قال وزير شؤون الأوروبية التركي فولكان بوزكير إن بلاده ترفض تقرير البرلمان الأوروبي الذي عبر عن قلقه الشديد بشأن تراجع دولة القانون فيها، مشيرا إلى أن أنقرة ستعيد التقرير إلى أصحابه معتبرا التقرير "باطلا".
إعلان
أعلن الوزير التركي للشؤون الأوروبية فولكان بوزكير اليوم الخميس (14 نيسان/ابريل) أن أنقرة ترفض تقرير البرلمان الأوروبي الذي عبر عن قلقه الشديد من تراجع دولة القانون في هذا البلد المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتعتبره "باطلا".
وقال الوزير، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء الأناضول الحكومية خلال زيارة لفيينا، إن أنقرة "ستعيد هذا التقرير الى البرلمان الأوروبي"، وخصوصا بسبب إشارته إلى "الإبادة" الأرمنية في ظل السلطنة العثمانية، والتي ترفض أنقرة بشكل قاطع الاعتراف بها. وأضاف "السنة الماضية، أعدنا هذا التقرير إلى البرلمان الأوروبي بسبب إشارات مماثلة، وسنقوم بالشيء نفسه هذه السنة". وتابع الوزير التركي "لا نشعر بالخجل من أي فصل من تاريخنا (...) نعتبر أن هذه المسالة يجب أن يحسمها المؤرخون. رجال السياسة يجب ألا يكتبوا التاريخ".
حظر تجول دائم ودمار هائل
ويقول الأرمن إن 1,5 مليون شخص قتلوا بشكل منهجي مع نهاية حكم السلطنة العثمانية، واعترف العديد من المؤرخين إلى جانب نحو 20 دولة بينها فرنسا وايطاليا وروسيا بوقوع "إبادة". من جهتها تؤكد تركيا أن 300 إلى 500 ألف ارمني قتلوا خلال حرب أهلية إضافة إلى المجاعة، وان عددا مماثلا من الأتراك قتلوا أيضا أثناء تنازع قوات السلطنة وروسيا للسيطرة على الأناضول.
في سياق متصل، أعرب مسؤول أوروبي في مجال حقوق الإنسان اليوم الخميس عن قلقه إزاء الإجراءات التي اتخذتها السلطات التركية في الأشهر الماضية للتعامل مع نزاع محلي، وشملت استخدام حظر التجوال الصارم والتدمير واسع النطاق وتقييد حرية التعبير.
وقال مفوض حقوق الإنسان بمجلس أوروبا نيلز مويزنيكس أن "لديه شكوك قوية بشأن شرعية" حظر التجوال على مدار الساعة الذي تفرضه تركيا على مناطق مدنية في الوقت الذي تحارب فيه المسلحين الأكراد. كما أعرب عن قلقه بشأن "حجم الدمار الصادم" للمنازل والمباني في جنوب شرق تركيا، كما أدان جميع أشكال الإرهاب الذي يمارسه المسلحون الذين يستهدفون الدولة والمدنيين.
ح.ع.ح/ع.ج (أ.ف.ب)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري