تركيا ترسل قوات خاصة لمنطقة عفرين وماكرون يطالب بوقف العملية
٢٦ فبراير ٢٠١٨
في موقف غربي لافت، طالب الرئيس الفرنسي تركيا بإنهاء عمليتها العسكرية في عفرين والالتزام بالقرار الأممي حول الهدنة في "عموم" سوريا. تركيا التي تجاهلت باريس، أعلنت عن إرسال قوات خاصة استعدادا "لمعركة جديدة" في منطقة عفرين.
إعلان
تجاهلت تركيا القرار الأممي القاضي بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما وأعلنت الاثنين (26 شباط/ فبراير 2018) أنها أرسلت قوات خاصة إلى منطقة عفرين تحضيرا لبدء "معركة جديدة" ضد المقاتلين الأكراد في مناطق يتواجد فيها مدنيون. وقال نائب رئيس الوزراء والناطق باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ إن "نشر قوات خاصة يشكل جزءا من التحضيرات لمعركة جديدة قادمة".
وفيما تحدثت وكالة أنباء الأناضول عن دخول عدد غير محدد من قوات الشرطة والدرك الخاصة إلى المنطقة، أوضح نائب رئيس الوزراء أن لدى القوات الخاصة في بلاده خبرة في القتال في الأحياء السكنية "دون إيذاء المدنيين". وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن أن بلاده ستحاصر مدينة عفرين "في غضون أيام".
وفي موقف غربي لافت، أبلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره التركي أردوغان، في اتصال هاتفي اليوم الاثنين، أن العملية العسكرية التركية في بلدة عفرين السورية هي بمثابة انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية.
ونقل قصر الإليزيه عن ماكرون قوله إن وقف إطلاق النار، الذي طالب به مجلس الأمن الدولي أول أمس السبت يشمل "جميع الأراضي السورية بما فيها عفرين". وأضاف ماكرون قائلاً إنه ينبغي تنفيذ قرار وقف إطلاق النار في كافة أنحاء سوريا، وأن تلتزم به جميع الأطراف ومن دون تأخير، وذلك بهدف وقف موجة العنف الحالية.
بيد أن تركيا أكدت على لسان أكثر من مسؤول أن القرار الأممي "لا يؤثر على عملية عفرين". فيما انتقد الرئيس التركي عدم التزام النظام السوري بتطبيق القرار الأممي قائلا: "لم يطبق وقف إطلاق النار على مدى يومين في حين يستمر الوضع (على حاله) دون رحمة" في الغوطة الشرقية.
ويشار إلى أن تركيا أطلقت في 20 كانون الثاني/يناير الماضي عملية عسكرية بالتحالف مع فصائل من المعارضة السورية لقتال "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين الواقعة في شمال غرب سوريا. وتصف أنقرة هذه الوحدات بـ "الإرهابية" وتعتبرها امتدادا سوريا لحزب العمال الكردستاني التركي.
أ.ح/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)
محطات في الهجوم التركي على عفرين
شنت تركيا بتحالف مع جناح المعارضة السورية المعروف بالجيش الحر هجوماً على عفرين المدينة التي تسكنها غالبية كردية وتسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردية. عملية "غصن الزيتون" حسب التسمية الرسمية قد تصل الى إدلب.
