تركيا تسحب قائمة بشركات ألمانية تتهمها بدعم الإرهاب
٢٤ يوليو ٢٠١٧
أعلنت الحكومة الألمانية أن تركيا سحبت القائمة المثيرة للجدل التي أدرجت فيها نحو 700 شركة ألمانية بتهمة دعم الإرهاب، مؤكدة أنها تلقت تأكيدات من أنقرة بأن تسليم القائمة عن طريق الشرطة الدولية كان نتيجة "مشكلة في التواصل".
إعلان
قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية توبياس بلات إن تركيا سحبت بشكل رسمي طلب مساعدة من ألمانيا في التحقيق في أمر نحو 700 شركة ألمانية بتهمة دعم الإرهاب. وذكر المتحدث، خلال مؤتمر صحفي، أن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أبلغ نظيره الألماني خلال مكالمة هاتفية اليوم الاثنين (24 يوليو/تموز)، أن تسليم أنقرة للقائمة عن طريق الشرطة الدولية (إنتربول) كان نتيجة "مشكلة في التواصل"، مضيفا أن الوزير التركي أكد أن السلطات التركية لم تحقق سواء في تركيا أو ألمانيا ضد الشركات المدرجة في القائمة.
وأضاف وزير الداخلية التركي - بحسب بيانات المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية- أن مكتب الإنتربول في أنقرة "سحب رسميا" أول أمس السبت الطلب المقدم للمكتب الاتحادي للشرطة الجنائية في ألمانيا للحصول على معلومات مختلفة عن تلك الشركات. وقال المتحدث: "أحطنا علما بالأمر على نحو واضح"، مرحبا بسحب طلب الدعم في التحقيقات. وأضاف أن "(وزير الداخلية) أكد أن السلطات التركية لا تجري تحقيقات في أمر شركات ألمانية في تركيا أو ألمانيا".
يذكر أن هذه القائمة كانت قد أثارت القلق في الأوساط الاقتصادية الألمانية.
وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، سملت تركيا ألمانيا عبر الإنتربول قائمة تضم نحو 700 شركة ألمانية تجري ضدها السلطات التركية تحقيقات بتهمة تمويل الإرهاب بسبب علاقاتها التجارية مع شركات تركية معينة.
ونفت الحكومة الألمانية تلك الاتهامات، واصفة إياها بالسخيفة. وأوصى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل بعدم ضخ استثمارات في تركيا، بسبب الزج بـ"شركات ليس عليها غبار" في اتهامات تتعلق بالإرهاب، معلنا لذلك مراجعة الضمانات الائتمانية التي توفرها دولة ألمانيا للشركات الألمانية المتعاملة مع تركيا.
من جانبه قالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد الألمانية اليوم إنه بالرغم من توضيح الحكومة التركية للموقف فإن هناك شكا كبيرا لا يزال يساور الشركات الألمانية فيما يتعلق بالاستثمارات والممارسات التجارية لتركيا، وأضاف: "الأمر قد يستغرق فترة للعودة إلى طبيعته"، مؤكدة ضرورة البعث بإشارة واضحة لتركيا بأن ألمانيا تنتظر منها الالتزام بمبادئ دولة القانون. وأضافت المتحدثة أن مراجعة ضمانات القروض التي توفرها دولة ألمانيا للشركات الألمانية المتعاملة مع تركيا لا تزال مستمرة.
ع.ج.م/و. ب (دب أ، رويترز)
لهذه الأسباب تحافظ برلين على خط تواصل مفتوح مع أنقرة
التوترات المتصاعدة في العلاقات الألمانية التركية دخلت فصلا جديدا بالإجراءات التي اتخذتها برلين مؤخرا ضد أنقرة. مراقبون يرون إنه كان بوسع برلين الرد بشكل أقوى على تصرفات أردوغان، فما هي الأسباب التي تحول دون ذلك؟
صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/P. Zinken
تعد تركيا أحد أكثر الوجهات السياحية المحببة للألمان. وتتضمن الإجراءات الجديدة تشديد تعليمات السفر لتركيا ومطالبة المواطنين الألمان بتوخي الحذر، لكن مثل هذه التعليمات لا تمثل أقسى إجراء دبلوماسي يمكن أن تتخذه ألمانيا، التي كان من الممكن أن تصدر تحذيرا من السفر إلى تركيا.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
تتمتع تركيا بأهمية خاصة كنقطة ربط بين أوروبا وآسيا علاوة على أهميتها الإستراتيجية كجارة لليونان وبلغاريا من ناحية، وسوريا والعراق وإيران من ناحية أخرى؛ أي أنها تقع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وفي الوقت نفسه جوار مناطق مشتعلة في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/DUMONT Bildarchiv/M. Tueremis
اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تركيا، من الممكن أن يؤثر على التواصل مع الألمان المحتجزين هناك وعددهم تسعة أشخاص، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
يرجع انضمام تركيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى عام 1952، كما أن الجيش التركي يعد من أكبر جيوش العالم إذ يبلغ قوامه نحو 640 ألف جندي وموظف،وفقا لتقرير لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي فهو يحمل أهمية في التصدي لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/F. Augstein
أقر البرلمان الألماني سحب الجنود الألمان من قاعدة "إنغرليك" ونقلهم إلى الأردن بعد أن منعت تركيا نوابا ألمان من زيارة القاعدة، الأمر الذي أزعج برلين بشدة. في الوقت نفسه مازال جنودا ألمان يتمركزون في قاعدة تابعة للناتو في كونيا.
صورة من: Imago
بدأت مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي عام 2005 إلى أن تجمدت خريف عام 2016. ورغم أن انضمام تركيا للاتحاد مسألة غير مطروحة في الوقت الراهن، إلا أنه في حال انضمامها فستكون ثاني الأعضاء من حيث عدد السكان.
صورة من: picture-alliance/Joker/est&ost/M. Fejer
ثقل سياسي جديد أضيف لتركيا بعد الاتفاقية الخاصة باللاجئين مع الاتحاد الأوروبي. ووفقا لأنقرة فإن تركيا استقبلت نحو 7ر2 مليون لاجئ منذ بداية الأزمة السورية. وتهدد تركيا بين الحين والآخر، بوقف التعاون مع الاتحاد الأوروبي وهو أمر لا يصب بالتأكيد في صالح ألمانيا ولا ترغب المستشارة ميركل في حدوثه، لاسيما قبل الحملة الانتخابية. ا.ف (وكالات)