث مرات.
ا.ف/ ف.ي (د.ب.أ، أ.ف.ب)
"جنود أردوغان".. مدنيون في الساحات ضد غدر العسكر!
ليلة محاولة الانقلاب العسكري في تركيا دعا أردوغان أنصاره للخروج إلى الشوارع، وكان لهؤلاء دورا مهما في إفشال الانقلاب، كما طلب منهم البقاء في الشارع تخوفا من غدر العسكر به، وهؤلاء لبوا دعوته. كاميرا DW رصدت تلك التظاهرات.
صورة من: DW/D. Cupolo
كل ليلة يأتون أفواجا للمشاركة في تظاهرات أنقرة لـ"مراقبة الديمقراطية". ومثل الكثيرين هنا، تؤكد زينب، ذات 32 عاما، أنها ستواصل التعبير عن مساندتها لأردوغان كلما طلب منها الأخير ذلك. "الجنود يستجيبون لأوامر قائدهم"، على ما تقول الشابة التي تعمل في مركز تجاري. وتضيف قائلة: "أردوغان هو قائدنا الأعلى ونحن جنوده". تنويه: الصور لا تظهر الأشخاص الذين حاورتهم DW.
صورة من: DW/D. Cupolo
"وإذا ما تطلب الأمر فسنأخذ إجازة من العمل للمشاركة في هذه التظاهرات"، على ما يقول سعدت، طالب متخرج في 31 من عمره. "(فقط أردوغان) بإمكانه أن يحكم بلدا متقلبا مثل تركيا"، كما يقول. بيد أن سعدت مثل الآخرين رفض الإدلاء باسمه الكامل خوفا من أن تكون هناك محاولة انقلاب أخرى بصدد التحضير لها وقد يتعرضون للاعتقال حينها بسبب تصريحاتهم هذه..
صورة من: DW/D. Cupolo
وعند سؤاله عن دوافعه لمساندة أردوغان، يقول جمال كايا، وهو طالب في 21 من عمره، بأن حزب العدالة والتنمية قد دفع بالاقتصاد التركي إلى الأمام وحسّن من الخدمات الاجتماعية. "قبل أن يأتي (أردوغان) كانت المستشفيات عبارة عن كارثة وقد عملنا بكد لتجديدها وتحسين خدماتها"، مضيفا "اليوم أصبح نظامنا الصحي أفضل بكثير."
صورة من: DW/D. Cupolo
ويروي كايا بأنه كان ليلة محاولة الانقلاب بالقرب من مبنى رئاسة أركان الجيش في أنقرة عندما تعرض لقصف من مروحية عسكرية. ويوضح بأن المشاركة في تظاهرات مساندة لأردوغان هي طريقة للتنفيس عن التوتر النفسي الذي عاشه تلك الليلة. "شعبنا عاش صدمة نفسية والقدوم إلى هنا هو عبارة عن علاج للتغلب عن اللحظات الصعبة التي مر بها"، على حد تعبيره.
صورة من: DW/D. Cupolo
إسماعيل، مهندس في 33 من عمره، يقول بأنه يساند اردوغان لأنه قرر البلاد من الجذور الإسلامية للمجتمع، "لا نريد دستورا يرفض العلمانية، ولكننا نريد دستورا يعطي مساحة أكبر لإدراج الإسلام فيه". ويضيف: "تركيا تلعب دورا قياديا في المنطقة ونموذجنا سيساعد العالم على القبول بالإسلام."
صورة من: DW/D. Cupolo
توزيع الطعام والماء بصفة مجانية على المشاركين في التظاهرات المساندة لأردوغان وتوفير وسائل النقل لهم بصفة مجانية، أمر انتقده صلاح الدين دميرتاش، رئيس حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد. "أنصار (أردوغان) عندما يتظاهرون ضد محاولة الانقلاب، فيرحب بهم بالطعام والماء...أما إذا تظاهر شعبنا (الأكراد) ضد الاحتلال العسكري في جنوب شرق البلاد، فيُرحب بهم بمدافع المياه."
صورة من: DW/D. Cupolo
دمية تصور فتح الله غولن وقد علقت من أنفها وتحمل لافتة كُتب عليها: "فتحو: جريمتك هي خيانة وطنك." ويتهم غولن، رجل الدين الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة، بأنه هو من يقف وراء محاولة الانقلاب من خلال تغلغل شبكة أنصاره في أجهزة الدولة. وردا على ذلك أطلق أردوغان حملة تطهير تستهدف أنصاره.، رإم أن غولن نفى علاقته بالانقلاب.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى الآن تعرض 60 ألف شخص إما للاعتقال أو التوقيف أو الطرد من العمل. الناس يقولون هنا بأن هؤلاء سيحصلون على محاكمة عادلة. ويعرب شاهين، وهو صاحب متجر، عن رفضه للانتقادات الدولية لحملة التطهير هذه. ويقول لـDW: "أوروبا تقول إن أردوغان متسلط لأنهم يريدون أن تبقى تركيا خانعة." ويضيف: "أوروبا تخشى مجتمعنا. إنهم يعرفون بأننا سنصبح قريبا قوة عالمية ولهذا السبب يوجهون الانتقادات لنا."