صورة من: picture alliance/AP/ANHA
جنائز أهل عفرين
تتفاوت الأرقام المعلنة لعدد ضحايا الهجوم التركي على عفرين، وقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في العاصمة البريطانية لندن في بيانات متفرقة مصرع عشرات المقاتلين والمدنيين بينهم عدد غير معروف من الأطفال والنساء. في الصورة نساء من عفرين يندبن قتلاهن الذين لفت نعوشهم بعدة رايات وبيارق.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
بداية الهجوم التركي
أكد وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي الجمعة (19 يناير/ كانون الثاني 2018) انطلاق عملية "غصن الزيتون" على منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد في سوريا . العملية بدأت بقصف عبر الحدود، واعقبته غارات جوية، ثم تدفقت القوات بعد ذلك الى المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
مقاتلو الجيش الحر المتحالفون مع تركيا
انضم الجيش الحر وهو فصيل سوري معارض تدعمه تركيا الى عملية "غصن الزيتون" . ويتهم الكرد وفصائل معارضة أخرى قوات الجيش الحر بأنها تضم عناصر جند الشام وجبهة النصرة وداعش بين صفوفها. الصورة تظهر أحد عناصر الجيش الحر المهاجم لعفرين وهو يرفع اصبعه في شارة التوحيد التي تشيع بين الفصائل الإسلامية المتشددة.
صورة من: picture-alliance/dpa/DHA-Depo Photos
مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية
يتصدى مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية بأسلحة خفيفة للهجوم التركي المدرع المسند بالطائرات. هذه الوحدات هي التي تصدت لتنظيم داعش، وقهرته في أغلب مناطق سوريا ونزعت منه كوباني وكانت سببا لهزيمته في سوريا والعراق. الصور لمجموعة من هؤلاء المقاتلين في الحسكة وهم يرفعون بنادقهم الكلاشنكوف في الهواء تعبيرا عن عزمهم الاستمرار في القتال.
صورة من: Reuters/R. Said
تدمير معبد عين داره
معبد عين داره الذي بني خلال عصر الحديد في الحقبة الآرامية (بين 1300-700 قبل الميلاد) وقد دمر جزء كبير منه واصيب بأضرار جسيمة جراء القصف الجوي التركي وفقا لما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. مدير المرصد رامي عبد الرحمن كشف أن "نسبة التدمير (التي تعرض لها المعبد) بلغت أكثر من 60 بالمئة".
صورة من: picture alliance/AP/ANHA
ممثلة الناتو زارت تركيا خلال الهجوم
دولياً، أعربت ألمانيا عن قلقها إزاء العملية التركية في عفرين وطالبت بوقفها. لكنها أقرت بـ "المصالح الأمنية المشروعة" لأنقرة، فرنسا دعت الى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لبحث عملية غصن الزيتون.فعقد الاجتماع دون إصدار اعلان. الولايات المتحدة دعت الى ضبط النفس واوقفت شحنات العتاد والسلاح الى المقاتلين الكرد. لم يصدر عن الناتو رد فعل بشان الهجوم وقد إطلع عليه منذ البداية.
صورة من: NATO
اردوغان توعد بمد العمليات الى أدلب
واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته بتوسيع عملية الجيش التركي على مدينة عفرين لتصل الى مدينة أدلب، مستخدما مصطلحا محببا لدى الجنود الأتراك: "صغيري محمد يزحف إلى عفرين. بمشيئة الله سيزحف إلى إدلب".
صورة من: picture-alliance/AP/M. Cetinmuhurdar
صواريخ من سوريا على مدن تركية
عمال الاغاثة يخلون مصابين اتراك جرحوا بصاروخين أطلقا من سوريا وسقطا على مدينة كيليس قرب الحدود السورية، ونجم عن الهجوم 13 اصابة في صفوف المدنيين. الهجمات مستمرة منذ أطلقت تركيا عملية "غصن الزيتون".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Can Erok/DHA-Depo Photos
تظاهرات كردية حاشدة في المدن الألمانية
شارك نحو عشرين ألف كردي في مدينة كولونيا بألمانيا وفي مدن ألمانية أخرى في تظاهرات منددة بالهجوم التركي على عفرين . أضطرت الشرطة لتفريق المظاهرة بعد أن رفع بعض المتظاهرين رايات حزب العمال الكردستاني المحظور في ألمانيا، وصورا للزعيم الكردي السجين عبد الله اوجلان. وتضم ألمانيا أكبر جالية كردية وأكبر جالية تركية في العالم وتخشى السلطات أن ينعكس الهجوم على عفرين على الجاليتين.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt